مشروع "جاب" سيحول إيران والعراق وسوريا إلى صحارى
وفقاً لخبيرات في مجال البيئة، فإن مشروع نقل المياه من قبل الدولة التركية والبناء العشوائي للسدود هما السبب الرئيسي لهدم النظام البيئي في الشرق الأوسط.
لارا جوهري
مهاباد ـ ينتج عن الانخفاض الكبير لمناسيب المياه في ظل إقامة مشروع جاب من قبل الدولة التركية، تغييرات بيئية والتي يمكن أن ينتج عنها كوارث طبيعية هائلة في الشرق الأوسط بأكمله.
مشروع جاب هو أكبر تهديد للمياه في الشرق الأوسط
وعن مصدر الهواء الملوث والعواصف الترابية، قالت لوكالتنا الناشطة البيئية لالة بابيري "قد يبدو الغبار في الهواء كظاهرة طبيعية تعتمد على الطقس، لكن الحقيقة هي أن ضرره كبير لدرجة أنه يهدد بشكل خطير صحة الإنسان والحيوان والنظام البيئي، ويمكن ربط أصل هذه الغبار بعدة عوامل، منها مشروع "جاب" الذي أطلقه أردوغان وهو أكبر مشروع في تاريخ تركيا، وعلى أساسه تم بناء 21 سداً ونفق على مجريي نهري الفرات ودجلة، وبالتزامن مع بدء هذا المشروع الذي كان عبارة عن بناء جسر إليسو، أول موجة من العواصف الترابية، غطت المنطقة بأكملها ومع تقدمه، أصبحت العواصف الترابية أكثر حدة وتكراراً".
وحول نتائج مشروع جاب على النظام البيئي، أوضحت أن "هذه السدود لديها سبعة أضعاف قدرة جزيرة قبرص، وهناك حاجة إلى 120 مليار متر مكعب من المياه لملئها، لكن المياه السنوية لنهري دجلة والفرات تبلغ 47 مليار متر مكعب فقط، وحتى سد أتاتورك يقع في مدينة رها، وهو أكبر سد في هذا المشروع والأكثر تدميراً للنظام البيئي، تبلغ سعته 49 مليار متر مكعب من المياه".
وأضافت أن مشروع جاب هو أكبر تهديد للمياه في الشرق الأوسط ويعطل النظام البيئي في المنطقة، ويختزل أكثر من 56% من المياه في شرق كردستان وإقليم كردستان وروج آفا، ويحول ستة ملايين ونصف من الأراضي الزراعية في إيران والعراق وسوريا إلى صحارى ويزيد من التصحر بتدمير هذه الأراضي وينتج عنها الغبار، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة".
وأشارت إلى أن مشروع جاب ليس المشروع التركي الوحيد لتدمير المنطقة، بل هناك مشروع آخر للمياه يسمى "داب" حيث سيتم بناء 90 إلى 120 سداً، وتديرها وزارة الخارجية التركية، بحيث لا تواجه معارضة الدول المجاورة مثل مشروع جاب، الذي توقف عدة مرات بسبب اعتراضات الدول المجاورة لكنه بدأ من جديد. إن مشروع داب سري للغاية لدرجة أن الكثيرين داخل تركيا لا يعرفون تفاصيله.
ولفتت لالة بابيري إلى أنه "سيتم استخدام سدود مشروع داب للزراعة، لكن هذا المشروع كان له تأثير كبير على مياه نهر آراس وتقليصه، بحيث أنه مع إنشاء أول سد كبير لهذا المشروع الذي يسمى "كاراكورت"، انخفضت نسبة المياه في نهر آراس بنسبة 30%، ومن المتوقع أن يكون لهذا المشروع تأثير مباشر على نقص المياه في مدينة أورمية، وأردبيل، وتبريز، وإذا لم تتدفق مياه آراس إلى بحر قزوين، فإن المقاطعات الشمالية الإيرانية ستعاني أيضاً من أزمة نقص المياه. بشكل عام، لم يؤثر مشروعي جاب وداب على شرق كردستان فقط، بل يؤثر على الشرق الأوسط بأكمله".
"هدف تركيا هو الهيمنة السياسية على دول الجوار"
بدورها قالت خبيرة العلوم السياسية سوغند کمندي إن الغبار الموجودة في السماء أمر واضح تماماً، لكن الأشخاص الذين تتعرض صحتهم للخطر لا يعرفون أن استقلاليتهم وهويتهم معرضة أيضاً للخطر، مضيفةً "هدف تركيا إطلاق هذين المشروعين هو الهيمنة السياسية على الدول المجاورة والسعي للسلطة، والهدف طويل الأمد لهذه الديكتاتورية هو إضعاف الكرد واحتلال إقليم كردستان وروج آفا بالكامل، وفي السنوات القليلة الماضية، استولت على بعض مدن شرق كردستان أيضاً".
وأكدت على أن تركيا دمرت بيئة أجزاء كردستان الأربعة، ومثال على ذلك سرقة ونقل 280 ألف شجرة زيتون من مقاطعة عفرين بشمال وشرق سوريا إلى تركيا، والتعدي على أراضي إقليم كردستان، وتدمير 900 ألف هكتار من الغابات والآثار (منها 40 ألف هكتار كانت بسبب الهجمات على المنطقة)، وقطع وسرقة أشجار شرق كردستان وإقليم كردستان وروج أفا، وحرق الغابات لتدمير جذور الأشجار ومنعها من النمو مرة أخرى، ونتيجة لذلك تم إخلاء 550 قرية من سكانها. كما أن مشاريع بناء السدود في تركيا تتعارض مع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالتصحر وحماية البيئة.
"لا يستطيع الإنسان أن يتنفس بسهولة"
وحول تلوث الهواء في مدينة أورمية، قالت شبنم رئوفي، من سكان هذه المدينة "إذا نظرت إلى أورمية من مسافة بعيدة، فستجدها مغطاة بسحابة من الغبار، وإذا مررنا حول البحيرة، فإن هذه الغبار تظهر بشكل أكبر حيث لا يمكن للمرء أن يتنفس بسهولة".