انتصار الحمادي... محاكمة صورية وحقوقيون يطالبون بسرعة الإفراج عنها

ناشد حقوقيون المنظمات الدولية والمحلية للتدخل والضغط من أجل الإفراج عن عارضة الأزياء اليمنية انتصار الحمادي وصديقاتها اللواتي يواجهن مصيراً مجهولاً حتى اللحظة

نور سريب
اليمن ـ
لا تزال الفنانة وعارضة الأزياء اليمنية انتصار الحمادي، معتقلة في سجون الحوثيين في صنعاء منذ حوالي سبعة أشهر، في ظل أنباء عن إخضاعها لمحاكمة في غرب صنعاء في 29آب/أغسطس 2021.
وكانت محكمة غرب الأمانة الخاضعة للحوثيين ستعقد الجلسة السابعة من المحاكمة في الـ 15 من آب/أغسطس إلا أنه تم الإعلان عن تأجيل الجلسة إلى الأحد 22آب/أغسطس، لكن تعذر حضور انتصار الحمادي الجلسة على خلفية أعمال شغب في سجن النساء بصنعاء.
وأفادت مصادر خاصة لوكالتنا أن النقاش في الجلسة الثامنة دار حول سبب عدم فصل القاضي بالدفوع الإجرائية الشكلية، كما اشتكت المعتقلات وعرضن معانتهن في السجن طيلة الأيام الماضية مشيرات إلى أنهن منذ 9 أيام يعانين من التعذيب بسبب أحداث الشغب التي حدثت في الأسبوع الماضي حيث تم تقييد أيديهن وأرجلهن طوال التسع أيام، إضافة لحرمانهن من الأكل والشرب، كما تعرضن للحرق بالسجائر والضرب، وقد أثبت القاضي تلك الاعتداءات وطالب المحامين بتقديم شكوى رسمية.
وقالت رئيسة مؤسسة أكون للحقوق والحريات لينا الحسني "ما يحدث في مناطق سيطرة الحوثيين مرعب حيث يتم اعتقال الفتيات من الشوارع واقتيادهن لجهات مجهولة للتفاوض معهن حول إمكانية استغلالهن في الأعمال المشبوهة، وما أن يتم رفض ذلك العرض يتم تلفيق التهم الكيدية التي تمس الشرف لإذلال الفتيات وترويعهن وجعلهن وحيدات دون مناصرة أو دعم نظراً لبشاعة التهم الأخلاقية التي يتم تلفيقها، وما يحدث مع انتصار الحمادي على وجه الخصوص انتهاك كبير، واستغلال الحوثيين لسيطرتهم على القضاء لن يخفي حقيقة الانتهاك ولن يثنينا عن المطالبة بإطلاق سراحها".
وأفادت مصادر لوكالتنا أنه هناك ضغوطات كبيرة يتعرض لها المستشار القانوني خالد الكمال محامي الدفاع الخاص بانتصار الحمادي للتخلي عن القضية وإيقاف الدفاع عنها، وتعرض لإيقاف مرتبه ومنعه عن إدلاء تصريحات صحفية بخصوص القضية.
وأشارت رئيسة رابطة حماية المعنفات والناجيات من سجون الحوثيين نورا الجروي إلى أن "التعنت مستمر لانتصار الحمادي ورفيقاتها حيث تصر ميليشيا الحوثي على محاكمتها بغية اصدار حكم جائر وغير قانوني، ليستمر اعتقالها لسنوات مثل العديد من الضحايا اللواتي وقعن في يدها ورفضن الانضمام إلى شبكاتها المشبوهة".
وكانت قد أوقفت عارضة الأزياء انتصار الحمادي مع زميلتيها ياسمين ويسرى المقدم، في أحد شوارع مدينة صنعاء، وهن في طريقهن للذهاب إلى جلسة تصوير، في 20شباط/فبراير الماضي، وتم اقتيادهما إلى أحد السجون بشكل غير قانوني، للتحقيق معهن وإجبارهن على الإمضاء على محاضرة تحقيق جاهزة مسبقاً.
وبحسب منظمة العفو الدولية فإن انتصار الحمادي "تعرضت خلال احتجازها إلى الاستجواب وهي معصوبة العينين، كما تعرضت للإساءة الجسدية واللفظية، وإهانات عنصرية وأجبرت على "الاعتراف" بارتكاب عدة جرائم، بما في ذلك حيازة مخدرات وممارسة الدعارة".
وحتى اللحظة تواجه انتصار الحمادي وصديقاتها مصير غير محدد بعد إعلان سلطة جماعة أنصار الله الحوثيين استمرار اعتقالهن ومحاكمتهن، وقد نقلت انتصار مؤخراً إلى ما يسمى قسم "بنات الحرب الناعمة"، وسط افتقادها لمحاكمة علنية عادلة.