المغرب... دليل صحفي يتناول ظاهرة العنف ضد النساء
يهدف الدليل الصحفي "التغطية الإعلامية للعنف ضد النساء" إلى مساعدة الصحفيين/ات والاستفادة منه عند مواجهتهم للتحديات المرافقة لإعداد التقارير الصحفية حول العنف.
رجاء خيرات
المغرب ـ أصدرت شبكات من أجل التغيير ومنظمة امرأة، دليلاً يمكن اعتماده أثناء التغطيات الإعلامية التي تخص حوادث العنف ضد النساء في إطار حملة "ستيلو مع النساء ضد العنف" (أي قلمك مع النساء ضد العنف)، هذا الدليل من شأنه أن يكون خارطة طريق لخدمة قضية مناهضة العنف المبني على النوع.
أوضحت رئيسة منظمة "امرأة" سعيدة كوزي لوكالتنا أن هذا الدليل الموجه للصحفيين والصحفيات، ومعاهد الصحافة والإعلام والجمعيات العاملة على الحقوق الإنسانية للنساء، يهدف إلى مساعدة الصحفيات والصحفيين العاملين في مختلف قطاعات الإعلام للاستلهام منه عند مواجهتهم للتحديات المرافقة لإعداد التقارير الصحفية حول العنف الممارس ضد النساء.
وبينت أن الدليل يشمل المصطلحات والمفاهيم والأفكار المغلوطة والتنميطات الجنسانية، وكذلك القضايا المرتبطة بأخلاقيات المهنة، فضلاً عن نصائح وإرشادات لإجراء لقاءات صحفية تراعي مصلحة النساء.
وقالت إن للإعلام القدرة على توجيه النقاش حول العنف الممارس ضد النساء وتغيير نظرة المجتمع له، وللصحفي/ة دور مهم يلعبه لضمان وصول صوت المرأة إلى أكبر عدد من المتابعين/ت من خلال طريقة سرده لقصتها مع العنف.
وبينت أن السرد الضعيف لمعاناة الضحية قد يثير مشاعر الناس تجاه قصتها ولكنه لن يجعلهم يستشعرون أثره على نفس الضحية، في حين أن السرد القوي لمعاناتها سيضمن احترام الناس لها ولحقوقها ورغباتها، كما من شأنه أن يحقق سلامتها.
وأشارت إلى أنه من أجل تغطية إعلامية جيدة ولتجاوز الصعوبات والمشاكل الشائعة المتعلقة بتغطية العنف الممارس ضد النساء، وضعت شبكات من أجل التغيير وشركاء للتعبئة حول الحقوق "منظمة امرأة" دليلاً للصحفيات والصحفيين من أجل اعتماده أثناء إنجاز التقارير واللقاءات مع النساء ضحايا العنف.
وذكرت أن منظمة شبكات من أجل التغيير ومنظمة امرأة تبنيا في إعدادهما هذا الدليل "مقاربة الإنصات المحلي" من خلال المشاورات مع مختلف المعنيين باعتماد استطلاعات للرأي، المقابلات، المجموعات البؤرية، المنتديات، الموائد المستديرة بالإضافة للقاءات التقييمية المستمرة للتغطية الإعلامية الحالية للعنف الممارس ضد النساء، وكل ذلك من أجل تحديد المجالات المقلقة في التغطية الإعلامية للعنف الممارس ضد النساء وطرق معالجتها.
ولفتت إلى أن الدليل يدعو إلى استعمال لغة دقيقة متمحورة حول المساواة بين الجنسين عند كتابة التقارير الصحفية وغيرها من المواد الإعلامية، وتجنب الاستخفاف بقضايا العنف الممارسة ضد النساء، والابتعاد عن إثارة الجانب العاطفي والمثير فيه، وكذلك إيجاد المراجع لفهم القوانين والخدمات، وتجنب التغطيات الإعلامية التي تعزز المزيد من الصور النمطية ضد النساء وتخلق أعذاراً للمعتدين.
ووصفت الأرقام التي سجلها المغرب في قضايا العنف ضد النساء، بالمخيفة، فأكثر من 8 إلى 10 ( أي 82،6%) من النساء والفتيات المتراوحة أعمارهن ما بين 15 و 74 سنة تعرضن للعنف مرة واحدة على الأقل في حياتهن، كما أن 57% منهن تعرضن له خلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة.
وأضافت أن أكثر مكان تكون فيه النساء عرضة للعنف هو بيت الزوج، حيث أبلغت 46،1% من النساء أنهن تعرضن للعنف من قبل أزواجهن في البيت خلال الاثني عشر شهراً الأخيرة، يليه السياق التعليمي بـ 22،4% والسياق العائلي حيث تصل نسبة العنف المرتكب من قبل أحد أفراد العائلة غير الزوج إلى 18،6% وإلى 15،1% داخل أماكن العمل، و12،6% في الفضاء العام.
وأكدت أن تناول ظاهرة العنف المبني على النوع، تتطلب من الصحفيين/ت الإلمام بالظاهرة وطبع المفاهيم وتناول الإشكاليات بشكل يراعي نفسية المعنفات وعدم تعريضهن للتجريح وعدم السقوط في التشهير بهن، مما سيزيد من تعميق جراحهن، لافتة إلى أن الدليل من شأنه أن يكون خارطة طريق للصحفيين/ت يمكن اعتماده أثناء إنجاز التقارير والتغطيات الإعلامية.
وشددت في ختام حديثها على إن التغطية الإعلامية للعنف ضد النساء مهمة، فالصحفيين/ت بحاجة لأن يكونوا على دراية بآثار الصدمة على النساء اللواتي تعرضن للعنف، وأن يكونوا ماهرين في إجراء مقابلات حساسة، وعليهم أن يفهموا القوانين وعمل المصالح العمومية وأن يكونوا على دراية بالالتزامات الحكومية.