غياب دور الدولة في مناصرة العاملات في القطاع الخاص في ظل جائحة كورونا
تأثرت العاملات في القطاع الخاص بمدينة بنغازي بشكل كبير إثر جائحة كورونا، التي انتشرت في ليبيا منذ ربيع عام 2020 وعلى ذلك أجرى مركز وشم لدراسات المرأة والذي أسس حديثاً في مدينة بنغازي استطلاعاً لمعرفة مدى تأثير كوفيد 19 على هؤلاء العاملات.
ابتسام اغفير
بنغازي ـ
أظهر الاستطلاع الذي استهدف عدد من النساء العاملات في القطاع الخاص أن نسبة 65 بالمئة من النساء اللاتي تم استطلاع آرائهنَّ تأثر علمهنَّ بشكل كبير خلال الجائحة، كما أظهر الاستطلاع أن ما نسبته 93 بالمئة من العاملات في القطاع الخاص لم يوفر العمل لهنَّ دخلاً بديلاً في ظل توقف العمل أثناء جائحة كورونا.
وحول أهمية الاستطلاع والهدف منه التقت وكالتنا بمدير إدارة البرامج والمشروعات بمركز وشم لدراسات المرأة ريما صالح الجريدي والتي قالت "نهدف من خلال هذا الاستطلاع الأولي إلى المساهمة في تقديم بحث علمي حول تأثير الأزمات على المرأة في القطاع الخاص، فقد تأثر عمل هؤلاء النساء بشكل كبير في ظل جائحة كورونا، لدرجة أن معظم العاملات تم تسريحهنَّ من عملهنَّ"، مبينةً أن "العمل في القطاع الخاص لا يسمح للمرأة بأخذ إجازة من أجل الاعتناء بأحد أفراد الأسرة إذا أصيب، وحتى إذا أصيبت العاملة يتم تسريحها؛ لإن القطاع الخاص لا يتحمل تكلفة وتغطية الإجازة من الناحية المالية، كما أن الدولة لا تُلزم القطاع الخاص بتقديم خدمات مختلفة وقت الجائحات".
تأثر المرأة نفسياً واجتماعياً في ظل جائحة كورونا
تشير ريم الجريدي إلى أن الاستطلاع أظهر نتائج أخرى، وهي تأثر المرأة نفسياً واجتماعياً وتعرضها للعنف، "هذه النتائج فتحت لنا آفاقاً جديدة سوف نطرحها في دراسات لاحقة"، مضيفةً أن الاستطلاع استمر لمدة أسبوعين من أجل استيعاب أكبر عدد من النساء من مختلف شرائح المجتمع، ومن مختلف القطاعات للمشاركة.
النساء فقدنَّ مصدر دخلهنَّ الوحيد
تقول ريم الجريدي "كان من ضمن النتائج التي توصلنا إليها أيضاً أن النساء فقدنَّ مصدر دخلهنَّ الوحيد، لذلك لابد أن تكون سياسيات الدولة ملزمة للقطاع الخاص من الجانب القانوني، خاصة في أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية، لتساعد موظفيها خاصة النساء"، معتبرةً أنهنَّ يواجهنَّ تحديات في المجتمع من ناحية قلة فرص العمل "النساء هنَّ الأكثر تضرراً عند فقد العمل فليس بإمكانهنَّ مثلاً العمل على السيارة كسائقات، أو العمل في الأعمال الحرة التي يعمل بها الرجال في معظم الأوقات"، وعزت ذلك لطبيعة المجتمع الليبي "المجتمع الليبي بعاداته وتقاليده يفرض على المرأة عدم الخروج في أوقات الحظر من أجل العمل".
فوكس كروب بمعايير دقيقة
توضح ريما الجريدي بأن هذه الاستنتاجات قادتهم إلى أن طرح الدراسة بشكل كبير وعدم الاكتفاء بها كاستطلاع "سنطرحها عبر سلسلة من الندوات، ومن خلاصة هذه الندوات والدراسات سوف نخرج بنتائج مهمة جداً وبعد هذه الدراسة سوف نخرج "بفوكس كروب" ضابط ومحدد بمعايير دقيقة جداً يخرج بها الباحثين والخبراء، وسنقدم النتائج في صورة واضحة جداً للمجتمع المحلي، أو ستنشر في المجلات أو عبر صفحات التواصل الاجتماعي حتى يستفيد منها الجميع، وترفع إلى صُناع القرار بشكل توصيات لعلها تؤخذ بعين الاعتبار".
غياب دور الدولة في مناصرة العاملات في القطاع الخاص
قالت ريما الجريدي أن الدراسة خلصت إلى عدة نتائج وهي "غياب دور الدولة في احتواء ومناصرة العاملات في القطاع الخاص، سيما وأن شريحة كبرى من النساء تعملنَّ في هذا القطاع وتعلنَّ أسرهنَّ، وأن هناك انقطاع للمرتب بالكامل، إضافة إلى عدم وجود قوانين تحفظ حق الموظف في القطاع الخاص، كما أن أغلب العاملات يعانينَّ من صعوبة الحصول على أجورهنَّ أثناء أزمة كوفيد 19، حيث أثرت الأزمة على النواحي المعيشية والاقتصادية لهنّ، إضافة لعدم وجود سياسات واضحة لاستيعاب الأزمة من قبل الدول، مما ينعكس على الوضع الاقتصادي وبالتالي الاجتماعي في الأسرة".
وفي ختام حديثها أكدت مدير إدارة البرامج والمشروعات بمركز وشم لدراسات المرأة ريما صالح الجريدي أن مركز وشم سيسعى بكل ما لديه، من أجل رفع توصيات هذه الدراسات وغيرها لصُناع القرار في ليبيا، حتى يتم أخذ هذه الأمور على محمل الجد بما أن الدولة الآن في طور التنظيم.