الصحفيون في إيران يفتقرون إلى حرية التعبير
قالت إحدى الصحفيات من مدينة مهاباد بشرق كردستان "هناك ضغط وقيود مضاعفة على الصحفيات، فحتى قبل انتفاضة جينا أميني، كان العمل كصحفي خطراً خاصةً على وسائل الإعلام غير الحكومية، فقد تم منع العديد من الصحفيين/ات من العمل لقولهم ونشرهم الحقيقة".
لارا جوهري
مهاباد ـ إن وجود صحافة مستقلة وحرة ضروري لتقدم الديمقراطية وبقائها في أي مجتمع، والحاجة إلى نقل الحقائق مهمة وتساعد الناس على فهم ما يحدث حولهم.
خلال السنوات السابقة، تعرضت العديد من وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم للتهديد بفرض قيود عليها بشكل مباشر وغير مباشر، خاصة في الحكومات الديكتاتورية، في خطوة لإسكات صوت الحقيقة.
وحول ذلك تقول الصحفية والناشطة المدنية (أ. ب) وهي من مدينة سردشت، عن حرية التعبير والإعلام المستقل في إيران وشرق كردستان، أن "الفضاء الداخلي لإيران ليس فضاءً آمناً لوسائل الإعلام والصحفيين المستقلين، على عكس إعلام الدولة والصحفيين والإعلاميين الذين يخدمون أيديولوجية الجمهورية الإسلامية، فلديهم مرافق خاصة ولكنهم يخضعون لقوانينها حتى في حياتهم الشخصية، وتجبر النساء على الالتزام بقواعد اللباس وارتداء الشادور".
وأوضحت أنه "على الرغم من أن العديد من وسائل الإعلام المحلية لا تظهر ذلك علناً، إلا أنها تخدم هذه أيديولوجية الحكومة، وتطلق على نفسها اسم "إعلام الشعب" وتبعد تلك الوسائل نفسها عن هذه السياسة، ويذكرون الحقائق، وعادة ما يتم إلغاؤها من قبل الحكومة، والعديد منهم ينخرط في مجال الإعلانات عن الممثلين والانتخابات وما إلى ذلك، والتي قد تشكك مرة أخرى بمدى استقلالية وسائل الإعلام".
وأضافت "لعبت وسائل الإعلام دوراً رئيسياً بعد انتفاضة جينا أميني، لذا أصبحت وسائل الإعلام محدودة ويواجه الصحفيون/ات وحتى الأشخاص العاديون تهديدات خطيرة لإعدادهم الأخبار، خلال الهجمات الكيماوية على المدارس، بذلت حكومة إيران قصارى جهدها لإسكات وسائل الإعلام بدلاً من نشر الحقيقة، لأن جوهر الجمهورية الإسلامية وأي حكومة دكتاتورية أخرى ضد الحرية وحتى وسائل الإعلام والصحافة التي أمرت بها الحكومة أجبرت على التزام الصمت والتستر على الحقيقة في الانتفاضة الأخيرة على الرغم من المشاكل الاقتصادية والفساد الحكومي".
ولفتت إلى أن الحكومة الإيرانية تخاف من كشف الحقيقة لدرجة أنها تضغط حتى على الأشخاص العاديين الذين لهم علاقة بالإعلام والصحفيين أو يتعاونون معهم كصحفيين مواطنين، وتعتبر أن التعاون مع وسائل الإعلام جريمة.
من جانبها قالت (ش. م) إحدى صحفيات مدينة مهاباد إن "التغطية الصحفية في البلاد تخلق المزيد من القيود والضغوط على النساء، ولكن بشكل عام قبل انتفاضة جينا أميني، كان العمل كصحفية أمراً خطيراً على وسائل الإعلام غير الحكومية، وتم منع العديد من الصحفيين والصحافة المحلية من العمل بسبب قول الحقيقة".
وأوضحت أنه "بعد الانتفاضة أصبح العمل الصحفي داخل إيران أكثر صعوبة، وكل من لديه أي نوع من النشاط في هذا المجال يكون تحت إشراف دائرة المخابرات. كنت أعمل باسمي الخاص، لكنني الآن لا أخبر الناس حتى أنني أعمل صحفية، وقد قللت من نشاطي في الفضاء الإلكتروني. كنت أذهب إلى الشارع وأقوم بتصوير مقاطع فيديو وإجراء مقابلات، لكن أسلوب عملنا تغير تماماً مع الانتفاضة حيث بدأنا بالتركيز عليها وما يرتبط بها من أحداث حتى نتمكن من تغطيتها بالكامل، وقد واجهنا العديد من المخاطر، على سبيل المثال قمت بتصوير مقاطع فيديو وتقارير أثناء الاحتجاجات والمظاهرات، وفي أي لحظة بغض النظر عن الخطر المحدق على حياتي مثل احتمال التعرض لإطلاق النار أو الغاز المسيل للدموع، كان هناك احتمال أن اتعرض للاعتقال، وإذا تم اعتقالي بالتأكيد لن يتم إطلاق سراحي بسهولة، وقد أمضي سنوات في السجن".
وأضافت "تعاون الناس مع وسائل الإعلام أصبح أقل بكثير بعد انتفاضة جينا أميني لأن العديد منهم اعتقلوا بسبب الدعاية المناهضة للنظام والتعاون مع وسائل الإعلام المناهضة لوجود مقاطع فيديو للاحتجاجات على هواتفهم، وأدى التعاون مع وسائل الإعلام المناهضة للنظام الإيراني إلى إلقاء القبض على هذا الخوف وإضفاء الطابع المؤسسي عليه في نفوس الناس من أنهم إذا قدموا دليلاً على الحقائق الحالية، فسيكونون مذنبين".
وقالت في ختام حديثها "كان هناك أشخاص رفضوا التعاون عندما سألتهم ويقولون بصراحة إنهم لا يستطيعون المجازفة وأنه من الصعب والخطير جداً على الصحافة والصحفيين/ات الحصول على الحقائق في هذه الفترة، يعتبر الصحافة والصحفيين المستقلين العدو الأول ولن يدخر أي جريمة لقمعهم. ورغم كل هذا فإن مهمتي هي إبلاغ الناس ولن أتردد في الكشف عن الحقائق، وهذا نوع من النضال ضد ظلم وفساد الحكومة".