الزلازل... أخطر الكوارث الطبيعية

تعتبر الزلازل من أخطر الكوارث الطبيعية كونها تحدث فجأة ولا يمكن السيطرة عليها، وتؤدي إلى دمار المباني والبنية التحتية وقتل أعداد من البشر تبعاً لشدتها

مركز الأخبار ـ . 
الزلزال ظاهرة أرضية طبيعية تطلق الأرض من خلالها طاقتها المخزنة وتساهم في تشكيل تضاريس الأرض، وتعرف على انها كسر مفاجئ في صخور الأرض على اعماق تتراوح بين سطحها وحتى عمق 720 كم ينتج عن هذا الكسر تحرير طاقة حركية كانت مخزنة في الصخور تنطلق في شتى الاتجاهات على شكل امواج اهتزازية.
وتقاس شدة الزلازل بواسطة تسجيلات السيزموغراف الذي يرسم إشارات الطاقة المتحررة من الزلزال، فهذه التقنية مستخدمة في مقياس ريختر الشهير الذي اخترعه العالم تشارلز ريختر عام 1934 ويعتمد المقياس في عمله على تحديد اتساع الموجة الأكبر والذي يكون مسجلاً على مقياس الزلزال إلى جانب تحديد المسافة الواقعة بين الهزة الأرضية وذلك المقياس. 
كما يمكن قياس الزلزال بناء على التأثيرات المختلفة التي تحدث حول مركزه، وذلك عبر مقياس ميركالي المقسم على 12 درجة لوصف شدة ما يحدثه الزلزال من تأثير.
تسمح الزلازل للجيولوجيين بدراسة المناطق تحت الأرض وقياس الطريقة التي تنتقل بها الزلازل، كما يمكن أن يجدوا طبقات من المياه الجوفية ورواسب النفط والغاز الطبيعي وغيرها من المواد الهامة.
ما هو منشأ الزلزال؟ 
تتحرك الصفائح المُكُونة لقشرة الأرض وتدعى الماغما وتتلاقى في منطقة تسمى "حدود الصفائح" المعروفة بالصدوع تنتج عن هذه الحركة طاقة خاصة في مناطق الصدوع على شكل طاقة مرنة، وفي حال ازدياد هذه الطاقة عن قدرة تحمل الصخور تبدأ الصفائح الصخرية بالتحرك في طبقات عميقة تحت سطح الأرض نتيجة تأثير الضغط الشديد على الصخور مما يؤدي إلى تكسيرها وإزاحتها وذلك يؤدي إلى تخلخل الصفائح الأرضية وتحركها على شكل موجات اهتزازية والتي تعتبر نوعاً من انواع الطاقة الحركية، وهذه الطاقة تنتقل عبر الصخور في جميع الاتجاهات لتشكل ما يعرف بـ الزلزال أو الهزة الأرضية.
فلكل موجة زلزالية سرعة وطول موجي محدد وبعضها يستطيع اختراق الأوساط السائلة والصلبة.
تنقسم انواع الزلازل تبعاً لسبب حدوثها أو القوى المسببة لها إلى:
الزلازل التكتونية: التي تعتبر من الزلازل المدمرة وهذا النوع يحدث نتيجة تراكم الالتواءات في الكتل الصخرية إلى درجة قوة تحمل الصخور، فتؤدي إلى حدوث كسر مفاجئ نتيجة الضغط الشديد على حركة طبقات الأرض الصغيرة والكبيرة والتي يبلغ عددها 12 طبقة.
الزلازل البركانية: وهي تكون مصاحبة للأنشطة البركانية في مكان معين إذ أن الحمم البركانية تصطدم بالصخور وتعمل على تكسيرها وبالتالي خروج طاقة زلزالية.
الزلازل الانهدامية: وهي التي تنتج عن انهيار انزلاقات أرضية ضخمة.
الزلازل البشرية: تتعلق بأنشطة بشرية كالتفجيرات النووية وانهيار السدود وضخ النفط من مكامنه.
أما أنواع الزلازل من ناحية مكان الحدوث فتنقسم إلى:
زلازل تقع خارج الصفائح التكتونية: وهي التي تتركز في حدود ونهايات الصفائح وهي أماكن نشطة جداً وتشكل العديد من الأحزمة الزلزالية المعروفة في العالم ومنها "حزام المحيط الهادي، حزام غرب أمريكا الشمالية، حزام غرب الأمريكيتين، وحزام وسط المحيط الأطلنطلي، وغيرها الكثير"
زلازل تقع داخل الصفائح التكتونية: وهي قليلة جداً لكنها أكثر تدميراً لأنها تقع في أحد القارات حيث الكثافة السكانية العالية.
