حرائق وفيضانات وعواصف... التغيرات المناخية تتسبب بكوارث بيئية وبشرية
أدى تغير المناخ في صيف 2022 إلى تفاقم مخاطر الكوارث وآثارها على الصعيد العالمي وشملت عواقبه ما بين الجفاف الشديد والفيضانات، والحرائق، والعواصف الكارثية، معظم البلدان.
مركز الأخبار ـ تؤثر الكوارث البيئية على حياة البشر وتزيد من المخاطر التي تهدد الصحة وسبل العيش، ومع ذلك ما يزال ملف التغير المناخي ينتظر الحلول.
منذ سنوات وتشهد الأرض كوارث بيئية مدمرة جراء التغير المناخي ولكل منطقة نصيبها من تداعيات هذا التغير الذي يؤدي لحدوث فيضانات وحرائق وعواصف وغيرها.
الجزائر... حرائق الغابات تتسبب بمقتل 43 شخصاً وإصابة المئات
قتل 43 شخصاً على الأقل وأصيب عشرات في حرائق غابات اجتاحت شمال الجزائر، و200 شخص آخرين على الأقل أصيبوا بحروق ومشاكل في الجهاز التنفسي.
وقد أعلن وزير الداخلية الجزائري كمال بلجود في 17 آب/أغسطس الجاري عن وفاة 26 شخصاً وإصابة آخرون، ليرتفع عدد ضحايا حرائق هذا الصيف إلى 30 شخصاً، جراء الحرائق التي اندلعت في 14 ولاية في شمال البلاد ما أدى إلى إتلاف 800 هكتار من الغابات، لافتاً إلى أن النصيب الأكبر من الوفيات كانت لولاية الطارف الواقعة قرب الحدود مع تونس.
وأعلنت الحماية المدنية مقتل امرأة تبلغ من العمر (31) عاماً ووالدتها (58) عاماً في سطيف، كما أصيب أربعة آخرون بحروق بدرجات متفاوتة فيما واجه 41 شخصاً صعوبات في التنفس. وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم إجلاء 350 من السكان وإبعادهم عن مكان الحرائق.
ويتخوف الجزائريون من تكرار سيناريو الحرائق التي شهدتها البلاد في عام 2021، في عدد من الولايات الساحلية والتي خلفت 90 قتيلاً، وقضت على أكثر من 100 ألف هكتار من الغابات التي تمتد على مساحة 4.1 ملايين هكتار، فكل عام يشهد شمال البلاد حرائق غابات والتي تزايدت شدتها بسبب التغيرات المناخية.
موجة الحرارة الشديدة تشعل النيران في المغرب
بسبب موجات الحر الشديدة اندلعت حرائق كبرى في عدد من غابات مدن شمال وشرق المغرب في تموز/يوليو الماضي، وتسببت بخسائر مادية كبيرة، تمثلت في القضاء على الغطاء النباتي ونفوق الحيوانات والطيور والمواشي، بالإضافة إلى فقدان السكان المجاورين لتلك الغابات لممتلكاتهم ومنازلهم.
وفي إقليم العرائش تضرر نحو 4660 هكتاراً من الأراضي، وطالت ألسنة النيران النصف منها تقريباً، حيث رصدت بؤرة حريق كبيرة وسجلت حالة وفاة واحدة، وأبعدت حوالي 1325 أسرة موزعة على 19 قرية، عن مناطق الحرائق.
ويعود اندلاع الحرائق إلى "ارتفاع درجة الحرارة المفرطة خلال الأيام الأخيرة نتيجة التغيرات المناخية وسلوكيات متهورة من البشر" كما أكد خبراء البيئة.
دول أوروبية تكافح حرائق الغابات
تجاوزت درجة الحرارة أربعين درجة مئوية في الدول الأوروبية مما أدى إلى اندلاع حرائق في الغابات، والتي خرجت عن السيطرة وانتشرت على مساحات كبيرة، إذ أرتفع عدد القتلى في إسبانيا إلى أكثر من 500 شخصاً.
وقال رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز أن "موجة الحر التي ضربت إسبانيا لنحو 10 أيام تسببت بمقتل أكثر من 500 شخص".
أما في اليونان اندلع حريق غابات إثر رياح شديدة في الجبال بالقرب من أثينا، مما أجبر السكان على الخروج بما فيهم مرضى المستشفيات، وغطت سحب كثيفة من الدخان السماء فوق الجبال، كما اندلعت النيران بالقرب من المنازل وحاول الأهالي إخمادها عبر أغصان الأشجار. وتسببت النيران بإصابة ثلاثة رجال إطفاء وتسعة من السكان بجروح طفيفة.
