الأمم المتحدة: نحن نسير نائمين نحو كارثة مناخية

صادق خبراء من 195 دولة على تقرير يرصد السيناريوهات التي قد تساهم في الحد من الاحتباس الحراري وآثاره المدمرة على الأرض

مركز الأخبار ـ صادق خبراء من 195 دولة على تقرير يرصد السيناريوهات التي قد تساهم في الحد من الاحتباس الحراري وآثاره المدمرة على الأرض، وحذرت الأمم المتحدة من أن العالم يتجه "مغمض العينين نحو كارثة مناخية".

بدأت عملية مصادقة 195 دولة، أمس الاثنين 21 آذار/مارس، على تقرير حول السيناريوهات التي يمكن أن تساعد في الحد من ظاهرة احترار المناخ وآثارها المدمرة على الأرض، فيما تبرز الحرب في أوكرانيا الاقتصادات التي تعتمد بشكل كبير على منتجات النفط.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن العالم يتجه "مغمض العينين نحو كارثة مناخية"، قائلاً إنه على الرغم من تدهور الوضع، تواصل الاقتصادات الرئيسية زيادة انبعاثاتها من الغازات الدفيئة المسببة للاحترار المناخي.

وقال في مؤتمر نظمته مجلة "ذي إيكونوميست" حول التنمية المستدامة في لندن، أن الهدف المتمثل في حصر ارتفاع درجة الحرارة في 1.5 درجة مئوية مقارنةً بعصر ما قبل الثورة الصناعية، وهو الهدف الأكثر طموحاً لاتفاق باريس في "وضع حرج".

ووصف الاعتماد على الوقود الأحفوري بأنه "جنون، ويقودنا نحو دمار جماعي". وبعد مفاوضات مغلقة محتدمة عبر الإنترنت استمرت أسبوعين تختتم الجولة الجديدة من مناقشات الخبراء في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في الرابع من نيسان/أبريل المقبل، بإصدار الجزء الأخير من ثلاثية تقارير يفصل المعارف العلمية المتعلقة بالتغير المناخي.

وكان التقرير الأول الذي نشر في آب/أغسطس 2021 قد سلط الضوء على تسارع الاحترار المناخي متوقعاً أن ارتفاع الحرارة بـ 1.5 درجة مئوية مقارنةً بمرحلة ما قبل الثورة الصناعية قد يحصل بحدود عام 2030 أي قبل عشر سنوات مما كان متوقعاً، وقد نص اتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015 على السعي إلى حصر الاحترار بـ 1.5 درجة مئوية كحد أمثل.

أما التقرير الثاني الصادر في نهاية شباط/فبرير 2022، والذي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة على أنه "موسوعة للمعاناة البشرية"، فقد رسم صورة قاتمة جداً للتداعيات الماضية والحاضرة والمستقبلية على سكان العالم والأنظمة البيئية مشدداً على أن "التأخر في التحرك يخفض من فرص توافر مستقبل قابل للعيش".

وأوضحت الخبيرة في اقتصاد المناخ سيلين غيفارش التي شاركت في إعداد التقرير لوكالة الأنباء الفرنسية "نحن نتحدث عن تحول واسع النطاق لكل الأنظمة الرئيسية مثل الطاقة والنقل والبنى التحتية والبناء والزراعة والغذاء"، مضيفةً أن "تحولات كبرى يجب أن تبدأ اعتباراً من الآن إذا أردنا أن نكون قادرين على تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وأن الأوان لم يفت للتحرك وتجنب الأسوأ".

فيما شدد ألدن ميير المحلل في مركز الأبحاث E3G على أن التقرير الحالي "سيوفر معلومات مهمة تغذي النقاش الحاصل في أوروبا والولايات المتحدة بشأن التخلي عن الغاز والنفط الروسيين"، وأعرب عن أمله في أن "تعطي الحرب في أوكرانيا على المدى الطويل دفعاً أكبر للحاجة إلى التخلص من الغاز والنفط عموماً".

وتفيد الأمم المتحدة أن الالتزامات الراهنة للدول ستؤدي إلى احترار "كارثي" يبلغ 2.7 درجة مئوية لذا ينبغي على البلدان الموقعة على اتفاق باريس أن تعزز أهدافها في مجال خفض انبعاثات غازات الدفيئة بحلول مؤتمر الأطراف السابع والعشرين حول المناخ في تشرين الثاني/نوفمبر القادم في مصر.