أميرة عثمان: الثامن من آذار يوم تاريخي للنضال من أجل حقوق النساء

أكدت أميرة عثمان على أن يوم الثامن من آذار هو يوم تاريخي للنضال من أجل حقوق النساء، والوقوف على إنجازاتهن.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، قالت رئيسة مبادرة "لا لقهر النساء" في السودان أميرة عثمان أن الثامن من آذار هو دافع أساسي لاستمرار نضال النساء وخاصة السودانيات اللواتي تستندن على التاريخ.

قالت رئيسة مبادرة "لا لقهر النساء" في السودان أميرة عثمان إن يوم الثامن من آذار غير تاريخ العالم كله حين خرجت 15 ألف عاملة في مدينة نيويورك للمطالبة بتقليل ساعات العمل والأجر المتساوي والعمل المتساوي، وقوبلن بعنف مفرط من قبل الدولة، ومن أصحاب المصانع والرأسماليين ولكنهن صمدن ولم يمر هذا الحدث مرور الكرام فقد سجل كتاريخ نضالي في مسيرة النساء.

وأوضحت "في هذا اليوم نحتفي بإنجازاتنا النضالية وبانتصاراتنا وخطواتنا نحو اكتساب حياة كريمة وهو اليوم الذي نجدد فيه معاهداتنا ونتذكر فيه نضالات النساء والرائدات في الحراك النسوي على مستوى البلاد وعلى مستوى العالم للاستفادة منه ووضع الخطط في الفترة القادمة".

ولفتت إلى إن المرأة لم يكن لها دور في المجال الاقتصادي لأنه كان بدون أجر "قديماً كانت النساء تعملن مقابل المأوى والأكل والشرب لكن عندما بدأت الحركة العمالية للنساء في المطالبة بحقوقهن والأجر المتساوي وتقليل ساعات العمل ظهرت الحركة الصناعية التي استقطبت النساء اللواتي كن تعملن لساعات أطول بأجور أقل، فكانت نقطة فاصلة لتغيير التاريخ العالمي كله".

وحول الأحداث الأخيرة التي تجري في السودان فيما يتعلق بدفع استحقاقات المعلمين بعد الإضراب الذي نفذوه قالت "مؤخراً حدث تمييز بحق المعلمات عند صرف المستحقات، وهذا أكبر حيف بحق النساء فبعد أكثر من 80 عاماً من حصول النساء في السودان على العمل والأجر المتساوي، نتفاجأ بوزارة المالية ووزارة التربية والتعليم بولاية النيل الأبيض تقوم بخصم رواتب المعلمات بناء على النوع، ونحن كمدافعات عن حقوق النساء نرفض الرضوخ والسكوت عن هذا الحدث الذي يقال بأنه حدث عن طريق الخطأ وسيتم تصحيحه، يجب محاسبة القائمين على الأمر لسرقة حقوق العاملات، لأن هذه العقلية إذ لم يتم وأدها في مهدها ستتوالد وتتكاثر".

وعن نشاطات مبادرة "لا لقهر النساء" في الثامن من آذار أوضحت "أعددنا في بداية شهر آذار كتيب أعلنا من خلاله التزامنا بقضايا النساء هذا العام، كما تم الإعلان عن وقفة رافضة لعنف الدولة".

وأكدت على أن "الثامن من آذار هو دافع أساسي لاستمرار نضال النساء وخاصة نساء السودان اللواتي تستندن على التاريخ، فالتاريخ يحوي نضالات النساء اللواتي حصلن على حقهن في التصويت والعمل والأجر المتساوي والحق في التعليم والحق في المشاركة السياسية والترشيح والترشح وإذا عدنا لتاريخنا القديم فهناك العديد من الملكات والكنداكات والمقاتلات، فالمرأة السودانية امرأة قوية فاعلة في المجتمع ولها دورها الأساسي في بناء الأسرة والمجتمع".

وأوضحت أن "السودان عانت من حروب ومجاعات وفقر ممنهج وسياسات بدأت منذ ستينيات القرن الماضي، والتي عملت على إفقار الشعوب، لكن بتماسك المرأة السودانية ووجودها في المجال الاقتصادي كمزارعة وربة منزل وطبيبة، كما عملت في كل مجالات العمل المنظم والغير منظم لتحافظ على ميراث الثامن من آذار، الذي يعتبر تمجيد لدور المرأة وتحديد لأجندتنا في الفترة القادمة ودافع للاستمرار".