عاليا عواضة تتحدث عن أهداف حملة "الشاشة ما بتحمي"... وهذه هي النتيجة!

في عالم أصبحت فيه الشاشة هي الحل الوحيد والآمن للتواصل في ظل انتشار وباء كورونا، استغل المُعنفون على مواقع التواصل الاجتماعي هذه الحالة ولجأوا إلى الابتزاز الإلكتروني.

كارولين بزي
بيروت ـ
تم تسجيل ارتفاع كبير بنسب الابتزاز والعنف الالكتروني التي طالت فتيات ونساء بأعمار مختلفة، ومع الارتفاع المتزايد أطلقت منظمة "في مايل" حملةً في أيار/مايو 2020 لمكافحة هذه الظاهرة، وحث النساء والفتيات على تقديم الشكاوى.
في حوار مع وكالتنا تقول المديرة التنفيذية بالشراكة لـ "في مايل" عاليا عواضة "أطلقت في مايل في أيار/مايو الماضي حملة "الشاشة ما بتحمي" نتيجة للارتفاع الكبير لنسب العنف الالكتروني ضد النساء والفتيات ونسب جرائم الابتزاز الالكتروني".
 
"الحجر المنزلي أعطى فرصةَ للمعنف لابتزاز النساء"
وتعزو سبب ارتفاع نسب الابتزاز إلى الحجر المنزلي والتعبئة العامة بسبب انتشار وباء كورونا، فكان الحل الوحيد للتواصل مع العالم الخارجي هو عبر شاشة الهاتف أو الكمبيوتر، "هذا الأمر أعطى المُعنف فرصةً أكبر لكي يبتز النساء أكثر، ويعنفهنَّ الكترونياً"، وتضيف "تراوحت أعمار اللواتي تعرضنَّ للابتزاز بين (12 ـ23) عاماً، لذلك أطلقنا حملة الشاشة ما بتحمي التي تهدف إلى إعطاء النساء والفتيات الأدوات التي يستطعنَّ من خلالها حماية أنفسهنَّ بالعالم الافتراضي، لأن من حقهنَّ أن يتواجدنَّ في هذا العالم، ومن المفترض أن يكون هذا العالم آمناً".
وتتابع "الهدف الثاني من الحملة كان أن نرشدهنَّ إلى أداة التبليغ عبر موقع قوى الأمن الداخلي، إذ تم استحداث خدمة "بلّغ"، ومن خلال هذه الخدمة تستطيع النساء والفتيات أن يبلغنَّ عن الابتزاز الإلكتروني، أما الهدف الثالث والأهم فإنه في حال التبليغ يجب أن تدرك النساء والفتيات بأن المجرم سينال عقابه، أي أن العقاب موجود". 
وتلفت عاليا عواضة إلى أنه "لم يتم تسجيل تراجع بنسب الابتزاز الإلكتروني ولكن الحملة ساهمت بارتفاع نسب التبليغ وهذا بالنسبة لنا هو الأساس، قبل الحملة كانت نسب التبليغ ضئيلة؛ بسبب الخوف ولكن مع الحملة ارتفعت نسبة الشكاوى بطريقة خيالية وفق ما تشير أرقام قوى الأمن الداخلي، وبالتالي هذا يدّل على أن نسبة الخوف تراجعت لدى النساء والفتيات".
 
"عندما تتقدم الفتاة بشكوى فهي تنقذ نساء أخريات"
"يجب أن نبذل جهداً أكبر من أجل التوعية سواءً في المدارس أو على مواقع التواصل الاجتماعي، لكي ندفع كل فتاة وامرأة إلى التبليغ، ولنحد من ظاهرة الابتزاز الالكتروني". 
وتتابع "عندما تبلغ الفتاة والمرأة فهي بهذه الطريقة تنقذ فتيات أخريات، في إحدى القضايا التي ساعدت فيها "في مايل"، كان أحد الأشخاص الذين ألقت القوى الأمنية القبض عليه يبتز 15 امرأة أخرى، وهذا يعني أن امرأة واحدة تقدمت بشكوى أنقذت 15 امرأة أخرى وهذا الأمر مهم جداً".
ولكن هل تشمل نسبة الزيادة في تقديم الشكاوى الأهل أيضاً؟، تجيب عاليا عواضة بالقول "لا تزال نسبة التبليغ من قبل الأهل نادرة، وأعتقد أنه علينا أن نعمل على ذلك أكثر، لأننا خلال الحملة لم نتوجه إلى الأهل، ولكن تبين أن أغلب الفتيات اللواتي تواصلنَّ معنا طلبنَّ بألا يتم إخبار عائلاتهنَّ وذلك بسبب الخوف من ردة فعلهم، لذلك تداركنا الأمر وأنتجنا محتوى يتوجه للأهل، لبناء جسور ثقة بينهم وبين بناتهم".
وتوضح "عندما تتعرض الفتاة في المرة الأولى للابتزاز يستطيع الشخص الذي يبتزها بأن يتمادى في ابتزازه؛ لأنها تخاف من إطلاع أهلها على الأمر، ولو كانت تثق بوالديها لما تركته يبتزها، وكان سيتم وضع الحد لتهديداته مباشرةً". 
 
