بالاعتماد على مياه الأمطار... ابتكار مشروع زراعي صديق للبيئة
أكدت الصيدلانية أمل بهجة على ضرورة أن تكون جميع المشاريع التي يتم تنفيذها صديقة للبيئة لتبطئ عجلة التغير المناخي.
رفيف اسليم
غزة ـ بدأت الصيدلانية أمل بهجة مشروعها الخاص المتمثل بزراعة النباتات العطرية، مقررةً أن يكون المشروع صديق للبيئة يعتمد في ريه على مياه الأمطار وتلك الناتجة عن المكيفات بألية تسمح إعادة تجميع المياه المهدورة.
تقول الصيدلانية أمل بهجة والدي كان يحذرنا دائماً من أن المياه ستشح في يوم ما وسنقوم بشرائها بأموال طائلة، فعودت نفسي وعائلتي على الاقتصاد في استخدامها وعمدت دوماً لتجميع مياه الأمطار في خزانات، خاصةً بعدما أصبحت تشكل عبئ كبير على مجاري الصرف الصحي بمدينة غزة مسببة الفيضانات التي تحدث بالشوارع".
وأوضحت أنها نفذت عدة مشاريع مسبقة منها ودك الأنعام وآخرها زهرة الحياة الذي قررت خلال مراحل انتاجه استثمار ما درسته في الجامعة لصنع منتجات طبية من خلاصة الأعشاب الطبيعية تفيد المستهلك وتحافظ على البيئة أيضاً.
فعمدت أمل بهجة، على تقليل البصمة الكربونية من خلال عدم شراء أواني بلاستيكية تزرع داخلها بل أعادت تدوير ما لديها من كالونات بلاستيكية وزرعت داخلها عدة نباتات منها الألوفيرا والعطرة والريحان والبصل والثوم ولسان الثور، لإنتاج مواد مختلفة كالشامبو والبلسم والصابون المغربي والجلسرين وغيرها من المواد المعالجة لمشاكل الشعر والبشرة.
وعن آلية استخدام المياه توضح أن التغير المناخي الحاصل في الوقت الحالي عمد إلى تغيير نظام الطبيعة ففي السابق كان المطر ينزل بشكل متفرق طوال أشهر فصل الشتاء، فيسهل تصريفه أما اليوم تتجمع كميات مياه الأمطار بأوقات محددة من الفصل على شكل منخفضات مما يتوجب علينا جميعاً الاستفادة منها خلال تلك الفترة عبر قنوات لتجميع المياه.
وأوضحت أنها سعت إلى بناء نظام شبكة متكاملة تتكون من قنوات تعمد لتجميع مياه الأمطار ومن ثم تصرفها في خزانات مخصصة لإعادة الاستخدام سواء للمنزل أو الصناعات، وبالفعل خلال آخر منخفض استقبلته مدينة غزة تمكنت عبر مساحة 27 متر مربع من ملئ خزان يتسع لـ 1500 لتر من المياه التي تهدر في الشوارع وأسطح المنازل عبثاً عدا عن براميل صغيرة فرعية.
وأشارت إلى أنه ما يقدر بربع مساحة قطاع غزة عبارة عن مباني تهدر المياه على أسطحها بشكل عبثي، لذلك راودتها الفكرة، مشجعة أي امرأة أن تكون لها دور في مواجهة التغير المناخي للحفاظ على الموارد الشحيحة المتاحة في الوقت الحالي من مياه وتربة وغيرها من عناصر دمرها السلوك الإنساني الغير منظم.
وبينت أنه خطر لها فكرة الاستفادة من مياه المكيف خلال فصل الصيف عندما حدثها أحد أقاربها عن لترات المياه التي تخرج منها دون الاستفادة مع تأكيده بأنها خالية من الأملاح دون الحاجة للغلي أي كمياه الأمطار تماماً، مقررة التأكد من الأمر وفحص المياه بنفسها ليثبت صدق حديثه وتبتكر هي طريقة للتجميع عبر قطعة قماش.
وتذكر أمل بهجة أنه يتم شراء لتر الماء الخالي من الأملاح بدولار ونصف، فيما لو فكرت بري مزروعاتها عبر الشراء سيكلفها الأمر أكثر من 2000 دولار خلال الشهر أي أضعاف ما قد يربحه مشروعها الصغير الناشئ، الذي تسوق له من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وبعض نقاط البيع في المدينة المحاصرة.
وترى أن أي مشروع جديد سيتم البدء به يجب تصميمه على أن يكون صديق للبيئة لتبطيء عجلة التغير المناخي والمحافظة على مصادر المياه الجوفية، وتقليل النسب الملوثة للمياه خاصة تلك الصلبة التي تعمل على رفع البصمة الكربونية.