هيفاء زغواني: المجتمع التونسي تطبّع مع العنف ضد المرأة
بالتزامن مع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة ستركز جمعية أصوات النساء خلال هذا العام على العنف الاقتصادي بالدرجة الأولى من خلال القيام بحملات توعوية وتنظيم وقفات احتجاجية وعرض أفلام.
نزيهة بوسعيدي
تونس ـ أكدت هيفاء زغواني أن المجتمع التونسي تطبع مع العنف المسلط ضد المرأة والكثيرون يعتبرونه مسألة عادية معتمدين في ذلك على أمثال شعبية متداولة على غرار "إلي صبرت دارها عمرت".
أوضحت المكلفة بخلية انصات النساء ضحايا العنف صلب جمعية أصوات نساء هيفاء زغواني أن "خلية الانصات صلب أصوات نساء تأسست في عام 2020 بعد توافد مئات المتضررات لتقديم شهادات تلقائية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تتعلق بالعنف الجنسي".
وبينت أن الخلية توفر خدمات الإنصات والتوجيه وخدمات الدعم النفسي والإرشاد والتعهد القانوني عن طريق التواصل معهن عبر الرقم 54542500 والاستماع لهن والإجابة عن اسئلتهن والاستجابة لحاجاتهن، ويتم معالجتهن نفسياً داخل الجمعية من خلال الالتقاء بالأخصائية النفسية وقانونياً من خلال التواصل مع المحامية كما يتم توجيههن أيضاً لمؤسسات المجتمع المدني الأخرى أو المؤسسات الحكومية التي تستطيع أن توفر لهم خدمات أخرى حسب طلبهن واحتياجاتهن.
وحول الحلول الممكنة أو الإجراءات التي يجب إتباعها للتخفيف من نسبة العنف المسلط على النساء في تونس قالت "يجب أن نعول على الوعي المجتمعي والمؤسسات التربوية ووسائل الإعلام والإعلان عن حالات العنف وأثاره الاجتماعية وتطبيق القوانين ومراقبة تنفيذه حتى لا تظل حبراً على ورق".
وبينت أن المجتمع المدني يعمل يداً بيد مع المؤسسات الحكومية "هناك عمل تنسيقي بين مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الحكومة لنصل إلى الوعي بخطورة العنف ونتمكن من الحد من هذه الظاهرة".
وحول الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة العنف المسلط ضد المرأة قالت هي مجموعة من العوامل مرتبطة بالمجتمع أساساً والذهنية الذكورية التي تضع الرجل في مكان السلطة وتعتبره المسؤول عن كل شيء.
وأكدت وجود تطبيع واضح مع العنف لأنه عندما تتعنف المرأة يدعونها إلى تقبل ذلك والتحمل "الأمر الذي يعزز ثقافة العنف ويشرع إعادة إنتاج وممارسة العنف في تنشئتنا الاجتماعية وتمريرها عبر الأجيال".
وحول الأثار السلبية التي يتركها العنف على الضحية قالت "العنف المسلط على المرأة يسبب أثار نفسية واجتماعية والدخول في حالة اكتئاب وعدم تقدير الذات وفقدان الثقة بذاتها التي تجعلها تبتعد عن عائلتها ومحيطها، إلى جانب الأزمة الاقتصادية لأن أغلب النساء مرتبطات بإنفاق الزوج وتحتجن إلى دعمه مادياً، بالإضافة إلى تأثيره على تنشئة الأطفال الذين يكبرون على رؤية مشاهد العنف وتخزينها في ذاكرتهم والتي سيطبقها لاحقاً من خلال سلوكياته".
وحول مشاركة جمعية أصوات نساء في الأيام الأممية للعنف المسلط ضد المرأة قالت "الجمعيات والمنظمات تركز كلياً خلال هذه الأيام على العنف بصورة عامة وتقدم مجموعة من الأنشطة حول العنف بأنواعه وجمعية أصوات نساء اهتمت كذلك خلال السنوات السابقة بجميع أنواع العنف ولكن هذا العام سيتم التركيز أكثر على العنف الاقتصادي من خلال المشاركة في وسائل الإعلام والقيام بحملات توعوية تحسيسية وكما سيتم تنظيم وقفة احتجاجية وعرض أفلام مرتبطة بالعنف الاقتصادي".
وأوضحت "نحن في خلية الانصات نستقبل جميع أنواع العنف ولكن بالدرجة الأولى العنف المادي والعنف الجنسي خاصة أن خلية الانصات هي استمرار لحملة "انا زادة" المتعلقة بالعنف الجنسي".
وأكدت الناشطة هيفاء زغواني في ختام حديثها على أنه بعد تسليط الضوء على العنف الممارس ضد المرأة والحديث عنه عبر وسائل التواصل الاجتماعي والحملات التوعوية ووسائل الإعلام، ازدادت نسبته.