اليوم العالمي لحرية الصحافة... التهديدات والانتهاكات تعيق عمل الصحفيات اليمنيات
أدت الانتهاكات والتهديدات الأمنية إلى توقف عدد من الصحفيين والصحفيات عن ممارسة العمل الصحفي والاتجاه نحو أعمال أخرى خارج عن مهنتهم/ن.
رانيا عبد الله
اليمن ـ يذكر اليوم العالمي لحرية الصحافة الصحفيين والصحفيات في اليمن بالواقع المحبط لممارسة الصحافة، وحرية التعبير، فمنذ عام 2014 يعيش الصحفيين/ات تحت التهديدات والانتهاكات المتكررة، وتختلف هذه الانتهاكات وحجمها في عدد من المناطق اليمنية، فبالإضافة إلى التهديدات الناتجة عن العادات والتقاليد والنظرة الدونية للنساء والابتزاز والتنمر، تتضاعف تلك الانتهاكات في ظل الحرب المستمرة، الأمر الذي جعل من العمل الصحفي بالنسبة للصحفيات أشبه بالسير على الأشواك.
بحسب مرصد الحقوق والحريات في اليمن بلغ عدد الانتهاكات ضد الصحفيين/ات في اليمن 2.536 انتهاكاً من بينها 54 حالة قتل لصحفيين/ات منذ عام 2015.
وطالبت 40 منظمة إقليمية ومحلية معنية بحريات الرأي والتعبير وحقوق الإنسان، جميع أطراف الصراع في اليمن باحترام حرية الصحافة والإفراج الفوري وغير المشروط عن الصحفيين المعتقلين على خلفية نشاطهم الإعلامي سواء في سجون الحوثيين أو سجون الحكومة اليمنية أو سجون تنظيم القاعدة.
وأكد البيان الذي يأتي تزامناً مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف اليوم الجمعة 3أيار/مايو، بأن الانتهاكات التي تمارس ضد الصحفيين والصحفيات جعلتهم يدفعون ثمناً باهظاً كي يمارسوا مهنتهم، وينقلوا الأحداث في ظل إفلات المجرمين من العقاب، وتوسعت دائرة استهداف الصحفيين/ات لتصل إلى عائلاتهم كوسيلة للضغط عليهم، ومحاولة لإسكات أصواتهم، والتضييق على مساحة حرية الرأي والتعبير.
لا حرية للتعبير
وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة التقت وكالتنا مع عدد من الصحفيات، حيث قالت الصحفية سماح عملاق "المشرع اليمني ضمن للصحفيين والصحفيات حرية الرأي والتعبير، إلا أن هذه القوانين مع الأسف تظل حبراً على ورق لا سيما في ظل ظروف النزاع في اليمن منذ تسع سنوات تقريباً، وما يؤكد ذلك هو آلاف الصحفيين المقصيين والمخفيين قصراً والمسجونين والمحاكمين قضائياً على خلفية حرية الرأي والتعبير".
وحول ازدياد التعقيدات والقيود على حرية التعبير ومضاعفة الخطر على الصحفيات أوضحت أن "الوضع الخاص الذي تعيشه المرأة اليمنية يكبلها بقيود، وهي قيود مضاعفة ليست سياسية من قبل أطراف الصراع فحسب إنما قيود اجتماعية ودينية وعرفية واقتصادية وفي مجالات عدة، فالمرأة اليمنية ولاسيما الصحفية تواجه جبهات متعددة، ومتراكمة سواءً داخل المنزل أو خارجه أو من قبل المجتمع المحيط أو بسبب الوضع الراهن بشكل عام أو الوضع الأمني والوضع الاقتصادي والسياسي".
وعن تجربتها في الخوف من الانتهاكات التي تطال الصحفيات بينت "أكتب الكثير من المقالات أو القصص وثم أودعها في سلة المهملات حينما أضع في الحسبان ردة فعل المجتمع المحيط وأمور كثيرة، فهذا الأمر يسبب تراكمات نفسية وشعور بالكبت لأن التهديدات على المرأة أكثر بكثير من التهديدات على الرجل، فالمجتمع اليمني لا يتعامل مع الصحفية بأنها تمثل فكرها وتمثل رأيها إنما تمثل عائلتها وتمثل زوجها".
وعن أشكال الانتهاكات والتهديدات، بينت أنها متعددة، تبدأ بالابتزاز، والتهديد بالرسائل من أرقام غريبة مثلاً وتشويه سمعتها والطعن بشرفها الأمر الذي من الممكن أن يوقف مسيرة أي صحفية سواءً كان برغبة منها أو بالضغط من قبل عائلتها.
العزوف عن العمل الصحفي
من جهتها أكدت الصحفية غدير الشرعبي أنه "في اليوم العالمي للصحافة، ينبغي على الجهات المختصة أن تلتف لوضع الصحفيين والصحفيات، ولمعاناتهم بشكل أكبر وأوسع، في ظل ما يحصل في اليمن من اعتداء سواء كان مباشر أو غير مباشر، وبطرق متعددة من عمليات قمع وتشديد واعتداءات لفظية وتنمر".
وعن حرية التعبير بالنسبة للصحفيات تقول غدير بدر "هناك عدة أسباب تعيق عملنا كصحفيات، منها عدم الوصول لكل المعلومات، وعدم القدرة على الكتابة بحرية والتعامل مع الجهات الحكومية والخاصة، وخصوصاً الصحفيات اللاتي تعملن بشكل مستقل، فليس لدينا أي وثيقة تعرف بنا كصحفيات أو حتى بطاقة نقابة الصحفيين وهذه أسباب تعرقلنا عن أداء عملنا" مشيرة إلى أن "أغلب الصحفيات تتوقفن عن الكتابة في القضايا السياسية لخوفهن من الانتهاكات، ونكتب في القضايا الإنسانية والاجتماعية، ومع ذلك نشعر بالخوف أيضاً".
سحر سعيد (اسم مستعار) فضلت عدم الكشف عن هويتها، تركت العمل الصحفي واتجهت نحو العمل في بيع الملابس وقالت "لا حرية للصحافة والتعبير في اليمن خصوصاً في ظل الوضع الراهن، والمشكلة الأكبر أن الصحفي أو الصحفية إذا تعرض لأي تهديد أو انتهاك لا يجد أي منظمة أو مؤسسة حقوقية تقف معه، وللأسف حتى نقابة الصحفيين اليمنيين تكتفي بإصدار البيانات وكأن مهمتها فقط إصدار بيانات تنديد، ولا نجد من يحمينا لذا الكثير من الصحفيات تركن العمل الصحفي أو اتجهن لتغطية قضايا عادية لا تمس احتياجات المواطن وحقوقه والانتهاكات والجرائم التي يتعرض لها المواطنين لأن مصيرهن الملاحقة والقتل".