آمد... منطقة وادي كودرنى تتعرض للتدمير البيئي

أكدت عضوة لجنة البيئة مليس تانتان على أنه يجب على كافة المدافعين عن البيئة أن يقفوا في وجه ما يحدث من تخريب ودمار في منطقة وادي كودرنى التي تعتبر ساحة التنوع البيولوجي.

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ لا تزال عمليات قطع الأشجار في شمال كردستان والتي بدأت من جودي، وصولاً إلى شنيايلا في مدينة موش، مستمرة بلا توقف في منطقة وادي كودرنى (geliyê godernê) في كولب، الوادي الذي سيغمر بالمياه بعد إنشاء سد سيلفان الذي تم التخطيط له كجزء من مشروع جنوب شرق الأناضول (GAP).

سد سيلفان الذي يجري العمل على أنشائه منذ سنوات، وبمجرد تفعيله سيدمر معه 50 قرية متواجدة على حدود كل من كولب وليجى وسيلفان وهازرو، وسيدمر الوادي الذي يرتاده الأهالي للتمتع بمناظر شلاله وطبيعته ويختفي من الوجود، وبدأت تركيا بمصادرة المناطق التي ستغمرها مياه السد، وسط الدعاوى القضائية المرفوعة من قبل العائلات.

 

دُمر وادي كودرنى قبل تفعيل السد

وادي كودرنى الذي سيغمر مع تفعيل سد سيلفان، يعتبر من أحد الأماكن التي يرتادها العديد من السياح في كل عام، فالشلال الموجود في الوادي يتمتع بجمال تاريخي وطبيعي خلاب يبهر الناظرين، بالإضافة إلى كل ذلك يمتلك وادي كودرنى مواصفات تمكنه من أن يكون موقعاً تراثياً عالمياً حيث يعتبر منطقة طبيعية ذات نظام بيئي غني وذو بنية ثقافية وتملك ماضي تاريخي عريق، ولكن بدأ التدمير التاريخي والبيئي في المنطقة التي ستغمرها المياه حتى قبل البدء بتفعيل السد بسبب حصر المياه فيها.

وبالإضافة إلى ذلك تتعرض المنطقة منذ أشهر لعملية قطع الأشجار المتواجدة على طول طريق هازرو وكولب، وتباع هذه الأشجار التي يقوم حراس القرى بقطعها وتحميلها في الجرارات والشاحنات بعد نقلها إلى المركز، وبسبب قطع الأشجار والتدمير البيئي في المنطقة، يرى الأهالي أنه مع تفعيل السد سيزداد الجفاف بشكل أكبر.

 

"كل خطوة هي تهديد كبير على الأحياء"

وقالت عضوة لجنة البيئة في مؤتمر الشعوب الديمقراطي مليس تانتان، بخصوص الدمار البيئي الحاصل في الوادي، وأشارت إلى أنه يتوجب على كافة المدافعين عن البيئة أن يقفوا في وجه ما يحدث وأن لا يبقى الأمر على عاتق الأهالي وحسب "إن المنطقة التي نتحدث عنها هي ساحة التنوع البيولوجي في المنطقة وفضلاً عن كونه موئلاً للعشرات من القرى المحيطة بها، أننا وقبل كل شيء نرى هنا تأثير السياسات الأمنية للدولة، وبالطبع الركيزة الأولى لهذه السياسات تتجلى في إخلاء المنطقة من السكان، ومن ثم يبدأ تهديد المساحة المعيشية لكافة الكائنات الحية الأخرى، وحالياً بعد إنشاء الطرق والجسور تشهد المنطقة انفجارات الديناميت، وبلا أي شك فأن هذا يتسبب في خوف وذعر كبير بين الأهالي، كما تشهد المنطقة عملية قطع جسيمة للأشجار، لقد شهدنا على مثل هذه الممارسات في الفترة القريبة الماضية في جودي، يريدون القضاء على الحياة هنا من خلال تدمير هذه المساحات".

 

"على الدولة أن تسحب يدها من الطبيعة"

ودعت مليس تانتان إلى احتضان الأشجار والحياة الطبيعية "نعلم بأن عملية قطع الأشجار هذه أدت إلى خلق وتوسيع نطاق اقتصادي ربحي جديد في المنطقة، والآن يعملون على جعل وادي كودرنى مثالاً على ذلك، إن ممارسات قطع الأشجار هذه التي تقوم بها الدولة بهدف الربح والإيجار يجب أن يتم إيقافها بأسرع وقت ممكن، يوجد العديد من الدعاوى القضائية المرفوعة من قبل السكان المحليين بخصوص هذا المشروع والانتهاكات الحاصلة، ولكن لا يجب أن يقف الأمر عند حدود هذه الدعوى المرفوعة من قبل السكان المحليين وحسب، ويتوجب علينا أن نضع حد لقطع الأشجار والانفجارات في هذا الوادي، وعلى الدولة أن تسحب يدها من الطبيعة بتخليها عن ممارسة سياساتها الأمنية".