"سمارت طحالب" تعاونية نسوية تعالج المياه العادمة باستخدام الطحالب
تعاونية "سمارت طحالب" تعمل على معالجة المياه العادمة باستخدام كائنات حية مائية مثل الطحالب التي يمكن استخدامها كسماد لتعويض نقص العناصر في التربة.
رجاء خيرات
المغرب ـ انطلاقاً من وعيهن بضرورة تقديم حلول للمشاكل المرتبطة بنقص المياه، خمس نساء من المغرب تعالجن المياه العادمة باستخدام الطحالب المجهرية.
أطلقت خمس نساء مشروع "معالجة المياه العادمة" في المغرب باستخدام كائنات حية مائية منها الطحالب المجهرية، هذا المشروع يعد الأول من نوعه في البلاد حيث فاز بالمركز الأول ضمن منافسات "هاكاثون المياه" في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والطحالب المستخدمة في عملية المعالجة يمكن استعمالها كسماد عضوي لتعويض ومعالجة نقص العناصر في التربة.
القائمات على المشروع أسسن تعاونية نسائية أطلقن عليها اسم "سمارت طحالب" (SMART ALGUES)، وكل واحدة منهن ساهمت بخبراتها وتجاربها العلمية التي جمعتها خلال سنوات عديدة من العمل والبحث العلمي حول إمكانية إعادة استعمال المياه العادمة أو مياه الصرف الصحي.
وقالت مديرة التعاونية والأستاذة في تدبير الموارد المائية غزلان عواد إن التعاونية تستعمل جميع أنواع الطحالب وعلى رأسها المجهرية التي تستخدم في معالجة المياه العادمة، والطحالب البحرية في المجال الزراعي كسماد عضوي غني بالمخصبات الزراعية، كما تعد هذه الطحالب إحدى المكملات الغذائية للإنسان.
وأضافت أن مشروع "معالجة المياه العادمة" الذي أطلقته التعاونية التي ترأسها بالإضافة لأربع عضوات أخريات، تم العمل عليه لما يناهز عامين بالشراكة مع وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي بالمغرب وألمانيا، ويعد الأول من نوعه في البلاد.
وأوضحت أن مبدأ المشروع قائم على عبور المياه الملوثة داخل جهاز على مرحلتين، بعدها يتم سكب 70% من هذه المياه المعالجة على التربة الزراعية، ثم استرجاعها من جديد لتخضع للمعالجة في المرحلة الثالثة، لافتةً إلى أن الجهاز الذي يعمل على المعالجة تم تصميمه في المغرب.
وأضافت أن المواد الملوثة التي تم استخراجها من مياه الصرف الصحي تستخدم غذاء للطحالب المجهرية التي ستتكاثر عند استهلاكه، وبالتالي يمكن الحصول على نتيجتين الأولى هي مياه معالجة تستعمل في ري الأراضي أو في غسل وتبريد الآلات الصناعية ومجالات أخرى، وأما النتيجة الثانية فهي الحصول على كمية وفيرة من الطحالب المجهرية التي تستعمل كسماد عضوي لتعويض نقص العناصر في التربة أو في المجال الطبي والتجميلي.
وأوضحت أن المشروع لايزال في طور التجريب العلمي في مختبر مركز الأبحاث والدراسات حول الماء والطاقة بمراكش، حيث يتم العمل على تعديله وتطويره للحصول على النموذج النهائي.
وكبديل لهذا النموذج الذي لازال في حاجة لإدخال بعض التعديلات النهائية عليه أكدت غزلان عواد أن التعاونية بصدد العمل على بديل سيتم اقتراحه على عملاء التعاونية مثل الفنادق أو الجماعات القروية أو محطات معالجة المياه العادمة، بغية ألا يتم التخلص من هذه المياه في الطبيعة، هذا البديل يعتمد على نفس المبدأ ألا وهو استعمال المياه الملوثة واستخدامها بعد معالجتها في مرحلة ثالثة.
بدورها ذكرت عضوة تعاونية "سمارت طحالب" وهي الأستاذة بكلية العلوم والتقنيات متخصصة في بيئة الطحالب بمراكش وفاء شريفي أن الأمر الذي شجعهن على إنشاء هذه التعاونية هو فوز مشروعهن في معالجة "المياه العادمة بالطحالب المجهرية" بالمركز الأول في منافسات "هاكاتون المياه" الذي نظم بمراكش العام الفائت.
ونوهت إلى أن الطحالب باتت تستعمل في العديد من المجالات كالزراعية والطبية والتجميلية، لذلك ستعمل التعاونية على تطوير التقنيات التي تتطلب استعمال الطحالب المجهرية فيها وعن كيفية استعمالها في معالجة المياه العادمة.
وعن اعتماد هذه الفكرة للمشروع بتحديد ذكرت أن الطحالب المجهرية التي توجد في المياه تعمل على استهلاك ملوثات الماء وبالتالي إنتاج مياه معالجة، بالمقابل تتكاثر هذه الطحالب وتشكل سماد عضوي من النوعيات الجيدة التي يتم منحه للفلاحين لتكون بديل جيد للأسمدة الكيماوية.
وأكدت وفاء شريفي أن العضوات في تعاونية "سمارت طحالب" تطمحن إلى تطوير هذا المشروع وتقديم وسائل بديلة لمعالجة وإعادة استعمال المياه العادمة، لحل مشاكل نقص الموارد المائية خاصة في حوض تانسيفت (جهة مراكش) الذي يواجه تحديات كبيرة بشأن التأقلم مع الأزمات المرتبطة بنقص المياه كالجفاف الذي أصبح ظاهرة هيكلية.