"الاستجواب عارية"... السجينات السياسيات تتعرضن لكافة أشكال العنف
أكدت السجينة السياسية السابقة ليلى راوند على أن السلطات الإيرانية تمارس كافة أشكال العنف ضد السجينات لانتزاع الاعتراف القسري منهن.
شهلا محمدي
مركز الأخبار ـ خلال أكثر من أربعين عاماً من حكم الجمهورية الإسلامية، يواجه السجناء السياسيون في إيران جميع أشكال العنف والتعذيب، لكن العنف الجنسي هو أحد أكثر أشكال العنف الذي تستخدمه الحكومة ضد السجناء السياسيين، وخاصة السجينات.
في الأسابيع الأخيرة، روت سجينات سياسيات سابقات ما حدث لهن في السجن، لافتات إلى أن أكثر أشكال التعذيب الذي تتعرضن له هو الجلوس عاريات أمام الكاميرا.
"بقيت الكدمات على جسدي لمدة عشرة أيام"
ليلى راوند السجينة السياسية التي اعتقلت مع طفلتها البالغة من العمر عاماً واحداً، تقول لوكالتنا إن أكثر ما يثير غضبها التهديد بالاغتصاب "إن جرائم الجمهورية الإسلامية من التعذيب والتحرش والإعدام، لا تخفى على أحد. بصفتي سجينة سياسية كردية اعتقلت عام 2008، تعرضت للتعذيب بكافة أشكاله في السجون الإيرانية".
وأضافت "في منتصف الليل (حوالي الثالثة فجراً) داهمت قوات الأمن منزلي القائم في القرى المحيطة بمدينة مريوان، وفتشته واعتقلتني مع ابنتي، وعندما قلت لهم لماذا تعتقلوننا في منتصف الليل؟، قالوا لي أنهم اعتقلوني في وقت متأخر لـ "حماية سمعتكِ"، وقد تعرضنا ونحن في طريقنا إلى مركز الاحتجاز للضرب والإهانة".
ولفتت إلى أنه رغم براءتها وعدم معرفة أسباب اعتقالها والتهم الموجهة ضدها، إلا أنه عندما أظهرت جهلها تجاه التهم وأسباب اعتقالها أثناء استجوابها قاموا بتعذيبها "صفعني المحقق على وجهي وركلني على ساقي، وبقيت الكدمات ظاهرة على جسدي لمدة عشرة أيام بعد التعذيب".
"سمحوا لي بإرضاع ابنتي معصوبة العينين"
وحول الإهانات التي تعرضت لها أثناء استجوابها، تقول ليلى راوند "أثناء التحقيق، أصبحت حالتي الصحية سيئة بسبب التعذيب، وعندما جلبوا لي كأساً من الماء أهانوني وقالوا لي أن أشربه "لكي تنظفي نفسك لأنكِ لستِ طاهرة". آنذاك، كان لدي طفلة تبلغ من العمر عاماً واحداً، عندما كانت تبكي، وبناءً على طلبي، سمحوا لي بإرضاع ابنتي وأنا معصوبة العينين".
وأضافت "عندما كنت أرضع ابنتي معصوبة العينين في غرفة الاستجواب أمام المحققين صرخ أحدهم في وجهي وطلب مني تغطية ثديي، وقلت إنني لا أستطيع أن أرى ما إذا كان ثدياي ظاهران كون عيناي معصوبتان، وبعد ليلة كاملة من الاستجواب، تم نقلي إلى سجن مريوان ومن ثم تم نقلي إلى مركز الاحتجاز في مدينة سنه وتم استجوابي واحتجازي في الحبس الانفرادي لمدة أسبوع وتعرضت للتعذيب عدة مرات".
وأشارت إلى أنه "خلال فترة الاعتقال، كنت في زنزانة انفرادية مع طفلتي دون أي ملابس أو أدوات نظافة، ولم يسمحوا لي حتى بالاتصال بأسرتي، لطلب المساعدة والمال أو الحليب المجفف لابنتي الرضيعة".
أنين وصراخ مجهولين يكاد يكون تجربة شائعة لمعظم السجناء السياسيين، وعن ذلك تقول ليلى رواند "عندما كنت في الحبس الانفرادي، كنت أسمع صوت التعذيب والضرب، وأحدهم يصرخ (من فضلك توقف، لا تضربني)، وعندما سمعت هذا الصوت، ظننت أنهم يعذبون شقيقي الذي اعتقل في نفس يوم اعتقالي، كنت خائفة جداً لدرجة أن ساقي ضعفتان وقلت من فضلكم لا تضربوا شقيقي".
