من الشارع إلى مركز الاحتجاز... روايات المعاملة الوحشية للمتظاهرين

روى عدد من المعتقلين قصصهم خلال اعتقالهم من قبل قوات الأمن الإيرانية، كسر الأيدي والأسنان والضرب على الرأس أقل الآلام التي يعاني منها هؤلاء المعتقلون.

لارا جوهري

مهاباد ـ منذ بداية ثورة جينا، تم اعتقال آلاف الأشخاص بطرق مختلفة من قبل الدولة الإيرانية أو تعرضوا للعنف خلال الإضرابات والمظاهرات.

شهدت مدن شرق كردستان رائدة ثورة جينا، موجة عنف شديدة في الشوارع واعتقالات واسعة النطاق منذ الأيام الأولى للانتفاضة، ولا تزال الاعتقالات مستمرة، ولا يمكن إصلاح وتدارك الأضرار التي تسببت بها السلطات الإيرانية في جميع المدن.

يستند تقرير وكالتنا هذا إلى أقوال شهود عيان أو تجربة حية لأشخاص تم اعتقالهم وتعرضهم للعنف من قبل المؤسسات الحكومية.

تقول ديلان كوثري التي شاركت في احتجاجات بوكان مع والدتها "بعد سماع صوت الرصاص، هربنا مع الحشد ولجأنا إلى إحدى المنازل، كان جميع الناس يفرون، من خلف نافذة ذلك المنزل، رأيت أن خمسة ضباط أخذوا فتاة كانت ملطخة بالدماء، أمسكها أحد الضباط من شعرها وتم سحبها على الأرض، فيما كان أحدهم يصرخ عليها ويشتمها، وأخذوها بعيداً في شاحنة".

فيما يقول مازيار رفيعي من بلدة أشنويه، الذي اعتقل في إحدى المظاهرات "في يوم دموي في الشارع، بينما هاجمتنا قوى الأمن ونحن نهرب، حاصرني اثنا عشر ضابطاً أنا وأصدقائي وضربونا بالركلات والهراوات بطريقة وحشية بقصد قتلنا، لقد كانوا قساة للغاية كما لو كنا أعداءهم وكان من الجائز قتلنا".

نقل مازيار رفيعي إلى مركز الاعتقال بعد تلقيه للضرب "عندما استعدت وعيي، كنت ملقى على الأرض في مركز اعتقال بجسدي الملطخ بالدماء وأسناني مكسورة. جاء أحد الضباط وقال لي: يبدو أنه لديك مائة روح، كيف نجوت من الضرب الذي تعرضت له؟، ولأنني كنت دون الثامنة عشرة من عمري أطلق سراحي بعد أيام قليلة بتعهد كتابي. عندما ذهبت إلى الطبيب قال لي أن ثلاث أصابع من يدي اليمنى وقدمي اليسرى قد كسرت إثر الضرب الذي تعرضت له، كما إن آثار العصي كانت لا تزال موجودة على ظهري، بالكاد استطعت التحرك بسبب الألم والكدمات، ولم أستطع القيام بشيء بنفسي لعدة أيام".

من جانبها اعتقلت سيما أحمدنيا البالغة من العمر 34 عاماً، في اليوم الذي قتل فيه المتظاهر إسماعيل "سمكو" مولودي في مدينة مهاباد، وتقول "نزلت إلى الشارع مع بعض أصدقائي للاحتجاج، وفجأة هاجمتنا قوى الأمن وهربنا إلى إحدى الأزقة، إلا إننا وقعنا في أيديهم، كنت أصرخ من الخوف، جاء أحد الضباط ووقف أمامي وأطلق النار عليّ لأسقط على الأرض، ليقول ضابط آخر "دعنا نذهب لقد ماتت".

وأضافت "لأن الناس كانوا في الشوارع، لم يكن لديهم القوة لاعتقالنا، لقد أنقذني بعض المتظاهرين من بين أيدي الضباط، عندما ذهبت إلى الطبيب أزال العديد من الرصاصات المطاطية من جسدي، ما زالت آثار الرصاص موجودة، حتى أن الطبيب لم يتمكن من إخراج بعض الرصاصات، لا زلت أنام بظل الموت كل ليلة".

بدورها تقول دلارا أميني عن اقتحام الضباط لمنزلهم "ذات يوم عندما كنت بالخارج اتصلت أمي تبكي وقالت اهربي أينما كنتِ، لقد هاجمت قوى الأمن المنزل لاعتقالي أنا وأختي. قال الضباط لوالدتي أن فتياتك مشاركات في الإعداد للثورة يجب أن تسلموهن لنا قريباً، كانت أختي دلنيا البالغة من العمر 14 عاماً في المدرسة، لقد ذهبنا إلى إقليم كردستان عبر حدود سردشت وأصبحنا لاجئتين هناك".

أما لاله زماني فقد اعتقلت دون حجاب مع المحتجين في شارع مدارس أورمية وعن اعتقالها تقول "كان هناك العديد من المتظاهرين كنا نركض نحو الشوارع. اعتقلني ثلاث ضباط وأخذوني إلى شاحنة ووضعوا وشاحاً على رأسي بالقوة، وطلبوا مني هاتفي، لقد قاومت ولكن أمسكت إحدى النساء بشعري وضربت رأسي بالزجاج، كنت ملطخة بالدماء، لقد رأيت حقاً كيف يتم إذلال النساء والفتيات هناك".

لا يستطيع عدد كبير من الناس الهروب بسبب عدم درايتهم بالأزقة ومطاردتهم من قبل الضباط، وعدم القدرة على اختيار الموقع الجغرافي الصحيح بسبب ارتفاع مستوى القلق في التظاهرات. الكثير من المتظاهرين وخاصة النساء، فقدوا عيونهم بسبب إصابتهم بالرصاص من مسافة قريبة، بعض الأشخاص الموقوفين الذين تم إطلاق سراحهم الآن لا يملكون حتى القدرة تذكر شيء.