هيفين حسين: استهداف تركيا لأماكن وأصحاب المهن السامية يعادي الوجدان الإنساني
"استهداف طائرات الاحتلال التركي لمكان وأصحاب المهن السامية لا يتحمله الضمير والوجدان الإنساني، فتركيا لا تفرق بين السياسة والإنسانية"، هذا ما قالته الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة حول هجوم تركيا على مشفى سكينية في شنكال
فيدان عبد الله
الشهباء - .
بعد تحرير شنكال والشعب الإيزيدي من مرتزقة داعش في عام 2016 تتعرض المنطقة بين الحين والآخر لهجمات متكررة من قبل الاحتلال التركي أمام مرأى ومسمع العالم وصمت حكومتي بغداد واربيل.
كان آخر قصفٍ للاحتلال التركي على المنطقة في 17 آب/أغسطس الجاري حين استهدفت طائرة الاحتلال مشفى سكينية في شنكال حوالي الساعة الثانية ظهراً، مما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى مدنيين.
وحول هذا الموضوع تحدثت لوكالتنا الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة في إقليم عفرين بشمال وشرق سوريا هيفين حسين.
ووصفت هيفين حسين قصف المشفى بأنه عمل منافي للقيم والأخلاق الإنسانية وغير مقبولٍ به مهما كانت الأسباب، وأضافت "يتطلب من أطراف النزاع أياً كانت الظروف عدم المساس بالمستشفيات والملاجئ، لكن تركيا تعمل على إفراغ حقدها وكراهيتها على الكرد وتستهدف الأماكن الحساسة كالمشافي والنقاط الطبية".
وبحسب منظمات حقوقية فإن تركيا خرقت قوانين الحرب باستهدافها المدنيين والمراكز الصحية، بالمقابل تحتج الحكومة العراقية على التوغل التركي داخل الحدود وعلى العمليات العسكرية لكنها لا تصل حد الإدانة ولا تقوم بأي تحرك فعلي لإنهاء هذه الهجمات.
وشددت هيفين حسين على أن المشفى هو المكان الذي يلجأ إليه الناس وهم في أشد حالات ضعفهم لذلك لا يمكن سلب الأمان من هذا المكان لقدسيته "تركيا تقصف الجرحى العاجزين عن حماية أنفسهم والفرار من القصف، فالمرضى لا يملكون القدرة على الهرب فيكونون ضحايا الهجمات وهذا الفعل لا يتحمله ضمير ووجدان الإنسانية".
وشددت على أن "المشفى لا يأوي سوى الممرضات، والأطباء والمختصين إلى جانب الجرحى والمرضى وعملهم إنساني بحت"، متسائلة عن السبب الذي يدفع تركيا لاستهداف النقاط الصحية "ماذا تقصد بذلك سوى الخراب والدمار".
وتعد الهجمات على المستشفيات أول جريمة حرب تم تعريفها، وتضمنت اتفاقية جنيف الرابعة في عام 1949 وهي القاعدة الرئيسية في القانون الدولي الإنساني لتوفير الحماية الخاصة للمرافق الطبية خلال النزاعات والحروب، والتي تم التوقيع عليها من قبل 196 دولة بينها تركيا بنوداً تمنع استهداف المستشفيات والمرافق الطبية أو العاملين في المجال الصحي.
وأكدت هيفين حسين أن سياسة الدولة التركية تجاه الشعب الإيزيدي باتت واضحة من خلال مساعيه لإبادتهم "هذا الهجوم يعتبر من ضمن سلسلة الهجمات التركية بحق أهالي المنطقة". وتساءلت "كيف تستهدف منطقة بالطائرات الحربية ويستشهد مدنيون ويصاب آخرون بجروحٍ أمام مرأى ومسمع حزب وحكومة تدعي حماية الشعب".
وأضافت "أهالي شنكال يعرفون بجذورهم الكردية وحفاظهم على قيمهم ودينهم منذ الأزل فعلى الحزب الديمقراطي الكردستاني أن يحمي هذا التاريخ العريق والخروج عن صمته".
واختتمت الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة في إقليم عفرين هيفين حسين حديثها بمطالبة الحزب الديمقراطي الكردستاني بإعادة النظر بسياساته وتقربه من شعوب المنطقة، وتأملت أن يعود لجذوره الكردية، "عليه رفض الهجمات على شنكال ومحاسبة الاحتلال التركي فهي ليست المرة الأولى وإن استمر الصمت لن تكون الأخيرة أيضاً".