استخدام العبارات والكلمات المتحيزة جنسياً والمذلة هي أيضاً إحدى طرق التعذيب الأخرى، بحسب ما أوضحته ليلى راوند "عندما تحدث معي المحققون قالوا بنبرة مهينة (أنتِ أيتها المسكينة، لستِ أضعف من أن تُشنقِ). وهددوني بأخذ طفلتي وإعدام زوجي المحتجز. كما هددوني بالإعدام والسجن مدى الحياة والترحيل إلى سيستان ـ بلوشستان، وقالوا إنني سأتعرض للاغتصاب هناك كل يوم".
وبينت أنه "ذات يوم أثناء الاستجواب، كنت في فترة الحيض ولم أتمكن من الوصول إلى أي معدات صحية وفوط، وعلى الرغم من آلام الدورة المستمرة والشديدة، إلا أنه عندما طلبت من ضباط الأمن المسكنات، قوبلت بلا مبالاة".
ودائماً ما تتعرض للتهديد بأن طفلتها ستؤخذ منها، وتقول في هذه الحالة "أثناء الاعتقال، كانت طفلتي تبكي في الحبس الانفرادي، وعندما سمعوا صوتها ضربوا باب الزنزانة وقالوا (لتسكت طفلتكِ، أو سنأخذها منكِ)، ومرضت طفلتي بسبب عدم وجود ملابس تدفئها، وبعد نحو شهر من إطلاق سراحها تم إدخالها إلى المستشفى حيث أصبحت تعاني من مرض في الكلى".
"أجبروني على تجريد طفلتي"
وعن نقلها إلى سجن رجائي شهر ومن ثم إجبارها على التعري، تقول "بعد الاستجواب، تم نقلنا إلى سجن رجائي شهر في مدينة كرج، وبعد نقلي كان يتم استجوابي كل يوم في عنبر الحرس الثوري، وطلب مني مسؤولو السجن خلع ملابسي، وعندما احتجيتُ على ذلك وقلت أنني أشعر بالخجل، رد عليّ أحدهم وقال إن (خيانة البلد أمر مخز، فلو أنكِ تخجلين لما كنت هنا الآن)".
وأضافت "بعد عدة دقائق أجبروني على الجلوس، ثم ارتديت ملابسي. ثم أجبروني على خلع ملابس طفلتي تماماً وطلبوا مني فتح ساقيها وإغلاقهما، وقلت لهم أن هذا ليس أمراً إنسانياً على الإطلاق، وقال لي الضباط (سنظهر لكِ معنى الإنسانية)".
وبعد ذلك، نقلوها إلى غرفة فيها العديد من النساء، وأخبروها أنهن لا يمكنهن التحدث مع بعضهن البعض في السجن كما أنه لم يسمحوا لهن استخدام الهاتف وشراء احتياجاتهن "كان يوجد في السجن امرأة حامل وامرأة أخرى لديها طفل يبلغ من العمر عامين، وقالتا لي أن هذا هو الجناح السياسي ولا يجب أن يكون لنا أي اتصال مع أحد".
الاعتراف القسري
ولفتت ليلى رواند إلى أن الاستجواب والتعذيب استمر في سجن رجائي شهر، وبعد يوم واحد من التعذيب والضرب الشديد فقدت الوعي بسبب ضربة على رأسها، وعندما استعادت وعيها كان رأسها موصولاً بيديها، وأخبروها أن ابنتها ستتعرض للاغتصاب، وعن ذلك تقول "بعد سماع كلمات غير لائقة، صرخت وقمت من السرير ورأسي متصل بيدي، وقام أحد ضباط السجن بضرب رأسي على السرير وقال إن هذه الأمور طبيعية هنا، وثم رفع أصبعه بفخر وقال إن الأطفال يغتصبون هنا بأصبعهم".
وعن الاعتراف القسري الذي عاشته ليلى رواند كبقية السجينات السياسيات، وتقول "بعد أيام وأسابيع من الاستجواب أخذوا مني اعتراف قسري وأعطوني ورقة لأقرأها وأوقع عليها، وكان العديد من الأشخاص حاضرين وجوههم مغطاة ووضعوني أمام كاميرا وضربوني من أجل قراءة تلك الورقة وإجباري على الاعتراف".