الفاو... منظمة أممية تحارب مشكلة الجوع والفقر في العالم
تهدف منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة محاربة مشكلة الجوع في العالم والحد من الفقر الذي ازداد نتيجة انتشار النزاعات والحروب وزيادة عدد النازحين
مركز الأخبار ـ .
تُعرف منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "Food and Agriculture Organization" اختصاراً باسم "الفاو"FAO ، وهي وكالة أممية تابعة لهيئة الأمم المتحدة وتعتبر من أقدم الهيئات الموجودة فيها، تأسست في 16تشرين الأول/أكتوبر 1945 بمدينة كيبيك في كندا، وانتقل مقرها إلى روما عاصمة إيطاليا في عام 1951.
محاربة الفقر والجوع في العالم
تساهم منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في القضاء على الجوع ومحاربة سوء التغذية في العالم، وتحسين وتوفير المنافع والخدمات في الزراعة والغابات ومصايد الأسماك بطريقة مستدامة.
كما تهدف إلى الحد من الفقر في الأرياف، وتعمل على بناء نظم زراعية وغذائية شاملة وفعّالة، بالإضافة إلى زيادة القدرة على الصمود في وجه التهديدات والأزمات.
المكاتب والإدارات
تضم المنظمة خمسة مكاتب إقليمية وعشرة مكاتب إقليمية فرعية و80 مكتباً قطرياً، و3 مكاتب تتضمن موظفين وفنيين وممثلين للمنظمة، كما أنها تضم خمسة مكاتب اتصال، ومكتبين إعلاميين، وتغطي 38 بلداً آخر من خلال صيغ اعتماد مختلفة.
وتتألف المنظمة من ثماني إدارات وهي الزراعة وحماية المستهلك، وإدارة المناخ والتنوع البيولوجي والأراضي والمياه، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية، والغابات، والخدمات المؤسساتية، والتعاون التقني، إدارة البرامج.
أعضائها
تضم منظمة الأغذية والزراعة 194 دولة عضو، وعضوين منتسبين هما "جزر فارو، توكلو"، ومنظمة عضو "الاتحاد الأوروبي"
الكادر البشري
ضمت المنظمة 11.651 من الموظفين بتاريخ 14شباط/فبراير 2019، 32% يعملون في المقر الرئيسي في روما، بينما يعمل الباقون في مكاتب المنظمة في جميع أنحاء العالم.
وفي عام 2013 شكلت نسبة النساء العاملات في المنظمة 36%، لكنها ارتفعت في عام 2019 إلى 43%.
مشاريعها ومصدر تمويلها
عملت المنظمة بشكل جيد بين عامي 2016 و 2017 بتنفيذها مشاريع وبرامج بلغ مجموع تكاليفها 1627 دولار، وكان مصدر تمويلها بنسبة 8% من الاشتراكات المقررة من خلال برنامج التعاون الفني للمنظمة، 92% من التبرعات ومساهمات طوعية من خلال برنامج التعاون بين منظمة الأغذية والزراعة والحكومات بنسبة 34%، ومن الصندوق الانتمائي الأحادي 5%، والصناديق الانتمائية الأخرى 53%.
أما مصدر تمويل المنظمة العام في عام 2018ـ 2019 بلغ 2.6 مليار دولار أمريكي، ومصدرها يكون من خلال الاشتراكات المقررة التي تقدمها بلدان الأعضاء بنسبة 39%، ونسبة 61% من خلال المساهمات الطوعية من الأعضاء وغيرهم من الشركاء.
نشاطاتها
تشمل أنشطة المنظمة خمس مجالات رئيسة تتمثل بعمل المنظمة كشبكة للمعارف فتستعين بخبرة موظفيها المختصين في ميادين الزراعة والغابات ومصايد الأسماك والثروة الحيوانية والتغذية وعلم الاجتماع والاقتصاد والإحصاء، وغيرهم من المهنيين في جمع وتحليل البيانات ونشرها لخدمة التنمية من أجل إتاحة المعلومات ودعم عملية التحول إلى زراعة مستدامة.
كما تضمنت أنشطتها تعزيز الإرادة السياسية ومشاركة الخيرات في مجال السياسات، فالمنظمة تضع خبرتها تحت تصرف الأعضاء لرسم السياسات الزراعية ودعم التخطيط وإعداد التشريعات الفعالة وإرساء الاستراتيجيات القطرية اللازمة لتحقيق أهداف التنمية الريفية والتخفيف من وطأة الجوع.
وتعمل على تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، لتحسين زراعة أصحاب الممتلكات الصغيرة، حيث تتيح المنظمة فرص التقاء الدول الغنية بالدول الفقيرة بهدف تقديم الدعم والاستثمارات في قطاع الزراعة.
