خبيرة بيئية: النساء والأطفال من أكثر الفئات عرضة لمخاطر التغير المناخي

أكدت خبيرة البيئة حنين بوشوشة على أن التغير المناخي يؤثر سلباً على المجتمع وخاصة النساء رغم أنهن تسعين للتوعية بمخاطره وآثاره.

هندية العشيبي

بنغازي ـ عند النظر لتأثيرات التغير المناخي في ليبيا نجدها متنوعة بين أزمة ندرة المياه، والتصحر، وموجات الحرّ السنوية، بالإضافة إلى زيادة حدة بعض الظواهر مثل العواصف الترابية، والتي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية وكان آخرها في نهاية أيار/مايو الماضي في معظم المدن واستمرت لأيام.

يشكل تغير المناخ وتلوث البيئة، تهديداً مباشراً للكائنات الحية وتوزيعات الأنواع وتكوين النظام الإيكولوجي، ويؤدي تغير المناخ إلى تغيير توفر المياه، مما يجعلها أكثر ندرة، كما يؤدي الاحترار العالمي إلى تفاقم نقص المياه في المناطق الفقيرة بالمياه الأمر الذي يزيد مخاطر الجفاف فيما يخص الزراعة، ويؤثر بالتالي على المحاصيل، ويزيد الجفاف البيئي من ضعف النظم البيئية.

وتقول خبيرة البيئة والتغير المناخي حنين بوشوشة، أن الجفاف الحاصل في ليبيا مؤخراً والتغير الكبير في كميات هطول الأمطار يؤدي لانعدام الأمن الغذائي، وفقدان سبل العيش لبعض العائلات خاصة التي تعتمد على الزراعة والحرف المرتبطة بالبيئة كالمزارعين والصيادين وغيرها، ما يؤدي لارتفاع أسعار الأغذية وندرتها.

وأوضحت أن التغير المناخي والارتفاع الكبير في درجات الحرارة يؤثر على الكائنات الحية، وتعد النساء والأطفال من أكثر الفئات عرضة لمخاطر التغير المناخي.

وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير له، أن ليبيا أصبحت "إحدى أكثر دول العالم جفافاً"، نتيجة تراجع منسوب المياه الجوفية في معظم مناطق البلاد، وسجل التقرير اضطراباً مناخياً في عدد من المناطق الأخرى من البلاد، التي أضحت هي الأخرى تتعرض لعواصف رملية وفيضانات، ما يشكل تهديد كبير للتنمية الاقتصادية والاستدامة في البلاد.

وأشارت حنين بوشوشة إلى أن التغير المناخي في البلاد باتت مظاهره وآثاره يلتمسها المواطن العادي في الشارع من خلال ارتفاع درجات الحرارة، وسرعة الرياح المصحوبة بالأتربة والتي تزيد عن 60 كم في الساعة، فضلاً عن عدم وجود مصدات هوائية طبيعية كالأشجار والغابات مع القطع المتعمد للغابات، موضحةً أن الظروف المناخية فاقمت من معاناة الفئات الهشة، ما دفع الكثير منهم إلى النزوح للمناطق الساحلية.

وحذرت من عدم وجود تخطيط استراتيجي من الحكومة لمواجهة حدة التغير المناخي ومخاطره على البلاد، وهذا ينعكس سلباً على المجتمع وخاصة النساء اللواتي تعتبرن أكثر عرضة لمخاطر التغير المناخي وآثاره.

وتحدثت حنين بوشوشة عن عقد عدة جلسات وندوات أممية خلال العام الماضي حول "المساواة المبنية على النوع الاجتماعي اليوم من أجل غدٍ مستدام"، التي تدعو للاعتراف بمساهمة النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، اللواتي تقدن مهمة التكيف مع تغير المناخ، والتخفيف، والاستجابة، لبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع، موضحةً أن للنساء والفتيات دور فعال من أجل التكيف مع المناخ والتخفيف من حدته في البلاد "النساء والفتيات هن قائدات فعالات وصانعات تغيير في كل ما يتعلق بالتخفيف من حدة التغير المناخي والتكيف معه".

وبينت أن النساء والفتيات تتأثرن بشكل كبير بالتغير المناخي، خاصةً إذا كانت هي المعيلة للأسرة أو صاحبة مشروعات صغيرة أو تعمل في مجال الزراعة والصيد، فكل هذه الوظائف تتأثر بشكل مباشر بتغير المناخ سواء بارتفاع درجات الحرارة أو ندرة الأمطار أو هبوب الرياح المصحوبة بالأتربة، ما يؤثر بشكل كبير على دخلها الشهري والسنوي.

ولفتت إلى أن الحد من مخاطر التغير المناخي هي مسؤولية عالمية وفي بلد مثل ليبيا والتي تعتمد بشكل كبير في اقتصادها على النفط وتصديره واستخراجه من خلال الشركات الأجنبية العاملة في الحقول النفطية، التي يجب أن تلتزم وتتعهد بالمحافظة على البيئة والحفاظ على سلامة المواطنين خاصة في الموانئ النفطية القريبة من المدن والأحياء السكنية مثل مدينتي أوجلة وإجخرة، من خلال التخلص من النفايات النفطية بشكل صحي، وضمان عدم وجود تسريبات نفطية بالقرب من الحقول، بالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تبخر الغازات السامة.

وحول دور مؤسسات المجتمع المدني في التوعية من مخاطر التغير المناخي، قالت حنين بوشوشة "هناك العديد من المنظمات العاملة في البلاد تهتم بالتوعية بمخاطر التغير المناخي بشكل جدي وموضعي، وتقوم بحملات تشجير داخل المدن وخارجها"، مضيفةً أن هناك بعض البلديات في ليبيا تسعى لعقد ندوات ومؤتمرات محلية لتوعية المواطنين/ات من مخاطر التغير المناخي الكبيرة على البلاد.