المرأة الليبية تبتكر أفكار لحماية بعض النباتات من الانقراض
شغفها وحبها للزراعة وكل ما يتعلق بالنباتات وطبيعة البيئة التي تعيش فيها وهي مدينة البيضاء بالجبل الأخضر بليبيا هما ما دفعا بها للتخصص في مجال تخزين وفسيولوجيا الثمار
ابتسام اغفير
بنغازي ـ ، هذا ما قالته سعاد عطية زايد في مستهل حديثها عن سبب اختيارها للعمل في هذا التخصص.
عن تخصصها في مجال العلوم الزراعية قالت عضو هيئة التدريس بكلية الموارد الطبيعية وعلوم البيئة بجامعة درنة الأستاذة سعاد عطية زايد لوكالتنا "تخصصت في مجال تخزين الثمار وفسيولوجيا الثمار بعد القطف وهو علم يرتكز عليه اقتصاد كثير من الدول، سواء أكانت هذه الثمار فاكهة أو خضروات، أو حتى أزهار قطف، لتجوب كل دول العالم تحت ظروف تخزين معينة وبحالة مختلفة تكفل لها الاحتفاظ بكل صفات الجودة من مظهر وطعم وقيمة غذائية".
وأشارت إلى أن "هذا العلم له علاقة بكافة أنواع العلوم الأخرى، ولاسيما علوم البيئة والمحافظة عليها، فهو يعمل على تقليل نسبة الفاقد من المحاصيل الزراعية في كل مناطق ليبيا والتي قد تتجاوز50% وكذلك في كثير من الدول، ويستخدم في تخزينه عبوات صديقة للبيئة مهيأة ليعاد تدويرها".
وحول آلية تخزين بعض الحبوب والثمار باستخدام الإشعاعات الذرية وتقاطعها مع تخصصها أوضحت "بالنسبة لاستخدام الأشعة في فسيولوجيا الثمار بعد القطف، تعد تلك الطريقة إحدى المعاملات المستخدمة أساساً إلى جانب التخزين المبرد منها، وأنها تمنع تزريع درنات البطاطا، وكذلك وقاية الحاصلات الزراعية من السموم الفطرية المسببة للسرطان للإنسان خاصة عند التخزين لفترات طويلة قد تتجاوز الشهرين، خاصة فيما يتعلق بالحبوب والقهوة والمكسرات والتوابل، وهنا يجب التنويه على أن يراعى الجرعات المثلى لكل محصول حيث أن زيادة الجرعة قد يؤثر بالسلب على تسويق المحصول، ولاسيما في الدول التي تحدد نسب معينة للإتجار بهذه المحاصيل".
وعن فكرة إكثار العرعر الفينيقي بتقنية زراعة الأنسجة والتي اعتبرها الكثير إنها فكرة رائدة ولكنها لم ترى النور، قالت "نظراً لما تتعرض له أشجار العرعر من تدهور بدأ ظهوره ولوحظ عام 1998، ويزداد كل عام، ويهدد بانقراضه، بدأت الجهات الرسمية في ليبيا عام 2002 بتجهيز الكوادر، والفرق البحثية لدراسة ما يعتري أشجار العرعر من تدهور يهدد بانقراضه في الوقت الذي لا يعمل فيه التجدد الطبيعي على التعويض عن هذه الأشجار، كذلك كان استخدام الوسائل التي تعمل على انقاذ هذا الصنف النباتي الذي ينتشر في دول حوض البحر المتوسط سابقاً، وحالياً انقرض من أغلب دول البحر المتوسط ولا يوجد إلا في ليبيا وتحديداً في منطقة الجبل الأخضر، هذا التدهور الحاصل في أشجار العرعر يدمي كل قلب ينظر إليه فما بالك بأبناء المنطقة، والتي تشكل شجرة العرعر جزء من ذاكرتهم وتفاصيل حياتهم حيث يستخدم في الطب الشعبي وفي مأكولاتنا الشعبية، كل ذلك دعاني للاهتمام بهذه الشجرة".
وأوضحت أنه "على الرغم من إني تعاونت مع الكثير من الفرق البحثية لدراسة هذه الظاهرة ومحاولة إيجاد الحلول، ولكن كانت كل المشاركات عبارة عن محاضرات وندوات، وكانت تأتي فرق بحثية من خارج ليبيا أيضاً لتسليط الضوء على هذه الظاهرة التي انتشرت وبدأت تهدد أشجار العرعر بالانقراض، وكانت فكرتي تتمحور حول زراعة الأنسجة لإكثار هذا الصنف النباتي وبالتالي يتم استزراعه خاصة في حملات التشجير التي تحدث في منطقة الجبل الأخضر، ونحن حالياً بصدد إجراء دراسة بالتعاون مع المركز الوطني للوقاية والحجر الزراعي باستخدام تقنية زراعة الأنسجة وكذلك إجراء دراسات على بذور العرعر لكسر طور السكون وزيادة نسبة إنبات هذه البذور، وفي هذا الصدد نطلب من الجهات المسؤولة الدعم المادي، والإمكانيات التي تمكنا من تطبيق نتائج هذه الأبحاث".
وأكدت سعاد عطية زايد على دور النساء في دعم القطاع الزراعي والبيئي "للنساء دور هام إن لم يكن أساسي في القطاع الزراعي، ومن ناحية العدد، فهو من ناحية الاحتكاك الكبير بالبيئة الزراعية أكثر من الرجل على مستوى الحياة العملية سواء في تكنولوجيا الأغذية، أو في حفظ الأغذية، والإنتاج الحيواني وتخزين الثمار، فالمرأة الليبية أثبتت جدارتها، ولم تكن في يوم من الأيام عازفة عن شق غمار أي تخصص في البلاد، ولكن السبب وراء طمسها في كثير من الأحيان هي هيمنة المجتمع الذكوري وعدم إعطائها الفرصة لإثبات ذاتها".