للوصول إلى مجتمع ديمقراطي... تجمع نساء زنوبيا يناهض الظواهر السلبية
استطاع مجلس تجمع نساء زنوبيا بشمال وشرق سوريا، عبر حملاته التوعوية تحقيق نتائج إيجابية والمساهمة في الحد بعض الشيء من انتشار الظواهر المجتمعية السلبية كتزويج القاصرات.
يسرى الأحمد
الرقة ـ يهدف تجمع نساء زنوبيا من خلال حملاته، للرفع من مستوى الوعي لدى المرأة والرجل كونهما المسؤولان عن الحفاظ على الأسرة ومنع تشتيتها في سبيل النهوض بمجتمع ديمقراطي.
يساهم مجلس تجمع نساء زنوبيا بشمال وشرق سوريا، من خلال حملاته التوعوية في مناهضة العنف ضد المرأة وبناء مجتمع أخلاقي ديمقراطي تسوده الحياة التشاركية بين الجنسين، مؤكدين بأن الذهنية الذكورية المترسخة في المجتمع المسبب الأول للعنف ضد المرأة والقضاء عليها من أبرز أهدافهم.
وتنتقد الإدارية في لجنة الصلح التابعة لتجمع نساء زنوبيا مريم عبد الرزاق استمرار المجتمع في اتباع العادات والتقاليد البالية التي تترافق معها الكثير من المشاكل الاجتماعية التي تنعكس سلباً على واقع المرأة والطفل وتفاقم من الظواهر المجتمعية السلبية، وركزت على الدور الذي يلعبه التجمع في إيجاد حلول جذرية من شأنها الحد من تلك الظواهر.
وارتفعت مؤخراً نسب الظواهر التي تلقي بتأثيراتها السلبية على المجتمع كالزواج القسري، وتزويج القاصرات والطلاق، وجرائم القتل، وعن ذلك تقول "تعتبر قضايا المرأة من أولى اهتماماتنا لأن تجمعنا النسائي تأسس على مبدأ حل قضايا النساء ومعالجة المشاكل الاجتماعية من خلال البحث في أساس المعضلات ووضع حلول جذرية لها"، مشيرة إلى أن "ارتفاع عدد حالات الطلاق مقارنة مع الأعوام السابقة ينذر بالخطر، لذا يبذل مجلس تجمع نساء زنوبيا قصارى جهده لقطع الطريق أمامه، لعدم اقتياد المجتمع نحو الهاوية، وذلك من خلال المبادرات والحملات التوعوية".
وقيمت نتائج الحملات التي اطلقت في إطارة توعية المجتمع والمرأة، مشيرةً إلى أن تلك الحملات كان لها نتائج إيجابية ساهمت في الخفض من حالات الطلاق "إن الهدف من حملاتنا توعية الجنسين المسؤولين للحفاظ على الأسرة من عدم تفككها".
بالطبع لم يكن العمل بهذه السهولة، فقد واجهت عضوات التجمع صعوبات عديدة لتنظيم فعالياتهن وإطلاق حملاتهن التوعوية "عدم تقبل الرجل المشاركة في الاجتماعات والندوات التوعوية كانت أحد المعوقات التي واجهتنا ولكننا استطعنا تخطي ذلك بالنقاشات وإدراكهم أن هدفنا بناء مجتمع يسوده المساواة بين الجنسين، ليشاركوا بآرائهم ومقترحاتهم التي من شأنها أن تساهم في تحقيق العدل بين الطرفين"، وتوضح "استنتجنا أن العائق الأكبر الذي وقف أمام حرية المرأة ونيلها لحقوقها هي الذهنية الذكورية التي بدورها رسخت العادات والتقاليد البالية، بينما كانت هناك مشاركة كبيرة من قبل النساء التي اتضح مدى سعيهن لتغيير واقعهن والتخلص من العنف ضدهن".
وعن الحملات التي أطلقها التجمع وأهدافه منها تقول "كانت الحملة التي جاءت تحت عنوان "معاً لبناء مجتمع متماسك ديمقراطي" تهدف للتوعية بمخاطر زواج القاصرات الذي ينتهي في غالب الأحيان بالطلاق لعدم التوافق العمري والمستوى الفكري والوعي بين الطرفين، إلى جانب تعدد الزوجات الذي يرافق معه الكثير من المشاكل ويعكس نتائج وخيمة على الأسرة ويشتت أفرادها".
كما عملت المشاركات في الحملة على توعية المجتمع بزواج الحيار ومخاطره سواء على حياة الفتاة أو الأسرة أو المجتمع، فهي كما أوضحت مريم عبد الرزاق، يتم فيها منع تزويج الفتاة عندما يقول أحد أعمامها وأبنائهم أنها ستكون من نصيب ابنه، بالإضافة إلى "نكاح البدل"، والذي يتم فيه الزواج بدون دفع مهر وذلك من خلال تبادل فتاتين بين عائلتين دون مقابل، وبذلك يكون مصير أربعة أشخاص مرتبط ببعضه، وهي من بين العادات والتقاليد البالية التي لا يزال البعض يتناقلها.
ولا يقتصر عمل عضوات التجمع على التوعية بأشكال الزواج، بل يتم التوعية بمخاطر وتداعيات الإدمان على المخدرات "إن المدمنين على المخدرات يدخلون حالة عدم إدراك ووعي، وتتولد لديهم طاقة وغضب لذا يندفعون لتعنيف النساء بأساليب عدة كالضرب والإساءة اللفظية التي بالتالي تؤثر على الوضع النفسي للمرأة"، لافتةً إلى أنه افتتح مؤخراً في الريف الغربي لمدينة الرقة مصح لعلاج المدمنين للتخلص من هذه الآفة التي ينتج عنها مشاكل تعيق جهود النهوض بالمجتمع.
ومع حلول اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، اطلق تجمع نساء زنوبيا حملة على مستوى المناطق الأربعة المحررة "منبج، والطبقة، والرقة، ودير الزور" بعنوان "ضد كافة أشكال العنف والاحتلال... Jin Jiyan Azadî" وتضمنت الحملة عدة فعاليات ونشاطات في إطار التوعية من عواقب العنف وانعكاساتها على المجتمع والمرأة.