مشاركة المرأة في العمل البيئي تساهم في الحفاظ على الطبيعة
لضمان بيئة سليمة ونظيفة تساهم النساء بشكل فعال في الحفاظ عليها من خلال حمايتها والاعتناء بها، فطبيعة المرأة مرتبطة بالأرض وكل ما يتعلق بها.
دلال رمضان
كوباني ـ تلعب المرأة دوراً مهماً في المحافظة على البيئة وذلك من خلال ممارساتها اليومية داخل الإطار الأسري وخارجه، وكذلك عملها ضمن المؤسسات البيئية.
تساهم النساء بشكل فعال في عملية الحفاظ على البيئة من خلال حمايتها والاعتناء بها، وللمرأة حضور قوي ومتميز في هذا العمل بمختلف أنظمته الطبيعية والبيولوجية التي تحيط بالمجتمع الإنساني، فالمرأة الريفية تساهم وبشكل إيجابي جداً في تدوير النفايات من خلال استخدام بقايا الطعام كعلف للحيوانات ومن خلال عملية التخمير الهوائي واللاهوائي لروث الحيوانات، وأعمال الزراعة.
وللمرأة التي تعمل في هيئة البيئة والإدارة المحلية في مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا دور في اتخاذ القرار الإيجابي من أجل الحفاظ على البيئة وحمايتها، وعن هذا الدور والمشاريع التي تم تنفيذها خلال هذه الفترة تحدثت المهندسة البتروكيميائية روكن قادر والتي تعمل في قسم سلامة الأغذية.
بينت روكن قادر أنه في هيئة البيئة تعمل ثمانية نساء وبأقسام مختلفة من مشتل، وسلامة الأغذية وغيرها، موضحةً أن العمل في الهيئة يرتكز وبشكل خاص على زراعة الأشجار ومنها مشتل مشتى النور والذي تعمل فيه مجموعة من النساء "النساء اللواتي تعملن في المشتل تقمن بزراعة العديد من أنواع الأشجار والنباتات، منها نباتات للزينة وأنواع متعددة من الأشجار المثمرة".
وعن الأقسام الموجودة في هيئة البيئة أشارت روكن قادر إلى أن هناك أقسام مفعلة وأقسام غير مفعلة "لدينا قسم سلامة الأغذية وهو مفعل وقسم التراخيص الصناعية بالإضافة إلى قسم المشاتل وقسم الديوان والمالية"، مشيرةً إلى أن عدداً من الأقسام غير مفعلة بسبب الأوضاع الراهنة والتهديدات المستمرة من قبل الاحتلال التركي، مثل قسم رعاية الحيوان، ومشروع إنشاء محمية طبيعية للحيوانات الشاردة، بالإضافة إلى عدم وجود قسم خاص بأعلام البيئة.
وعن المشاريع التي نفذتها هيئة الإدارة المحلية في إقليم الفرات قالت "زرعنا منذ بداية عام 2022 حوالي 13 ألف شجرة، بالإضافة الى مشروع 4 نيسان، كما تم توزيع 10 آلاف شجرة على عامة الناس لزراعتها في منازلهم وأراضيهم لتشجيعهم على الزراعة وحماية الأشجار"، موضحةً أن مشروع زراعة الأشجار متوقف بسبب الظروف الجوية ودرجات الحرارة المرتفعة، وتتم حالياً سقاية الأشجار التي تمت زراعها في الموسم الشتوي".
وحول المشاريع المستقبلة التي سوف تقوم بها هيئة البيئة في مقاطعة كوباني أوضحت روكن قادر أن هناك عدة مشاريع قيد الدراسة وعلى وشك التنفيذ "لدينا مشروع لافتتاح مشتل موحد وكبير في مقاطعة كوباني لأن المشتل الحالي المتواجد في مدينة كوباني لا يتسع لجميع الأشجار والنباتات التي زرعت فيه، والهدف منه زيادة اليد العاملة وخاصةً من النساء اللواتي بحاجة للعمل لإعالة أسرهن بالإضافة إلى خبرة النساء في زراعة الأشجار وكيفية المحافظة والاهتمام بها فللمرأة لمسة خاصة بالطبيعة".
وحول الفعاليات التي تنظمها هيئة البيئة والإدارة المحلية بينت أنه يتم تنظم عدة فعاليات خلال العام ومنها توزيع الأشجار على الأهالي وافتتاح معارض خاصة بالأشجار والنباتات والزهور والعصاريات.
وقالت إنه يوجد في الوقت الحالي مشتل مشتى النور والذي تعمل فيه العديد من النساء "تعمل هؤلاء النساء في سقاية الأشجار وتنظيفها وشتل الأشجار والبذور"، مضيفةً بأن هناك فرص عمل أخرى للنساء اللواتي ترغبن بالعمل "للنساء دور فعال في الحفاظ على البيئة وزراعة الأشجار والاعتناء بها، وتوعية أطفالهن فيما يخص حمايتها، فالمرأة تعتبر المساهم الرئيسي في إدارة الغابات من خلال غرس الأشجار وحمايتها".
وعن المشاريع الخاصة التي طرحتها النساء في هيئة البيئة والإدارة المحلية أكدت روكن قادر أن "هناك مشروع خاص بالنساء لعام 2022 وهو مشروع إعادة تدوير النفايات وفرزها وتوعية المجتمع لمعرفة هذا المشروع من خلال توزيع البروشورات، وهدفنا في هذه الهيئة ليس فقط زراعة الأشجار بل تنفيذ مشاريع مميزة تساعد في تقدم المجتمع وتوعيته ولكن الإمكانيات الضعيفة والأوضاع الراهنة حالت دون تنفيذ العديد من هذه المشاريع".
وفي ختام حديثها دعت المهندسة روكن قادر جميع النساء للعمل من أجل البيئة في أي عمل تمارسنه، وأن تلهمن الأجيال القادمة للحفاظ على الطبيعة.