هل تنذر هزات المرج الزلزالية المتتالية بوقوع زلزال أكبر؟

أوضحت المتخصصة في الدراسات الجغرافية سهام صالح أن "مدينة المرج تتعرض للهزات نظراً لوجودها على صدع أو فالق يسمى بفالق المرج، فهو يتأثر بالحزام الزلزالي الذي يمر ما بين الصفيحة الأفريقية والأوراسية".

ابتسام أغفير

بنغازي ـ لمدينة المرج تاريخ من الزلازل ففي عام 1963 ضربها زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر خلف 300 قتيل، و375 جريحاً، ونزح من المدينة حوالي 12 ألف نسمة، وعلى بعد 5 كيلو متر من المدينة المنكوبة بنيت مدينة جديدة أطلق عليها المرج الجديد، بينما ظلت مدينة المرج القديمة ذكرى وأطلال لسكان لم يبرحوا المكان.

بعد الموجات الزلزالية التي ضربت أماكن متفرقة من العالم كان آخرها زلزال تركيا وسوريا الذي خلف عشرات الآلاف من الضحايا والجرحى والمشردون، بدأ أهل مدينة المرج الليبية يشعرون بين الحين والآخر خلال الفترة الماضية بهزات أرضية خفيفة، ليخرج الأهالي إلى الشوارع تاركين بيوتهم من شدة الخوف والهلع، فلماذا مدينة المرج تحديداً دوناً عن باقي المدن الليبية؟ وماذا أعدت الجمعيات الخيرية من برامج توعوية، وخطط للدعم المادي تحسباً لهزات قد تكون أقوى من ذي قبل.

قالت المتخصصة في الدراسات الجغرافية سهام فرج صالح "تتعرض مدينة المرج لتلك الهزات الزلزالية نظراً لوجودها على صدع أو فالق يسمى بفالق المرج، الممتد ما بين منطقة طلميثة، إلى منطقة البيضان الواقعة جنوب مدينة اجدابيا، الذي يتأثر بالحزام الزلزالي الذي يمر ما بين الصفيحة الأفريقية والأوراسية، وعند حدوث الزلزال تتأثر الصدوع الموجودة بها".

وأضافت "إن مدينة المرج تتأثر بالزلازل التي تضرب الجزر المقابلة لها سواء قبرص أو كريت، وحتى اليونان نتيجة لوجود الصدوع، فالمناطق التي يوجد بها هذه الصدوع من الطبيعي أن تتأثر بهذه الزلازل، وهذا يرجع أيضاً للحركات التكتونية التي توجد عليها مدينة المرج، إضافة إلى العوامل الأخرى مثل عامل التربة، وجر المياه".

ولفتت إلى أن الصدع أو فالق المرج ظهر نتيجة الحركات التكتونية، ومع الزمن بدأ في الاتساع باستمرار، ولا يظهر هذا الصدع إلا بعد مرور ملايين السنين حتى يتكون مثلما حدث في صدع المرج.

وأشارت إلى أن الحزام الناري ما بين الصفيحة الأوراسية والصفيحة الأفريقية أول ما تتأثر به هي دول شمال البحر المتوسط، اليونان وكريت وقبرص وإيطاليا، ولأن المرج موجودة على الصدع فهي تتأثر به بشكل أساسي، وأيضا تتأثر بما يحدث في اليونان أكثر من غيرها.

وأوضحت أن مدينة المرج تأثرت بالهزة التي حدثت في جزيرة كريت بعمق 10 كيلو متر، لكن لم يكن هناك مقياس في المدينة ليتم قياس الهزة، وإنما كان القياس قياس نوعي أو وصفي بما شعر به الأهالي.

وبينت أن "مركز رصد الزلازل متوقف لعدة أسباب على الرغم من أنه كان يعمل في السابق، ولكن مع مرور السنوات وما مرت به ليبيا مؤخراً تعرض المركز للتخريب، ولم يتم العمل على إصلاحه لذلك يتم رصد الزلازل في الوقت الحالي عن طريق الموقع المتوسط الأوروبي، أو بعض المواقع الأخرى لمعرفة ما حدث".

 

 

وعن دور المنظمات والجمعيات الخيرية في التوعية والحماية أثناء حدوث هزات أرضية، وماذا أعدت هذه المنظمات من خطط لتقديم المساعدات فيما لو حدث زلزال، قالت ونيسة الناظوري عضو بجميعة التراحم الخيرية "كان للجمعيات الخيرية في مدينة المرج دور كبير في فترة ثورة 17 فبراير وإلى الآن من تقديم المساعدات لمستحقيها، ولكن في ظل ما تمر به مدينة المرج يجب ألا تقتصر المساعدات على المواد الغذائية فقط وإنما يجب أن تقام دورات تدريبية وتوعوية للمواطنين من سكان مدينة المرج".

وأضافت "إن مدينة المرج خلال الفترة الماضية تعرضت لأربع هزات في كل مرة تكون الهزة أقوى من سابقتها، عشنا حالة من الرعب ولا تزال مستمرة إلى الآن، خوفاً أن تكون الهزات قوية مثلما حدث في سوريا وتركيا".

وقالت بالرغم من أن مدينة المرج واقعة في منطقة زلازل وتعرضت لعدة هزات خلال الأيام الماضية إلا أن الجمعيات والمنظمات الخيرية لم تفكر في وضع خطط توعوية أو تختص بالدعم.

وأشارت إلى أن "الهزة التي تعرضت لها المدينة عام 1963 أحدثت أضراراً كبيرة وخلفت عدد كبير من الضحايا، وتجنباً لحدوث أي كارثة أخرى علينا التحضير مسبقاً لذلك، من خلال نصب خيم خارج المدينة وتجهيزيها بكافة المستلزمات، بالإضافة إلى ضرورة تواجد مستشفى ميداني، وتحضير فرق إنقاذ".

وأوضحت أنه سيكون هناك تواصل بين الجمعيات وبعض الجهات المتخصصة من أجل إعطاء دورات وإرشادات توعوية، خاصة في المدارس فالأطفال مصابون بحالة هلع شديد، مما يشاهدونه على مواقع التواصل.