يتم الرد على نظام الاستغلال الرأسمالي من خلال المشاريع الاقتصادية المنظمة
لفتت مديرة اقتصاد المرأة في مؤتمر ستار جوهر محمد الانتباه إلى اقتصاد المرأة المنظم في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة، قائلةً إنه "من خلال خلق علاقات جديدة ومساحات مشتركة في كل قطاع، تحدد النساء وينظمن استراتيجياتهن الخاصة ضد الأيديولوجية الصناعية الرأسم
نوجان اراس
الحسكة ـ يواصل مؤتمر ستار الذي ينظم نفسه في مناطق عديدة من إقليم شمال وشرق سوريا، نشاطه في مجال بناء الاقتصاد منذ عام 2016، لا سيما من خلال توسيع لجان اقتصاد المرأة.
"الدراسات الاقتصادية للمرأة تتكون من مرحلتين"
قيمت مديرة اقتصاد المرأة في مؤتمر ستار جوهر محمد عمل اللجنة الاقتصادية النسائية، في تطوير وتعزيز الاقتصاد المجتمعي على أساس عمل المرأة، مشيرةً إلى اللجنة الاقتصادية تشكلت في إقليم شمال وشرق سوريا عام 2016، وحددت الأهداف الرئيسية لها بالقول "نهدف إلى استعادة دور المرأة القيادي ورسالتها في الاقتصاد وضمان أن يكون للمرأة اقتصاد مستقل وأن تقوم بدور فعال في التعاونيات القائمة".
كما بينت أن الدراسات الاقتصادية للمرأة تتكون من مرحلتين هما التعاونيات واللجان "هناك لجان مستقلة في مجالات وقطاعات الزراعة والصناعة والتجارة؛ يستمر عملنا التنظيمي في مدن الحسكة، الشدادي، وتل تمر، والدرباسية والهول، بدأنا أولاً مع لجنة الزراعة للنهوض باقتصاد المرأة في جميع مناطق الإقليم ولتمكين المرأة من إعادة التواصل مع الأرض، لأن وعي المرأة وتجربتها هي التي نثرت بذور الحبة الأولى في أراضي بلاد ما بين النهرين وسقتها وحصدتها وزرعتها وتقاسمتها مع مجتمعها، إضافة إلى ذلك، الزراعة هي نفسها المرأة التي تحب الأرض وتعتني بها بنفسها".
"النساء يكسرن المحظورات الاجتماعية"
أما التعاونيات التابعة للجنة اقتصاد مؤتمر ستار التابعة لمدينة الحسكة فعملها متنوع "بمعرفة وخبرة معينة، لدينا مناطق زراعية تقع بشكل أساسي في المدن، ومشغل لافين الملابس، ولدينا 9 مراكز لإنتاج الخبز (الكيس والتندور) تابعة لجمعية عشتار التعاونية، وتعاونية ديمسال لإنتاج التصنيع الطبيعي، ومحلات تجارية (ملابس، أحذية) تابعة لجمعية خاتون التعاونية في مدينة الهول".
وأضافت "تختلف المدن التي تتواجد فيها اللجان الاقتصادية النسائية في إقليم شمال وشرق سوريا من الناحية الاجتماعية. في ظل الفكر الجنسي الذي يبلغ عمره 5 آلاف عام ومنظور العقلية التي يهيمن عليها الذكور، تقاوم النساء الضغوط الاجتماعية وفهم النظام الإقطاعي، وتقدن اقتصاد المنطقة وتكسرن الضغوط الاجتماعية والمحرمات. إن النساء ينجحن في عملهن في هذا المجال بتفان كبير، وبثقتهن بأنفسهن وقوة إرادتهن وتنظيمهن".
"نريد أن نجعل عمل المرأة مرئياً"
وعن الدراسات تقول "لدينا 22 ألف دونم من الأراضي الزراعية في مقاطعة الحسكة، ومن النقاط التي واجهنا صعوبات فيها في المجال الزراعي بشكل خاص هو عدم وجود نظام للري، وعلى هذا الأساس كان أول عمل لنا في المجال الزراعي هو تطوير مياه المشاريع وآبار المياه المفتوحة، وعلى ذلك تم حفر بئرين في مدينة الشداد لتطوير 4500 دونم من الأراضي الزراعية أكثر إنتاجية، والغرض الرئيسي هنا هو إبراز جهود المرأة في المجال الاقتصادي، وكان الهدف تمكين المرأة من المشاركة في الاقتصاد، بالإضافة إلى ذلك، لدينا 4 تعاونيات للمياه في هذه المنطقة، وقد شاركت حوالي 100 امرأة بنشاط في هذه التعاونيات".