"سرية التبليغ تقتصر على البالغات لا القاصرات"
وتضيف "نحن الآن نحضر لمحتوى جديد لمشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي ونتوجه فيه للأهل لكي يساعدوا في هذا الموضوع لأنهم الأساس".
وتشير إلى أن المنظمة لم تتوقف أبداً عن متابعة قضايا الابتزاز الإلكتروني، وتلفت إلى أنه "أحياناً نتوجه مع الفتيات أو النساء إلى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية"، وتتابع "نحن مستمرون ولكن ليس بالزخم نفسه الذي بدأنا فيه الحملة؛ لأننا نعيش أزمات متعددة في لبنان، ولكننا الآن سنعود بقوة أكبر على مواقع التواصل الاجتماعي".
فيما يتعلق بسرية التبليغ، تؤكد عاليا عواضة بأن "هناك سرية بالتبليغ ولكنها لا تشمل كافة الأعمار، لأن الفتاة ما دون الثامنة عشر يجب أن يرافقها ولي أمرها إلى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، نحن نتلقى العديد من التبليغات من فتيات ما دون الثامنة عشر، ونحاول أن نقدم المساعدة ولكن عندما يتعلق الأمر بالتبليغ هناك ضرورة لتواجد الأهل، وهناك إجراءات قانونية لا يمكننا أن نخالفها، لأننا بهذه الطريقة سنخالف القانون". 
عن احتمالية التعاون مع مشاهير في المرحلة المقبلة باستطاعتهم التأثير على الفتيات ولاسيما القُصّر، تعلق قائلةً "كل الأدوات التي من الممكن أن تساعد حملة "الشاشة ما بتحمي" يمكن أن نتعاون فيها، في المرحلة الأولى عندما أطلقنا الحملة تلقينا المساعدة والدعم من المؤثرين/ات على مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى أننا تلقينا الدعم من المشاهير مثل هيفاء وهبي وإليسا وغيرهما، إذ تحدث العديد من المشاهير عن الموضوع ولفتوا إلى أهمية التبليغ، وعن ضرورة أن نحمي الفتيات والنساء على المواقع الافتراضية".
 
"سنصوّب اهتمامنا على الشق القانوني في المرحلة المقبلة"
وتضيف عاليا عواضة "من المحتمل أن نصوّب اهتمامنا في المرحلة المقبلة على السياق القانوني لنرى كيف يمكننا أن ندعم الفتيات أكثر من الناحية القانونية، وبالتأكيد سنتعاون مع المشاهير في هذا الإطار". 
فيما يتعلق بالتعاون مع القوى الأمنية، تؤكد عاليا بأنها متجاوبة جداً ومتعاونة "عندما تقوم الفتاة بالتبليغ عبر خدمة بلّغ يتم التواصل معها في اليوم التالي مباشرةً، لأنهم باتوا يدركون مدى خطورة الأمر بسبب حجم التبليغات الذي يتلقونه". 
وفي الختام توجهت المديرة التنفيذية بالشراكة لـ "في مايل" عاليا عواضة برسالة لكل الفتيات والنساء قالت فيها "أنتنَّ لم تخطئنَّ في التواصل مع شخص تبين أنه ليس أهلاً للثقة، لذلك يجب على كل فتاة أو امرأة أن تبلّغ وألا تشعر بالخوف أو الخجل من التبليغ، وعليها أن تفكّر دائماً بأنها لا تنقذ نفسها فقط، بل هناك غيرها من الفتيات والنساء اللواتي يتعرضنَّ للابتزاز من الشخص نفسه، وبالتالي إذا تقدمنَّ بشكوى سينقذنَّ أنفسهنَّ والأخريات".