"حجر مش حجز"... حملة الكترونية للتضامن مع النساء المعنفات

أطلقت منظمة أبعاد اللبنانية حملة "حجر مش حجز" الإلكترونية للتضامن مع النساء المعنفات وكسر عزلتهن في ظل الحجر المنزلي.

مركز الأخبار ـ
 
المنازل... أصبحت أكثر الأمكنة خطراً بالنسبة للنساء
ارتفعت حالات العنف في لبنان كما في جميع دول العالم، في ظل تدابير الحجر الصحي وحظر التجوال التي فرضتها السلطات للحد من انتشار فيروس كورونا.
وأدت الجائحة إلى توقف الأعمال وإلزام المواطنين بالبقاء في منازلهم ساعات طويلة، ما تسبب في أزمات مالية واقتصادية تزيد بدورها الخلافات الأسرية.
فلم تعد المنازل آمنة للنساء، في ظل تزايد الشكاوى من عنف متنوع يتعرضن له يومياً، حيث تضاعفت نسبة التبليغ على الخط الساخن المخصص من قبل القوى الأمنية بنسبة 100% في شهر آذار/مارس 2020، مقارنة بـ 144 حالة في عام 2019.
فبعد أن رصدت المنظمة حالات نساء كثيرات لا يملكن القدرة على التبليغ عن تعرضهن للعنف، ولعدم امتلاكهن هواتف أو حتى القدرة على الاختلاء بأنفسهن للتواصل مع الجهات المختصة للمطالبة بالحماية، اطلقت منظمة أبعاد حملة "حجر مش حجر" الإلكترونية للتضامن مع النساء المعنفات.
ودعت المنظمة بتاريخ 16 نيسان/أبريل 2020، للوقوف على شرفات المنازل، الساعة السادسة مساءً، وكتابة رقم الدعم "81788178" الذي خصصته المنظمة وشعارات تدعو لوقف العنف المنزلي بحقهن على أقمشة بيضاء للتبليغ عن العنف، وتوجيه أي رسالة للمعنفات من شرفات المنازل.
كما تم خلالها القرع على الطناجر والركاوي والمقلاة والصواني، في خطوة اعتراضية على كل ما يجري بحقهن من تعنيف.
 
هدفها
تهدف الحملة بحسب مؤسسة منظمة "أبعاد" ومديرتها غيدا عناني إلى كسر عزلة النساء المعنفات في المباني المجاورة.
وأطلقت المنظمة مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيه "إذا محجورين ببيت آمن، ما تقولوا هيدا حبس، لأن في نساء عنجد محبوسين مع سجانهم وعم يتعرضوا كل يوم لأبشع أنواع التعنيف، بس نحنا قادرين نمنع الحجر أنو يتحول لحجز ونوقف التعتيم لنوقف التعنيف".
وانطلقت حملة "حجر مش حجز" في نيسان/أبريل بالتزامن مع الشهر المخصص للتوعية بشأن العنف الجنسي وهي حملة سنوية تهدف إلى رفع الوعي العام بالاعتداء الجنسي وتثقيف المجتمعات والأفراد بكيفية منع العنف الجنسي.
و"أبعاد" منظمة غير ربحية تهدف إلى تحقيق المساواة بين الجنسين لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
 
حالات من التعنيف تصل حد القتل العمد
معظم حالات العنف الموجهة ضد النساء تبقى مخبأة بين جدران المنازل، إلا أن بعضاً من الحالات خرجت إلى العلن وكان منها تعرض امرأة للضرب المبرح من قبل زوجها العسكري بعد ثلاثة أشهر من زواجها أدى إلى دخولها المستشفى، وطعن رجل زوجته بالسكين في منطقة برّ إلياس، بعدما تنكر بزي امرأة مع صديقه واقتحما المنزل الذي تقيم فيه الزوجة مع أطفالها الثلاثة.
وفي حالة أخرى تعرضت طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات للضرب حتى الموت من قبل والدها ووصلت جثة هامدة إلى المستشفى الإسلامي في طرابلس.
وبتاريخ 7نيسان/أبريل 2020، عثر على جثة امرأة نهشت يدها كلاب شاردة في بعلبك ومصابة بطلق ناري في رأسها، فيما رمى أب ابنتيه من شرفة المنزل في الطابق الثاني في بيروت، بعد مشاجرة مع زوجته.