عامٌ آخر وعفرين المحتلة تشهد المزيد من الانتهاكات والجرائم
ظلم وابتزاز اقتصادي واستمرار جرائم ضد الإنسانية بحق الأهالي في عفرين المحتلة على مدار عام 2023، من قبل الاحتلال التركي ومرتزقتها، أخطر عملية تغيير ديمغرافي يشهدها القرن الـ 21.
فيدان عبد الله
الشهباء ـ يواصل الاحتلال التركي سياسة التغيير الديمغرافي بحق أهالي مدينة عفرين من بناء مستوطنات من بينها مستوطنة "أجنادين فلسطين" التي افتتحت في 4 كانون الثاني/يناير 2023 بناحية جندريسه، وسلمت 40 شقة منها لعوائل المرتزقة، ومستوطنة الكرامة القطرية في ناحية جندريسه أيضاً، وافتتاح ما يسمى بالقرية القطرية في قرية شاديرة بناحية شيراوا في عفرين، وبناء مستوطنة في ناحية موباتا والبدء في الأشهر القليلة الماضية ببناء مستوطنة أخرى على سفوح جبل ليلون بناحية شيراوا.
الظلم والابتزاز الاقتصادي بحق أهالي عفرين الأصليين كان الأكثر ممارسة خلال عام 2023 حيث أنه مع موسم الزيتون فرض الاحتلال التركي ومرتزقتها ضرائب ضخمة على أصحاب الأراضي ومالكي أشجار الزيتون بالرغم من أن الموسم لا يكفيهم لسد الضرائب، وهذه من إحدى سياسات الاحتلال التركي لتهجير ما تبقى من سكان عفرين الأصليين خارج المقاطعة.
وعن ممارسات وانتهاكات الاحتلال التركي خلال عام 2023، قالت عضو اتحاد المحاميين فرع مقاطعتي عفرين ـ الشهباء روشين حدو إنه منذ احتلال مدينة عفرين من قبل تركيا ومرتزقتها في الثامن عشر من آذار/مارس 2018، تم تهجير أكثر من 300 ألف شخص من المدينة قسراً نحو مقاطعة الشهباء المنكوبة، ولا يزال يرتكب أبشع الانتهاكات بحق المدنيين العزل في المنطقة.
وأشارت إلى أن هجمات الاحتلال الهمجية وارتكابه المجازر على مدار 58 يوماً كان مخططاً لها مع دول أخرى التزمت الصمت حيال ما كانت ترتكبه الاحتلال التركي في عفرين خلال عام 2018، لتهجير السكان الأصليين وتوطين المرتزقة وعوائلهم.
واعتبرت أن ما يُرتكب في عفرين أكبر عملية تغيير ديمغرافي في قرن الـ 21 "يمارس الاحتلال التركي أبشع وأفظع الجرائم بحق الإنسانية والممارسات اللاأخلاقية بحق المدنيين"، لافتةً إلى أن هذه الجرائم "وصلت إلى مستوى جرائم حرب بسبب عمليات الاختطاف التي تُمارس في كل قرية وناحية، فضلاً عن التعذيب والعنف الجنسي والنفسي، القتل، تدمير البنية التحتية وتدمير ونهب الآثار والأماكن التاريخية، قطع الأشجار وحرقها".
كما أن الاحتلال ومرتزقته مارسا عمليات اغتصاب بحق النساء والفتيات وفرضوا الحجاب والنقاب عليهن ومنعوهن من الخروج والتجول خارج المنزل وغيرها الكثير من التجاوزات اللاأخلاقية والغير إنسانية، بحسب ما أكدته روشين حدو.
وعن سبب ارتكاب الانتهاكات بحق النساء، أشارت إلى أنها كانت بمثابة انتقام لداعش الذي هُزم في شمال وشرق سوريا على يد المرأة على رأسهم المقاتلة آرين ميركان ابنة مقاطعة عفرين التي دمرت كيانهم في مدينة كوباني.
وكشفت منظمة حقوق الإنسان عفرين ـ سوريا عن انتهاكات وجرائم الاحتلال التركي منذ بداية العام الحالي حتى بداية كانون الأول/ديسمبر الجاري، فقد تم اختطاف 348 شخصاً بينهم 38 امرأة و5 أطفال، وقُتل 14 مدني بينهم 4 نساء، قطع أكثر من 17 ألف شجرة زيتون وأشجار مثمرة وحراجية للتجارة بحطبها، وحرق أكثر من 70 هكتار من الأراضي الزراعية والحراجية، كما أن عملية التغيير الديمغرافي متواصلة في المنطقة من خلال بناء أكثر من 10 مستوطنات.
وأكدت أن كل ما ذكر من انتهاكات وممارسات هو جزء صغير مما تمكنت المنظمة من الوصول إليه بصعوبة حيث أن التعتيم الإعلامي والتشديد المفروض على سكان المنطقة يمنعهم من الوصول إلى الحقائق، كما تتم عملية إبادة الثقافة الكردية وترسيخ الثقافة التركية وتعتبر الإبادة الثقافية هي من أفظع جرائم الاحتلال التي تطغى على الجرائم الأخرى.
وطالبت روشين حدو بصدور قرار من مجلس الأمن يعترف باحتلال تركيا لمدينة عفرين من أجل التخلص من الاحتلال وآثاره، كما ناشدت الصليب الأحمر الدولي الذي من اختصاصه الإشراف على اتفاقية جنيف وبروتوكولاتها.