"إحنا صوتك"... حملة لوقف العنف ضد النساء في فلسطين

رداً على ارتفاع حالات العنف ضد النساء في ظل الحجر المنزلي، وللحد من تفاقم العنف ضدهن اطلقت 21 مؤسسة نسوية من مختلف أنحاء فلسطين حملة "إحنا صوتك"

مركز الأخبار ـ .
يعد العنف واحداً من أكبر انتهاكات حقوق الإنسان حول العالم قبل تفشي فيروس كورونا، لكن الوضع تفاقم أكثر مع ظهوره، وفرض السلطات إجراءات الوقاية للحد من انتشار الفيروس، فكان الهدف من العزل المنزلي هو البقاء للتقليل من معدلات العدوى بالفيروس، لكن الأمر انعكس سلباً على المرأة بارتفاع معدلات العنف الأسري.
وبحسب الأمم المتحدة فأن نحو 243 مليون امرأة حول العالم تعرضن خلال الأشهر الأخيرة من عام 2019 وبداية عام 2020 لعنف جسدي أو جنسي من أحد أفراد العائلة أو الشريك.
ورداً على الارتفاع الحاد في الحالات المبلغ عنها خلال فترة الحجر المنزلي التي فرضتها إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، والتي أبرزت الثغرات في منظومة الحماية الاجتماعية للنساء، وأكدت حجم التحديات والمخاطر التي تواجهها الفلسطينيات في كل مكان، أطلقت 21 مؤسسة نسوية من مختلف أنحاء فلسطين حملة "إحنا صوتك"، في 2 حزيران/يونيو 2020.
هدفها
تسعى الحملة إلى دعوة المجتمع الفلسطيني بكامل فئاته لتحمل مسؤولياته والتدخل بشكل فوري على المستوى الفردي والجماعي لوقف العنف المتفاقم ضد النساء.
تؤكد الحملة على حق النساء في العيش بأمان وعلى واجب كل فرد ومؤسسة في المجتمع حماية هذا الحق، ومواجهة وباء العنف ضد النساء.
وتناشد الحملة كل امرأة تواجه العنف، بالتوجه لطلب المساعدة، وعدم التردد والانتظار حتى فوات الأوان، والتوجه إلى الشهود على العنف بالتدخل والتواصل مع الجهات التي يمكنها تقديم المساعدة من أرقام التواصل التي يوفرها ائتلاف "فضا" ليكون صوت تلك الضحية التي يُخرسها القمع والتهديد، ولتحصل على الدعم اللازم للخروج من دائرة العنف التي تهدد سلامتها وحياتها.
وتؤكد الحملة على أن التصدي لهذه الآفة هو مسؤولية كل فرد في هذا المجتمع، وعلى المجتمع التحرك والتعاون من أجل حسم هذه المعركة، فالأضرار لا تقتصر على النساء المعنفات فقط بل تستهدف المجتمع بأسره.
الحملة... أول نشاطات ائتلاف فضا
تعتبر الحملة أول نشاطات "فضا ـ فلسطينيات ضد العنف" وهو ائتلاف نسوي عابر للحدود الجغرافية والسياسية، ويضم 21 مؤسسة نسوية فلسطينية وحقوقية تعمل في الضفة الغربية، وقطاع غزة والداخل الفلسطيني والقدس.
تأسس الائتلاف بمبادرة من جمعية "كيان" وهو تنظيم نسوي، يهدف إلى توحيد الصفوف وتكثيف الجهود النسوية الفلسطينية للحد من هذه الآفة، والنضال من أجل مجتمع عادل وآمن للنساء كما للرجال.
ويهدف الائتلاف إلى مساندة النساء لرفع أصواتهن ضد العنف وتوفير مساحة آمنة للنساء المعنفات لاتخاذ خطوات عملية للخروج من كابوس العنف بكافة أشكاله وأنواعه.
المؤسسات الداعمة للحملة
 قدمت العديد من المؤسسات الدعم لإطلاق الحملة وهي: "كيان وهي عبارة عن تنظيم نسوي، ومركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي، ووكلاك، ومركز الأبحاث والاستشارات القانونية والحماية للمرأة، ونساء ضد العنف، و"نعم"ـ نساء عربيات بالمركز، وجمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، وتنمية وإعلام المرأة "تام"، ومركز الدراسات النسوية، ومنظمة كير العالمية ـ فلسطين ـ الضفة الغربية وقطاع غزة، ومركز شؤون المرأةـ غزة، وسدرة، والسوار ـ حركة نسوية عربية، ومركز الطفولة، ومؤسسة حضانات الناصرة، وطاقم شؤون المرأة، والزهراء للنهوض بمكانة المرأة، ومنتدى المنظمات الأهلية الفلسطينية لمناهضة العنف ضد المرأة، وملتقى إعلاميات الجنوب، و "معاً"ـ منتدى النساء العربيات في النقب، ومؤسسة انتماء وعطاء، وراديو نساء أف أم، ومركز الإعلام المجتمعي، وتحالف أمل لمناهضة العنف ضد المرأة.
احصائيات
شهدت حالات العنف ضد النساء في ظل الحجر المنزلي تذبذباً في الأشهر الأولى من عام 2020، لكنها ارتفعت بشكل ملحوظ خلال شهر آذار/مارس، وبحسب تقرير وزارة التنمية الاجتماعية بلغت النسبة 37,5% وتختلف النسبة بين المتزوجة التي بلغت 42,4% والعزباء 31% والمطلقة 19%، والأرملة 3%، والمهجورة 3%، والمخطوبة 1%.
وتركز نسبة العنف المرتفعة ضمن الفئة العمرية ما بين 20ـ 39 عاماً حيث وصلت النسبة إلى نحو 67,7%.
وبلغت نسبة تعرض النساء ربات البيوت للعنف 72,9%، ونسبة النساء اللواتي يعملن في مهن مختلفة 12,5%.
وتعرضت 54% من النساء لأكثر من شكل من أشكال العنف، مقابل 46% تعرضن لأحد أشكال العنف, ومثل العنف النفسي نسبة 42%، والعنف الجسدي نسبة 32%.
وكان نتيجة زيادة العنف الممارس ضد النساء أن 64% من النساء حاولن الهروب من المنزل للخلاص من العنف، و 21% حاولن الانتحار.
وكشف التقرير أن 60% من الحالات التي حاولت الانتحار هن من سكان المدن، مقابل 40% من الحالات من سكان الريف.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء في عام 2019 تعرضت نحو 24% من النساء في الضفة الغربية لأحد أشكال العنف على أيدي أزواجهن، مقابل 38% منهن في غزة.
أما الغير متزوجات فكل أربعة من 10 نساء تعرضن للعنف النفسي على يد أحد أفراد الأسرة.
ونشرت جمعية "نساء ضد العنف" تقرير في عام 2018، بين أن 81% من حالات العنف الجسدي يكون المعتدي هو الزوج، و17% يكون المعتدي أحد الوالدين أو أحد الأخوة.