وفي فرنسا وصلت الحرائق إلى آلاف الهكتارات من الغابات، كما اضطر عدد كبير من السكان والسياح إلى المغادرة، ويشهد جنوب غربي البلاد وضعاً خطيراً، فقد التهمت النيران 13 هكتاراً في بوردو بسبب الرياح القوية.
وقال وزير الزراعة الفرنسي مارك فيسنو أن "هناك حاجة لاستثمار المزيد من الأموال لمواجهة هذه الكارثة، والأضرار التي لحقت بمنطقة ببريتاني جنوب فرنسا"، مشيراً أن هذه الحرائق هي الأكبر في تاريخ فرنسا إذ تم ترحيل 37 شخصاً.
وفي البرتغال تسببت الحرائق المتعددة بإخراج أكثر من 600 شخص، وحوالي 120 منهم كانوا بحاجة إلى علاج طبي.
وقد سجلت البرتغال العام الماضي أقل عدد من حرائق الغابات منذ عام 2011، وقالت السلطات أنه تم تصنيف 96 % من البلاد في نهاية حزيران/يونيو 2022، على أنها تعاني من جفاف شديد.
فيضانات غير مسبوقة
أما بالنسبة للفيضانات فهي أكثر أنواع الكوارث الطبيعية شيوعاً، ويمكن أن تتسبب بدمار واسع النطاق، مما يؤدي إلى خسائر في الأرواح وأضرار في الممتلكات والبنية التحتية الأساسية، ففي الفترة الممتدة من عام 1998 إلى 2017، أثرت الفيضانات على أكثر من ملياري شخص في جميع أنحاء العالم.
الصين... أرتفع عدد ضحايا الفيضانات إلى 17 شخصاً
تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات مفاجئة في 17آب/أغسطس، في الجبال بمقاطعة داتونج في الصين وتضرر أكثر من 6 آلاف شخص، وعدد الوفيات ارتفع إلى 302 شخصاً، فيما لا يزال 50 شخصاً في عداد المفقودين، وشارك نحو 2000 شخص في جهود الإنقاذ.
وأدى هطول الأمطار إلى وقوع انهيارات أرضية أعاقت الأنهار وأدت إلى تحويل مسارها، كما جرفت المياه مبنيين أدى إلى تضرر شخصاً 14 آخرين.
بينهم أطفال 100 شخصاً فقدو حياتهم في اليمن جراء الفيضانات
شهدت اليمن منذ منتصف تموز/يوليو الماضي، أمطار غزيرة وفيضانات تسببت بوفاة عشرات الأشخاص، في عدة محافظات منها البيضاء وعمران وذمار وحجة ومأرب وصنعاء.
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان أن "الأمطار الموسمية الغزيرة نتج منها فيضانات هائلة اجتاحت المحافظات وتسببت بوفاة 100 شخص بينهم أطفال، وتضررت 35 ألف أسرة في 85 مديرية وعلى امتداد 16 محافظة.
وأوضح البيان أن "85 مديرية في 16محافظة من أصل 22 تأثرت بفعل استمرار هطول الأمطار لساعات طويلة وارتفاع منسوب السيول"، مشيراً أن هناك عدداً من المناطق التي لا تزال تعاني آثار استمرار هطول الأمطار.
فيما أعلنت منظمة "يونيسكو" عن إطلاق مرحلة جديدة من مشروعها المشترك مع الاتحاد الأوروبي لإعادة تأهيل عدد من المباني التاريخية في صنعاء القديمة التي تضررت بسبب تغير المناخ.
من اليمن إلى السودان... عشرات القتلى جراء الفيضانات
ارتفعت حصيلة الضحايا في السودان الذين لقو حتفهم بسبب الفيضانات التي ضربت البلاد إلى 77 شخصاً، بعد تسجيل حالة وفاة في شرق دارفور غربي البلاد، وأخرى في شمال كردوفان وسط السودان، وإصابة 30 شخصاً آخرين.
وعلى صعيد الخسائر المادية، تعرض 14ألف و500 منزل لانهيار جزئي، فيما انهار بشكل كامل أكثر من 20 ألف منزل، وذكرت تقارير محلية أن 12 ولاية في السودان تضررت من الفيضانات.