وأكملت "قمنا بفتح بئر مياه قرب السد شرق مدينة الحسكة ضمن اللجنة الاقتصادية الأصلية. قمنا هذا العام بافتتاح 5 آبار مياه أخرى على أساس مشاريع جديدة، فبينما تتواصل أنشطتنا في المنطقة الزراعية التي تبلغ مساحتها 450 دونماً، سنواصل عملنا في ظل هجمات الاحتلال التركي وسنعمل باستمرار على تحسين المكتسبات التي حققناها واستمرارية نجاحاتنا في ظل قيادة المرأة".
الهدف هو توفير الاحتياجات الأساسية من أراضي المنطقة
وبينت جوهر محمد إن أحد المشاريع التي تهدف إلى القضاء على الأضرار البيئية من خلال المشاريع الاقتصادية للمنظمة النسوية ضد الاستغلال البيئي للرأسمالية هو مشروع "تعاونية جيان"، وإنهم قاموا بزراعة 5 آلاف شجرة مثمرة و5 دونمات من أشجار الفستق ضمن نطاق المشروع.
وشددت أيضاً على أن هدفهم هو ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية من الإنتاج داخل المنطقة دون الاعتماد على مصادر خارجية.
وذكرت أن أولى منتجات الزراعة الدفيئة الطبيعية والعضوية أنتجتها النساء في مدينة تل تمر "قمنا بإنشاء دراسات مشاريع المياه في مدينة تل تمر، ورغم أن ارتفاع درجة الحرارة المناخية عن الموسمية في عموم إقليم شمال وشرق سوريا اعتباراً من عامي 2023 و2024 سيسبب ضغطاً معيناً على المجال الزراعي، إلا أن الدراسات مستمرة برغبة وتصميم، واعتباراً من بداية العام المقبل سنواصل عملنا بمشاريع جديدة بقيادة النساء".
"المرأة تحدد استراتيجياتها وتنشئ منظماتها"
ولفتت جوهر محمد إلى أنه تم خلق فرص عمل من خلال المشاريع المنفذة "النساء اللاتي يقاومن ويناضلن ضد الأيديولوجية الصناعية للرأسمالية من خلال خلق علاقات جديدة ومناطق مجتمعية في كل قطاع، يحددن وينظمن استراتيجياتهن الخاصة. لقد قمنا بتنظيم تعاونية خاتون الهول بمقاطعة الحسكة وافتتحنا محلين تجاريين، أحدهما محل ملابس والآخر محل أحذية، لدينا مراكز لإنتاج الصفائح المعدنية والخبز تابعة لتعاونية عشتار، خاصة في مدينة الشدادي ومخيم سريكاني ومخيم العريشة وفي مدينة الهول وتل تمر".
وقالت "نقوم بتنظيم احتياجات الدقيق والمازوت مع اللجنة الاقتصادية للمرأة في مؤتمر ستار واللجنة الاقتصادية في الإدارة الذاتية".
"تعاونية موسمية منظمة حسب كل الفترات"
كما ذكرت أنه تم افتتاح مصنع لافين لصناعة الملابس وتعاونيات موسمية في مقاطعة الحسكة نهاية عام 2017، مؤكدةً أن التطور تحقق بعمل وجهود المرأة خلال 8 سنوات، "يتم تنظيم تعاونية موسمية وفقاً لكل فترة ولها أرضية عمل نشطة وتعمل في التعاونية حوالي 8 نساء، ويتم تنفيذ العمل التعاوني من خلال عمل نظيف ودقيق، بالإضافة إلى الإنتاج الطبيعي والعضوي. لا تتم إضافة أي إضافات كيميائية إلى أي منتج تنتجه الحرف اليدوية النسائية".
"أنماط العلاقات المجتمعية للمرأة تنعكس في التعاونيات واللجان"
وقالت جوهر محمد، أن تعاونية لافين لصناعة الملابس تواصل عملها بقيادة 22 امرأة، مشيرةً إلى وجود محلات تجارية في مدن الحسكة وقامشلو والهول وكركي لكي تابعة لتعاونية لافين، "كتعاونية لافين، هدفنا هو الانتشار إلى مناطق واسعة والتنظيم من خلال الانفتاح على التجارة الخارجية، وفي الوقت نفسه نهدف إلى افتتاح مصنع لتصنيع ملابس الجينز في المستقبل، وقد بدأنا العمل التنظيمي على هذا الأساس".
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن النجاحات التي تحققت في ثورة روج آفا تم تنظيمها تحت مظلة مؤتمر ستار وأن الحياة بنيت بألوان المرأة "أشكال العلاقات المجتمعية الجديدة للمرأة تظهر انعكاساتها في العديد من مجالات الثورة، وفي هذا الصدد، نريد مشاركة المرأة في التعاونيات واللجان والحصول على استقلالها في الاقتصاد".