"الجدائل الخضراء" مشروع بيئي لمواجهة التَّصحر وتحسين البيئة
بهدف مواجهة التصحر وتحسين البيئة في مناطق شمال وشرق سوريا التي تأثرت وتراجعت في ظل ظروف الحرب، ولجعلها صحية وسليمة، أطلق عدد من المتطوعون مبادرة "الجدائل الخضراء"
ليلى محمد
قامشلو ـ .
أطلق مجموعة من المتطوعات والمتطوعين حملة للتشجير باسم "الجدائل الخضراء" في تشرين الأول/أكتوبر2020، ويعد مشروع بيئي لزراعة الأشجار في خطوة لمواجهة التصحر وزيادة المساحات الخضراء في مناطق شمال وشرق سوريا.
تقول مديرة مبادرة الجدائل الخضراء البيئية منال حج علي لوكالتنا "يعتبر مشروع الجدائل الخضراء مشروع بيئي لتحسين البيئة التي نعيش بها، ومكافحة التصحر في ظل التغير المناخي، وإعادتها إلى بيئة صحية وسليمة، إذ أن ظروف الحرب في المنطقة لم تؤثر فقط على الإنسان إنما تعدت ذلك لتؤثر على البيئة بشكل كبير".
ويأتي تسمية المشروع بهذا الاسم إلى دور المرأة في الحفاظ وحماية بيئة منطقتها "نضال النساء في شمال وشرق سوريا خلال الحرب مؤثر وجلي عبر انخراطهنَّ بكافة المجالات ودورهنَّ في حماية بيئتهنَّ، ولتخليد جدائل النساء الإيزيديات اللواتي اختطفنَّ وأصبحنَّ ضحايا من قبل داعش عام 2014".
وحول الهدف من المشروع تقول "إضافة إلى جعل بيئة المنطقة صحية، نهدف لتوعية المجتمع حول أهمية التنمية البيئية، وكيفية الحفاظ عليها، وانتهاج نمط حياة صحية".
ويقوم القائمون على المشروع بدراسة بيئة المنطقة وما يناسبها من نوع الأشجار لزراعتها "لا يوجد نوع محدد لزراعته، لكننا أولاً ندرس نوعية التربة وكمية توفر المياه ودرجة الحرارة، ثم نزرع الأشجار التي تبلغ عددها أربعة ملايين شجرة" خلال مدة أقصاها خمسة أعوام.
وتشير إلى أنهم أنشأوا بعض المشاتل في قامشلو من خلال تواصلهم مع الجهات المعنية وجهات غير حكومية "دعمتنا في حملتنا جامعة روج آفا واتحاد الشباب والرياضة من خلال منحنا قطعة أرض وفق عقود لاستخدامها للزراعة، وفي كوباني وناحية تربه سبيه نسعى إلى تأمين فرق للعمل ونتواصل مع الجهات المعنية لمنحنا الأرض، وكذلك الحال في الدرباسية، أما في الحسكة فاستطعنا تأمين الأرض وسنبدأ بعملية زراعة الشتل".
ويشارك في هذا المشروع مجموعة من المتطوعات والمتطوعين، ومختصين ومهندسين في الزراعة، ومهندسين مدنيين للإشراف على المشاتل وتوزيعها، وكيفية اختيار الشكل الأنسب لتصميم المشاتل.
ويؤمنون الغراس والبذار التي يحتاجونها في مشروعهم من المؤسسات والأشخاص الذين يتطوعون بها والحديث لـ منال حج علي "لم نحضر حتى الآن البذور والغراس من خارج المنطقة إنما نوفرها بشكل طوعي، الأشجار تحتاج إلى عناية واهتمام".
وتنقسم المبادرة إلى ثلاث مراحل الأولى زراعة البذور، والثانية الزراعة بطريقة الأقلام، وأما الثالثة توزيع الأشجار عندما تصبح جاهزة للغراس على المناطق.
وقالت "تراجع منسوب المياه بسبب قطع الاحتلال التركي للمياه وسياساته الممنهجة باستهداف البيئة يؤثر على مساحة الأراضي الزراعية، لكننا نسعى جاهدين على اجتياز هذا العائق وإكمال مشروعنا نحو النجاح".
وانعكس خفض تركيا حصة سوريا من مياه نهر الفرات بإغلاقه بوابات المياه منذ مطلع عام 2021، والذي أدى إلى انخفاض منسوب المجرى بشكل كبير، على سقاية الأراضي المزروعة من جهة وعلى توليد الطاقة الكهربائية من جهة أخرى.
وأشارت إلى أن دعم ودور المؤسسات كمؤتمر ستار وقوى الأمن الداخلي ووحدات حماية المرأة والشعب خلال تعبئة الأكياس وتوزيع البذار في الموسم المنصرم "مشروعنا ليس فقط للذين قاموا به، إنما هو مشروع لجميع المجتمع ويخدم البيئة، لذا نتطلع آملين بمشاركة ومساهمة واسعة لهم في تطوره".