وعادة يبدأ موسم الأمطار في السودان في حزيران/يونيو، ويستمر حتى نهاية أيلول/سبتمبر، وقد شهد العام الماضي وفاة أكثر من 80 شخصاً في حوادث مرتبطة بالفيضانات خلال موسم الأمطار.
الفيضانات أزمة جديدة في أفغانستان
عانت أفغانستان من انهيار اقتصادي وسلسلة من الكوارث الطبيعية الأخرى خلال الأشهر الماضية لتلحقها الفيضانات التي تسببت بمقتل ما لا يقل عن 120 شخصاً وإصابة 106 آخرين.
حاولت عشرات العائلات في قرية تاي قمري بإقليم الشرقي إنقاذ ما أمكنهم إنقاذه من حطام السيول التي جرفت عشرات من رؤوس الماشية، فيما امتلأت الآبار التي تمد السكان بالمياه بالطين، وتضرر نحو 790 منزلاً ونزحت حوالي4000 أسرة.
كما جرفت الفيضانات سبل عيشهم ودمرت مئات من الأراضي الزراعية، والبساتين المليئة بالأشجار بسبب التدفق السريع للمياه والطين والحجر.
337 شخصاً لقو حتفهم جراء الفيضانات في باكستان
أدت فياضات مدمرة في باكستان إلى مقتل 337 شخص وفقد الآلاف منازلهم في جميع أنحاء البلاد بسبب الأمطار الغزيرة.
فيما عانت باكستان من أكثر من 60% من إجمالي موسم الأمطار الطبيعية خلال ثلاث أسابيع، فيما تأثر ما يقدر بمليون شخص، وكانت مقاطعات بلوشستان وخيبر بختونخوا والسند الأكثر تضرراً، وقتل أكثر من 40 شخصاً في كراتشي بسبب الأمطار الغزيرة منذ تموز/يوليو.
ولقي نحو 200 شخص حتفهم في بلوشستان أكبر مقاطعات باكستان إذ تعاني من فيضانات شديدة، منذ أكثر من 30 عاماً، وقالت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث إن المقاطعة استقبلت 305% من الأمطار أكثر من المتوسط السنوي.
وتم الإعلان عن أن الحرائق في 18 من أصل 26 مقاطعة في بلوشستان "كارثية"، وقد تضررت المحاصيل وجرفت السيول الماشية في جميع أنحاء المقاطعة، وتم افتتاح أكثر من 570 مدرسة لاستقبال المتضررين.
أضرار بشرية ومادية بسبب عواصف رعدية عنيفة تضرب أوروبا
سقط عدة قتلى وجرحى في دول أوروبا إثر عاصفة رعدية ضربت جزيرة كورسيكا الفرنسية وتسببت بمقتل 6 أشخاص على الأقل بينهم فتاة، واعتبر 350 شخصاً في عداد المفقودين في مرحلة ما بسبب انقلاب قوارب التنزه أو انجرافها، فيما يتوقع خبراء الأرصاد مزيداً من سوء الأحوال الجوية.
واجتاح البرد والأمطار الغزيرة والرياح التي بلغت ذروة سرعتها 224 كيلومتراً في الساعة، وتسببت العواصف في تأخير القطارات واقتلاع الأشجار.
وفي إيطاليا قتل شخصان وأصيب خمسون بجروح جراء عاصفة اقتلعت أشجارا في توسكانا، بحسب ما أفادت به سلطات المنطقة الواقعة في وسط البلاد، وأعدت وكالة الحماية المدنية أماكن طارئة في المدارس والصالات الرياضية لمن أجبروا على ترك منازلهم بعدما اجتاحت الرياح والأمطار المنطقة الممتدة من الساحل إلى فلورنسا، مما أسفر عن مقتل رجل وامرأة.
أما في النمسا، أدى سقوط أشجار إلى مقتل 5 أشخاص في حادثين منفصلين، حيث وصلت العواصف التي ضربت السواحل الشمالية للبحر المتوسط في وقت سابق إلى النمسا، وطفلتين في الرابعة والثامنة من العمر لقيتا حتفيهما عندما سقطت عليهما أشجار على حافة بحيرة قرب بلدة سانت أندريه في جنوب البلاد.
وتسببت العواصف الشديدة في انقطاع التيار الكهربائي، ما أجبر شركة السكك الحديدية الوطنية النمساوية على وقف جميع خدمات القطارات في معظم الولايات المتاخمة لسلوفينيا وإيطاليا.