السجل المدني الإيراني يمنع تسمية الأطفال بأسماء كردية
من أجل تدمير تاريخ وثقافة شرق كردستان، تحاول الحكومة الإيرانية إزالة الأسماء الكردية للأطفال حديثي الولادة ومنعهم من إصدار شهادات الميلاد.
لارا جوهري
مهاباد ـ أصبحت ظاهرة الاستيعاب الثقافي في إيران إحدى الأدوات السياسية للحكومة لمحو العديد من الثقافات القديمة الموجودة في جغرافية البلاد وتغيير الهوية للكثيرين مثل الكرد من خلال تغيير الثقافة واللغة.
في الأشهر الأخيرة شددت الحكومة الإيرانية على اختيار اسم الطفل، وخلق قيود صارمة في شرق كردستان، فهي تمنع العائلات من اختيار الأسماء الكردية.
أنجبت سارة أحمدي منذ شهرين وكان الاسم المفضل لها ولزوجها لطفلتهما هو "ليوين"، لكن السجل المدني في مقاطعة سردشت منع ذلك واضطروا إلى تسميتها "مهسا". مع بداية الانتفاضة، أصبحت الحكومة الإيرانية أكثر تشدداً في اختيار الأسماء الكردية للأطفال، وفي كثير من الأحيان رداً على احتجاج العائلات، فإنها تضع الأسماء المسجلة في قطعة من الورق في المقدمة للآباء والأمهات وتخبرهم أن لديهم الحق فقط في اختيار اسم من القائمة.
واختارت شيما جلاوي اسم "وريا" لطفلتها، لكن تم تسجيلها في شهادة الميلاد "كسرى"، وحول ذلك تقول "ولدت طفلتي في أورمية وأنا من مدينة شنو. تقدمت بطلب للحصول على شهادة ميلاد في المدينتين، لكنهم أخبروني أن هذا الاسم محظور في هذه المحافظة، وإذا كنت أريد أن تحمل طفلتي اسماً كردياً، فيجب أن أحصل على شهادة ميلاد لها في مقاطعة سنه، واضطررت إلى اختيار اسمين لها".
وتجدر الإشارة إلى أنه قبل عام في مدينة نقدة، أطلقت ناشطة مدنية بهذه المدينة اسم "بانانان" على ابنتها، لكن السجل المدني منعها من الحصول على شهادة ميلاد، واحتجت على مواقع التواصل الاجتماعي على عدم تسليم طفلتها شهادة ميلاد والتي حصلت عليها بعد أشهر من الاحتجاج.
وعلى الرغم من أن ظاهرة الاستيعاب يمكن أن تتوقف مع مرور الوقت، إلا أنها تتسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها لثقافة ولغة الأمة المندمجة، وما يحدث في إيران اليوم هو تدمير لهوية الدول التي ليس لديها سلطة كافية للحفاظ على التاريخ والثقافة لكنهم يقاومون وهذا المبدأ يجعل اختيار الاسم الكردي صراعاً من أجل مثل هذه الأمة.