وتعرف الصفائح التكتونية على أنها ألواح صخرية تحيط بالكرة الأرضية وتتكون من القشرة الأرضية والطبقة العليا لوشاح الأرض المسمى بـ "ليثوسفير" الذي بدوره يقسم الصفائح، وتتميز هذه الصفائح بالحركة الدائمة وهي إما قارية أو محيطية أو قارية ومحيطية معاً، ويبلغ عددها تسعة صفائح رئيسية على الكرة الأرضية.
وهناك زلازل تحدث حسب العمق وهي:
زلازل ضحلة والتي تحدث عند عمق 70 كم تحت الأرض.
زلازل متوسطة وهي محصورة بين 70 و300 كم تحت الأرض.
زلازل عميقة يصل عمقها إلى 700 كم من باطن الأرض.
آثارها المدمرة
للزلال آثار كثيرة على الأرض والإنسان فتؤدي إلى أضرار شديدة في المباني والمنشآت المختلفة لأنها تعمل على اهتزاز الأرض وتشققها.
 كما تعمل على تمييع التربة فعندما يحدث الزلازل تفقد التربة المواد الحبيبية المشبعة بالماء وتحول المواد الصلبة إلى سائلة بسبب اهتزازها، والتي تؤدي إلى ميلان الهياكل الصلبة.
وتسبب الهزات حدوث إصابات وخسائر في الأرواح وإلحاق الأضرار بالممتلكات العامة، كما تؤدي إلى انهيارات أرضية.
وقد تنتج عن الهزات الأرضية الحرائق أيضاً نتيجة إتلاف خطوط الكهرباء أو الغاز، وكما تسبب في حدوث تسونامي وهي موجات بحرية طويلة الارتفاع تنتجها الحركة المفاجئة لكميات كبيرة من المياه.
أكثر الزلازل المدمرة في العالم
تعرضت الكرة الأرضية للعديد من الزلازل المدمرة التي أثرت على العديد من دول العالم فكان هناك زلازل بسيطة لم تحدث أي ضرر، وزلازل متوسطة أحدثت اضرار للمنشآت والمنازل، وزلازل قوية تستطيع تدمير مدينة بأكملها وقد يصل مداها إلى مدن مجاورة ومن هذه الزلازل:
زلزال فالديفيا الذي وقع في عام 1960م، حيث بلغت قوته 9,5 درجة، تسبب بخسائر كبيرة فقتل حوالي 6000 شخص وتسبب في خسائر مادية تجاوزت مليار دولار، كما أدى إلى حدوث موجة تسونامي بعده، وامتد تأثير الزلزال إلى جنوب تشيلي وهاواي، واليابان، والفلبين، وشرق نيوزيلندا، وجنوب شرق استراليا، وجزر الوشيان في الاسكا.
وزلزال مدينة حلب الذي وقع في 11 تشرين الأول/أكتوبر عام 1138م، ويُعتبر رابع اسوأ زلزال في العالم، بلغت قوته 8,5 درجة، تسبب في تدمير معظم مدينة حلب وعدد من البلدان المجاورة كما دمر أكبر قلاع وحصون المدينة ومنها قلعة حلب وقلعة الأتارب، وأودى بحياة حوالي 230 ألف شخص.
وهناك زلازل تبقى لها هزات ارتدادية لعدة أيام مثل الزلزال الذي ضرب اليابان في عام 2011 بقوة 9,0 على مقياس ريختر، ولد هذا الزلزال موجات تسونامي هائلة أودت بحياة حوالي 15891 شخصاً، واستمرت هزاته الارتدادية بعدها تضرب هونشو حيث بلغ عددها أكثر من 50 هزة بقوة 6,0 درجات و3 هزات تزيد قوتها عن 7,0 درجات على مقياس ريختر.
وتُدمر الزلازل أثار عريقة ممتدة آلاف السنين ومنها زلزال مدينة تدمر الذي وقع في القرن العاشر بعد الميلاد.
وتعد جزيرة سومطرة في أندونسيا من أكثر المناطق التي تضررت جراء الزلازل التي تعرضت لها ومنها الزلزال الذي وقع في المحيط الهندي قبالة الساحل الغربي لسومطرة في 26 كانون الأول/ديسمبر 2004 وكان عبارة عن زلزال بحري بلغت قوته 9,1 درجة.
وأثار الزلزال سلسلة من موجات تسونامي المدمرة على مساحة واسعة من سواحل اليابسة المطلة على المحيط الهندي. أودى بحياة حوالي 230 ألف شخص في أربعة عشر بلد حول العالم.
وفي جزيرة نياس وقع زلزال آخر عام 2005، بلغت قوته 8,6 على مقياس ريختر، تسبب بقتل حوالي 900 شخص واصابة ستة آلاف جريح.
وفي 12أيلول/سبتمبر 2007 وقع غرب جزيرة سومطرة زلزال بقوة 8,4 درجات، تسبب بمقتل 23 شخص وإصابة 88 آخرون، كما ألحق أضراراً هائلة في أكثر من 15 ألف مبنى.