وتعمل أيضاً على نقل المعارف إلى الميدان حيث تقوم ببناء مشروعات ضخمة بملايين الدولارات وذلك من أجل تحسين مستوى المعيشة للناس، ومساعدتهم في إعادة بناء حياتهم.
وتضمنت أنشطتها دعم البلدان لمنع وتخفيف المخاطر المهددة للزراعة والغذاء والتغذية.
المبادرات والحملات
للقضاء على الجوع في العالم وحماية الأشخاص والغابات وتنمية الزراعة أطلقت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" العديد من المبادرات والحملات في عدد من المجلات التي تساهم في حل المشاكل التي تتعرض لها البشرية ومنها:
الغذاء
في عام 1961 أنشأت المنظمة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية "هيئة الدستور الغذائي" التي تهدف إلى حماية صحة المستهلك والتأكيد على التجارة العادلة.
كما أقامت المنظمة في عام 1996 مؤتمر القمة العالمي للأغذية الذي انتهى بالتوقيع على إعلان يهدف إلى تخفيض عدد الأشخاص الذي يعانون من الجوع إلى النصف بحلول عام 2015.
وأطلقت المنظمة في عام 1997 حملة تيليفود "Telefood" وهي حملة للحفلات الموسيقية والأحداث الرياضية لتسخير كبار المشاهير والأعلام للمساعدة في مكافحة الجوع، حيث استطاعت الحملة الحصول على ما يقارب 28 مليون دولار امريكي و15 مليون يورو على شكل تبرعات.
وكما أطلقت المنظمة في كانون الأول/ديسمبر 2017 مبادرة تتعلق بارتفاع اسعار الأغذية وساهمت هذه المبادرة في تنفيذ مشاريع في أكثر من 25 دولة، وبعثات مشتركة بين الوكالات في أكثر من 60 دولة، ودعت إلى زيادة الاستثمار في مجال الزراعة.
وفي أيار/مايو 2005 وقعت المنظمة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي على حزمة من المساعدات الأولية بقيمة 125 مليون يورو لدعم صغار المزارعين في البلدان التي تعاني من ارتفاع اسعار المواد الغذائية.
وأطلقت المنظمة مبادرة رئيسية وهي برامج الأمن الغذائي من أجل تخفيض أعداد الجائعين وتشارك في هذه المبادرة 102 دولة.
وأسست في عام 2002 التحالف ضد الجوع وسوء التغذية "AAHM" لمعالجة ومحاربة الجوع وسوء التغذية واتخاذ إجراءات فعالة من أجل الحد منه.
وفي نيسان/أبريل 2011 أطلقت المنظمة حملة على الإنترنت لمكافحة الجوع تحت عنوان "مليار جائع"
الزراعة
انشأت المنظمة الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات "IPPC" في عام 1952 لتعمل على الحد من انتشار الآفات والوقاية من أمراض النباتات في كل مكان.
ونظمت في عام 1990 برنامج لترويج الإدارة المتكاملة للآفات لمنتجي الأرز بآسيا، وتطبيق نهج يعرف بمدرسة المزارعين الحقلية.
ونشرت الفاو في عام 1994 نظام للوقاية من الآفات وأمراض النباتات والأمراض العابرة للحدود مثل طاعون البقر ومرض الحمى القلاعية وأنفلونزا الطيور.
وكما أطلقت مبادرة الشراكة العالمية لتنمية القدرات لتربية النباتات التي تسعى إلى تحسين وتطوير قدرات البلدان النامية لزيادة انتاج المحاصيل ورفع كفاءتها بهدف الحفاظ على الأمن الغذائي وتطوير التنمية المستدامة.
وأطلق مدير المهام الخاصة لمنظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة مبادرة نظم التراث الزراعي العالمي "GIAHS" في عام 2002 خلال مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، وتهدف المبادرة إلى تحديد وتدعيم وتأمين أنظمة التراث الزراعي العالمي، وسبل معيشتها، والتنوع البيولوجي المرتبط بها.
سفراء النوايا الحسنة
من أجل جذب اهتمام الجمهور والأعلام وكبار الشخصيات لمشكلة الجوع في العالم أطلقت المنظمة برنامج سفراء النوايا الحسنة في عام 1999 والذي ضم العديد من الشخصيات الهامة كـ "الطبيبة الإيطالية الحائزة على جائزة نوبل ريتا ليفي مونتالشيني، والممثلة جونج لي، والمغنية الراحلة ميريام ماكيبا، والمطربين الدوليين رونان كيتنغ وأنجون، ولاعبو كرة القدم روبرتو باجو وراؤول".
وأصدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" في عام 2018 تقريراً يشير إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي ونقص التغذية تجاوز 40 مليوناً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في ظل تفاقم النزاع واستمرار نزوح المدنيين.