روبارين بكر

الشهباء ـ تشهد مقاطعة عفرين المحتلة بشمال وشرق سوريا لانتهاكات واسعة بحق النساء تمارسها مرتزقة الاحتلال التركي الذين حولوا عفرين إلى أقبية سرية وساحات للجرائم والتطهير العرقي.

منذ بداية احتلال تركيا لمقاطعة عفرين في 18 آذار/مارس 2018 ويمارس بحق المرأة شتى أشكال الانتهاكات من قتل، واختطاف، وتعذيب، واغتصاب ضمن المعتقلات، فالسجون في عفرين باتت من أكثر الأدوات لدى المحتل التركي للتضيق على الأهالي وترهيبهم وتهجيرهم وعلى وجه الخصوص المرأة، لذلك انتشرت عمليات الاعتقال التعسفي قي المناطق التي تحتلها تركيا ومنها مقاطعة عفرين.

ووثقت منظمة حقوق الإنسان عفرين ـ سوريا العشرات من الأماكن لاحتجاز النساء وتعذيبهن، وبينت أن الاحتلال التركي ومرتزقته حولا المدارس في عفرين إلى مراكز للاحتجاز.

حول ما يمارسه الاحتلال التركي في مقاطعة عفرين من انتهاكات بحق الأهالي وخاصة داخل مراكز الاحتجاز بينت الناشطة الحقوقية في منظمة حقوق الإنسان عفرين ـ سوريا ليلى محمود أن "الاحتلال التركي يمارس سلسلة من الجرائم والانتهاكات بحق السكان المتبقين هناك، من قتل، وتعذيب، وسلب، ونهب، واختطاف، واغتصاب وغيرها العديد من الانتهاكات، وفقدت هذه المنطقة الأمان والاستقرار".    

وأضافت "تعاني النساء بشكل مضاعف في عفرين المحتلة فلا تستطعن الخروج من منازلهن خوفاً من تعرضهن للخطف من قبل المرتزقة، فالمئات من النساء تعرضن للخطف منذ بداية الاحتلال، ولكل ذلك تداعيات على الحالة النفسية عليهن مما دفع الكثيرات للانتحار". 

أما عما تعانيه المعتقلات فلفتت إلى أنه "حصلنا على معلومات من مصادر داخل عفرين بالإضافة لشهادات معتقلات سابقات قلن إنهن تعرضن لمختلف الانتهاكات ومن بينها الاغتصاب وفقدت العشرات من النساء لحياتهن، مؤكدات أن أعداد كبيرة من النساء ما تزلن داخل السجون".  

وأوضحت أنه "لكل فصيل من المرتزقة التركية عدة مراكز اعتقال يتم احتجاز المختطفين إضافة إلى عدة فروع ضمن السجن وتسمى بـ "ماراته" وهي مخصصة للنساء، وهناك سجون في تركيا أيضاً يتم احتجازهنّ فيها"، مؤكدةً أنه "منذ بداية احتلال تركيا لمقاطعة عفرين زاد عدد المهجرين والنازحين. الاحتلال التركي حول عفرين لساحة للجرائم والتطهير العرقي".

وأكدت ليلى محمود على أن "المئات من النساء مازلن ضمن مراكز الاحتجاز في عفرين بحسب توثيقاتنا لكن الكثير من الحالات لا يتم توثيقها كونها في مراكز سرية للمرتزقة".

وعن الخطر الذي تشكله السجون على النساء في عفرين نوهت ليلى محمود إلى أنه "نحن كمنظمة حقوقية في الشهباء من خلال مصادر محلية نحاول توثيق أماكن جميع السجون في عفرين وعرضها للمجتمع الدولي فالجرائم والانتهاكات التي تحصل بحق النساء في عفرين داخل السجون تشكل خطراً كبيراً على حياتهنّ".

وكشفت ليلى محمود حصيلة الانتهاكات التركية بحق النساء في عفرين المحتلة خلال خمسة أعوام "خلال أكثر من أربع سنوات على احتلال مدينة عفرين تم اختطاف أكثر من 1000 امرأة، وقتلت 85 امرأة أخرى، فيما تعرضت 73 امرأة لاعتداء جنسي، وما تزال هذه الانتهاكات مستمرة".  

واختتمت الناشطة الحقوقية في منظمة حقوق الإنسان عفرين ـ سوريا ليلى محمود حديثها بمطالبة المجتمع الدولي بالتدخل ووقف الانتهاكات في عفرين المحتلة "نطالب المنظمات الحقوقية والمعنية بحقوق الإنسان بحماية حقوق المرأة ووضع حد للانتهاكات التركية ومرتزقتها".