حملة "الشريط الأبيض"... لمناهضة العنف ضد المرأة

أطلق العديد من الرجال في كندا، حملة الشريط الأبيض، لمناهضة العنف ضد المرأة ولنشر الوعي والمساواة بين الجنسين

مركز الأخبار ـ ، كرد فعل على مقتل 14 امرأة إثر مذبحة مونتريال.
حملة "الشريط الأبيض"، حركة عالمية قام بها العديد من الرجال والفتيان الذين يعمدون إلى إنهاء العنف الممارس من قبل السلطة الذكورية ضد النساء والفتيات.
 
نشأة (WRC)
يرجع تاريخ "حملة الشريط الأبيض White Ribbon Campaign" إلى عام 1989، عندما وقعت حادثة في معهد لكلية الفنون التطبيقية في ولاية كيبيك الكندية، قتلت خلالها 14 امرأة من قبل "مارك لوبين" وهو أحد معارضي حقوق المرأة والمعادي للنساء، وعرفت الحادثة باسم "مجزرة المعهد المهني" أو "مذبحة مونتريال".
وتشكلت الحملة من قبل ثلاثة من النشطاء المؤيدين للحركة النسوية، في تشرين الثاني/نوفمبر 1991، كرد فعل على المجزرة، وهم كلاً من الباحث والكاتب الكندي مايكل كوفمان، تورنتو، وزعيم الحزب الديمقراطي الراحل جاك لايتون.
وتُعتبر الحملة واحدة من أكبر برامج مكافحة العنف التي يقودها الرجال في العالم، وسرعان ما تحولت إلى حركة عالمية مستمرة، وانتشرت في أكثر من 60 دولة حول العالم، بما في ذلك كندا وأستراليا وباكستان، وإيطاليا والمملكة المتحدة، وانتشرت فيما بعد في عدد من دول الشرق الأوسط.
تتميز الحملة بأنها تستهدف توعية الرجال للمبادئ المتعلقة بمخاطر العنف على المرأة بكافة أشكاله الجسدية واللفظية والنفسية، وأهمية القضاء عليه والتعهد بعدم ارتكاب أي تصرف فيه عنف ضد المرأة أو التغاضي عنه وتعزيز العلاقات الصحية والمساواة بين الجنسين، وزيادة مستوى الوعي حول هذه الظاهرة. 
 
الحملة بنسختها السعودية
انطلقت في عام 2013 حملة الشريط الأبيض تحت وسم "مبادرة الشريط الأبيض" بنسختها السعودية من قبل الكاتب عبد الله العلمي والإعلامية سمر فطاني، كمبادرة لتغيير واقع المرأة السعودية والاستفادة من سياسية الانفتاح التي تتبعها المملكة مؤخراً. 
وتأتي أهمية المبادرة كونها تعتمد على تغيير ذهنية الرجال فيما يخص العنف ضد المرأة وهو ما يعتبر سابقة في مجتمع محافظ كالمجتمع السعودي والذي يعتبر المرأة ملك للرجل وأن ممارسة العنف حق له حيث أنه يعطي الاحقية للرجال بالتحكم بمصير النساء من المهد إلى اللحد.
وتتخذ المبادرة من الإعلان العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة لعام 1993 أساساً لنشاطها. وينص الإعلان في ديباجته على أن العنف مظهر لعلاقات قوى غير متكافئة بين الرجل والمرأة عبر التاريخ أدت إلى هيمنة الرجل على المرأة، وممارسته التمييز ضدها، والإحالة دون نهوضها الكامل، وأن العنف ضد المرأة هو من الآليات الاجتماعية الحاسمة التي تفرض بها المرأة وضعية التبعية للرجل.
وتتمحور معظم أعمال المبادرة حول منع العنف ضد المرأة والذي يشمل تثقيف وتوجيه الشباب حول قضايا مثل العنف والمساواة بين الجنسين.
وتهدف النسخة السعودية إلى إنهاء العنف القائم على أساس الجنس والعنف الموجه ضد المرأة بسبب كونها امرأة، والعنف الذي يمسها على نحو جائر، كالعنف الذي يلحق اضراراً جسدية ونفسية وجنسية أو التهديد بالقيام بها.
كما تضمنت المبادرة عدة أهداف أخرى كمطالبة مجلس الشورى بسن قوانين تكفل حقوق المرأة وتوفر لها الحماية من جميع اشكال العنف، واطلاق وثيقة إعلان مبادئ تهدف لتفعيل دور الرجل في مناصرة قضايا المرأة والحد من العنف الموجه ضدها وحث المجتمع على التعهد بعدم ممارسة العنف ضد النساء.
وهدفت أيضاً إلى مراجعة القوانين واللوائح المتعلقة بإنهاء الزواج المبكر والقسري والاستغلال الجنسي للأطفال لأغراض تجارية والزنا والاغتصاب والاختطاف، والتصدي للعنف ضد المرأة في كافة أماكن العمل باتخاذ إجراءات صارمة.
 
12 يوماً من التوعية
تبدأ الحملة من يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر والذي يصادف اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وتستمر حتى 6كانون الأول/ديسمبر من كل عام، وهو اليوم الوطني لإحياء ذكرى مناهضة العنف ضد المرأة في كندا.
ويضع الرجال في أيام الحملة شارة أو شريط أبيض على أيديهم كرمز لمناصرة المرأة ومعارضتهم للعنف ضدها، واعتمدت هذه الشارة من قبل المنظمات النسوية وخاصة في كندا والمملكة المتحدة تعبيراً عن دعم التحرر والمساواة ومكافحة العنف.
ويعرف الشريط الأبيض بأنه شريط توعية تستخدمه الحركات النسائية للإشارة إلى معتقداتها ونشرها، وهو يرمز إلى النقاء.
تقدم الحملة مجموعة من العروض والفعاليات والإعلانات وورش العمل حول العنف ضد المرأة.
 
نجاحاتها
من أهم ما حققته الحملة أنها نجحت في إغلاق دار الرعاية الاجتماعية للفتيات في السعودية في عام 2019 الذي يعتبر سجن بالنسبة لهن وهي مؤسسة يتم فيها ايداع الفتيات اللواتي يبلغن من العمر ما بين 7 إلى 30 عاماً إما لتنفيذ حكم قضائي أو بسبب تعرضهن للتعنيف من قبل الأهل ولا يمكنهن الخروج من هذا الدور إلا بموافقة ولي الأمر، الذي يُعتبر معنفها في الأصل.