مهجرات عفرين يؤكدنَّ رفضهنَّ لسياسة تركيا التوسعية

"الوجود التركي على الأراضي السورية غير شرعي فنحن أصحاب الأرض والقضية العادلة"، هذا ما قالته نساء من مقاطعة عفرين رداً على الهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا المستمرة منذ فترة

روبارين بكر
الشهباء ـ .
يستهدف جيش الاحتلال التركي ومرتزقته مناطق شمال وشرق سوريا بشكلٍ يومي من خلال القصف المباشر، وأخذت الهجمات أبعاداً تصعيدية على نحو أكبر حيث استهدفت المسيرات التركية التي دخلت الأجواء وسط صمت دولي مدن تل تمر والشهباء والريف الشرقي لناحية عين عيسى، إضافة إلى ناحيتي شرا وشيراوا في عفرين المحتلة.
 
"تركيا تسعى لإعادة إحياء الدولة العثمانية"
 
قالت خديجة إيبو (50) عاماً وهي من مهجري عفرين "نقاوم ونعيش اليوم في الخيام على أرض الشهباء التي تحررت بدماء أبنائنا فكل شبراً من شمال وشرق سوريا تحرر بفضل الشهداء"، وأضافت "هذه المناطق آمنة في ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية".  
وحول التصعيد الذي تقوم به تركيا منذ فترة قالت "جيش الاحتلال التركي ومرتزقته يستهدفون هذه المناطق بشكلٍ يومي بالقذائف، وكذلك عبر الهجمات والتفجيرات التي تقوم بها الخلايا النائمة"، مبينةً أن تركيا تسعى من خلال ذلك للسيطرة على المنطقة "تحاول فرص سيطرتها على المنطقة واحتلال المزيد من الأراضي السورية، كما فعلت في عفرين، وسري كانيه، وإعزاز، وجرابلس والباب وغيرها". 
وتبلغ مساحة الأراضي التي تحتلها الدولة التركية في سوريا ومناطق شمال وشرق سوريا منذ تدخلها في الحرب السورية عام 2011 نحو 8835 كم2، وتضم هذه المساحة نحو ألف بلدة، أبرزها عفرين وتل أبيض/كري سبي، ورأس العين/سري كانيه، والباب وإعزاز، ودابق وجرابلس وجنديرس وراجو.
وبينت أن تركيا تسعى لإعادة إحياء الدولة العثمانية التي سقطت في عام 1922 "من خلال هذه الهجمات تحاول تركيا الهيمنة على المنطقة وإعادة أمجاد الدولة العثمانية البائدة"، موضحةً "نؤكد أن هذه المطامع يستحيل تحقيقها اليوم بحق شعوب المنطقة التي باتت على درايةٍ بأهداف أعدائها، وتدرب ذاتها على أسس فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان".
وتطرقت خديجة إيبو إلى مصالح الدول في استمرار الأزمة السورية "الأطراف المتدخلة في الصراع السوري بذريعة الحل والحماية هي في الواقع تسعى لتحقيق مصالحها على حساب الشعب"، مشيرةً إلى ارتكاب تركيا للمجازر وتدخلها السافر دون أي محاسبة.
ولا تعول خديجة إيبو على المجتمع الدول وهذه الدول لحل الأزمة أو حماية الشعب السوري "العالم يرى، ويسمع ويدرك ما يمارسه الغزو التركي بحق الشعب الكردي ومختلف شعوب شمال وشرق سوريا إلا أنهم يلتزمون الصمت ويدعمون تركيا بصمتهم، لكننا لا نهتم بذلك لإن الشعب هنا صامد أمام جميع الانتهاكات".
 
"نحن على ثقة بقوات سوريا الديمقراطية"
 
فيما قالت فيدان عثمان (29) عاماً وهي مهجرة من عفرين "هاجم الاحتلال التركي ومرتزقته بطائراته الحربية مقاطعة عفرين على مدار 58 يوماً دون رأفة ورحمة، وأخرجنا من ديارنا قسراً، وها نحن مهجرون منذ أكثر من ثلاث سنوات"، مشيرةً إلى مساعي تركيا في السيطرة على المنطقة "نرى من خلال التصعيد السياسي والعسكري للاحتلال التركي أنه يسعى لإعادة هجماته البربرية على مناطق شمال شرق سوريا". 
وفي 20 كانون الثاني/يناير 2018 شنت القوات التركية بمساندة المرتزقة هجمات على مدينة عفرين، انتهت باحتلالها في 18 آذار/مارس وتهجير أهلها إلى مقاطعة الشهباء، في حين تعيش عائلات المرتزقة في منازل المهجرين.
وحول سؤالنا عن مدى قدرة تركيا على تحقيق مخططاتها في شمال وشرق سوريا أجابت فيدان عثمان "نحن على ثقة بقواتنا قوات سوريا الديمقراطية، ومستعدون للتصدي لهجمات الغزو التركي على أرضنا وسنسير على خطى الشهداء، فنحن أصحاب الأرض ولنا الحق فيها والوجود التركي غير مشروع ومرغوبٍ به". 
وأكدت على مواصلة النضال ضد الاحتلال التركي ومقاومة مهجري عفرين على أراضي الشهباء حتى تحرير مدينتهم وجميع الأراضي السورية "تصعيد الاحتلال التركي وتهديداته لن تؤثر على إرادة المرأة الحرة، فجميع النساء سيتحولن لقنابل موقوتة بوجه أي هجوم تتعرض له أراضينا".
 
"الهجمات التركية لن تزيدنا إلا عزيمة"
 
فيما أكدت هيفين علوش (40) عاماً وهي مهجرة من عفرين على حديث سابقتها بكون الهجمات التركية لن تزيدهم إلا عزيمة "على تركيا أن تعلم أن هجماتها، وتهديداتها بين الحين والآخر ومحاولتها زعزعة الأمان والاستقرار في مناطقنا أو احتلال المزيد من أراضينا لن تؤثر على إرادتنا ومشروعنا في تحقيق مشروع الأمة الديمقراطية".
وتساءلت "لم نتخطى يوماً ما حدود الدولة التركية، ولم نشن أي نوعٍ من الهجمات ضدها، فبأي حق تشن تركيا هذه الهجمات علينا ونحن نتخذ خطوط الدفاع المشروع؟". 
واختتمت هيفين علوش حديثها بالتأكيد "نحن أصحاب الأرض والقضية الحقيقية وبناءً على ذلك نحن المنتصرون مهما سعت تركيا ومرتزقتها وفعلت من انتهاكات وممارسات وهجمات ولن نسمح لتركيا بتحقيق مطامعها بحقنا وسنكون سنداً وظهراً للمقاتلين في الجبهات".