فوزية أحمد: حياة النساء في سجون الحوثي أشبه بالجحيم
لم تسلم النساء من انتهاكات جماعة الحوثين بل كنَّ الفئة الأشد تضرراً، حيث عمدت الجماعة الانقلابية منذ لحظة سيطرتها على تحويل السجن المركزي الخاص للنساء إلى معتقل خارج عن القانون
نور سريب
اليمن ـ .
كشفت التقارير الحقوقية الصادرة عن الهيئة الوطنية لرصد انتهاكات حقوق الإنسان ورابطة أمهات المختطفين والمختطفات والمخفيين قسراً العديد من الانتهاكات الجسيمة بحق النساء تنوعت بين القتل والاعتقال التعسفي والاخفاء القسري والتعذيب وتلفيق التهم الكيدية في مناطق سيطرتها.
وكالتنا وكالة أنباء المرأة التقت بالمقدم فوزية أحمد المديرة السابقة لسجن النساء المركزي الواقع تحت سيطرة الحوثيين، للحديث عن الانتهاكات التي استهدفت النساء.
قالت المقدم فوزية أحمد عما حدث للنساء عقب انقلاب جماعة الحوثيين على الدولة في أيلول/سبتمبر 2014 "تحولت حياة النساء إلى جحيم ابتداء من انتهاك حريتهنَّ وإيداعهنَّ في السجن دون أي جريمة وهذا بسبب تغييب القانون الذي يحمي المواطنين ويحدد حقوقهم"، وأضافت "ما حدث مع النساء مؤلم لأن ميلشيات الحوثي نالت من النساء من خلال القيام بحبسهنَّ بشكل تعسفي وخارج عن القانون إضافة للعديد من انتهاكات حقوق المرأة والطفل وقد تم إيذاء الحقوقيات والسياسيات وبنات الشيوخ وكل من يقع في طريق تلك الجماعة أو يعارض جرائمها".
وشرحت فوزية أحمد آلية وصول الفتيات إلى السجن قائلة "إن ميلشيات الحوثي تقوم باختطاف الفتيات والنساء من الطرقات ومن الأماكن العامة وحتى من المنازل وتودعهنَّ السجن المركزي وتوجد أيضاً سجون أخرى خارج السجن المركزي وتعمل على تلفيق تهم كيدية لهنَّ ويتم منع المعتقلات من التواصل مع أهاليهنَّ ويتعرضنَّ لمعاملة سيئة وللضرب المبرح والاغتصاب والإيذاء النفسي وأيضاً لا يتم تسجيل أي بيانات رسمية للمحتجزة".
وقالت عن تجاوزات الحوثيين في إيداع النساء في السجن دون إتباع الإجراءات القانونية "كان يتم إحضار الفتيات، وكنت اتبع الإجراءات القانونية وارفع طلبات للجهات الرسمية بضرورة إرسالهنَّ إلى النيابة ولكن كان يتم إبلاغي بأن هذا لا يعنيني ولا يحق لي رفض ممارساتهم وكان يتم اخباري أن هؤلاء الفتيات يتم أيداعهنَّ بحسب توجيهات من قيادات حوثية كبيرة".
وأشارت المقدم فوزية أحمد إلى أن التهم التي يتم تلفيقها للنساء تركز على كيفية جعل الفتيات محرومات من أي دعم عائلي أو مجتمعي قائلة "أغلب التهم التي يتم ترتيبها ولصقها بالنساء تكون التورط بالعمل مع شبكات الدعارة وارتكاب فعل فاضح والزنا، وهذا يؤدي إلى التخلي عن الفتيات والنساء والتبرؤ منهنَّ، وعدم السعي لإنقاذهنَّ، ويسبب للفتيات مشاكل كبيرة مع المجتمع، إضافة لتهم التجسس لصالح التحالف العربي والشرعية فغالباً ما يتم استهداف النساء بسبب انتماءاتهنَّ السياسية أو بسبب معارضتهنَّ للجرائم التي تقوم بها المليشيات الحوثية".
وقالت المقدم فوزية أحمد عن الزينبيات "هن عبارة عن مجموعات نسائية إرهابية اصفهم بداعش نظراً لما يقدمون عليه ويعملن مع مؤسسات الحوثيين بشكل رسمي ومتورطين بارتكاب جرائم متنوعة بحق النساء وكانوا أداة القمع الفتاكة التي لاحقت النساء وساهمت في اعتقال الكثير منهن وخاصة اللاتي ناهضن تمدد سيطرة الميلشيات".
وأسست جماعة الحوثيين كيان نسوي مسلح يتبع حركتهم تحت اسم (لواء الزينبيات) 2014 قبل إسقاط صنعاء وقد تنوعت مهامهنَّ بين القيام بالأعمال الأمنية والقمع والاعتقالات وتم ضمهن للمؤسسات الأمنية الواقعة تحت سيطرة الحوثي.
ولم تسلم المقدم فوزية أحمد من انتهاكات الحوثيين حيث تم اعتقالها في كانون الأول/ديسمبر 2019 مع أطفالها في مقر عملها بعد أن وقعت في شباك التهم الكيدية لتتحول من مديرة السجن إلى سجينته تعاني من ظلم سلطة الأمر الواقع في صنعاء وقالت عن تلك المرحلة "تعرضت للسجن أنا وأطفالي في مقر عملي وتم تلفيق تهم كيدية لي دون دلائل مثلي مثل السجينات اللاتي يتم اعتقالهنَّ لأسباب سياسية، وتم حرمان أطفالي من الدراسة وبعد جهود كبيرة بذلتها جهات حقوقية وسياسية تم الافراج عني بشروط خاصة، وتعرضت للمطاردة بعد إطلاق سراحي وكنت مهددة بالتصفية والقتل".
وفي تقرير حقوقي وثق انتهاكات الحوثيين منذ كانون الأول/ديسمبر 2017 حتى كانون الأول/ديسمبر 2020 دعا كلاً من تحالف نساء من أجل السلام في اليمن، وتكتل 8 آذار/مارس من أجل نساء اليمن والمنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، جماعة الحوثي إلى الإفصاح عن أماكن المعتقلات والمخفيات قسريا والإفراج عنهن فوراً، وتمكين المنظمات الحقوقية والنسوية وناشطي حقوق الإنسان من زيارة المعتقلات وتقديم العون القانوني لهنَّ وإيقاف جميع ممارسات العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد المرأة بما يتضمنه من استهداف النساء وكل ممارسات الاستغلال والانتهاكات بحقهنَّ.
وفي ختام لقاءنا قالت المقدم فوزية أحمد "أناشد الجهات المعنية بحل الأزمة اليمنية بالضغط على الحوثي للإفراج عن المحتجزات في السجون السرية والسجون العامة، ومنع الاعتقالات السياسية التي تنال من النساء بشكل واضح، وإيقاف كل أشكال التعذيب التي تمارس حتى اللحظة بحق المعتقلات".