تركيا... الأزمة الاقتصادية تفاقم معاناة النساء العاملات
قالت النساء اللواتي تعملن لساعات طويلة في حلب الأغنام، بأن عائدات الحليب والأجبان التي تبعنها لا تكفي سوى لسد جوعهم وحسب.
مدينة مامد أوغلو
جولمرك ـ أدت الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تركيا إلى تفاقم الأوضاع المعيشية وانتشار البطالة، وهو ما يؤثر سلباً على المجتمع عامةً والنساء خاصة لذلك لجأت العديد منهن إلى العمل في عدة مهن من أجل سد احتياجات عائلاتهن الأساسية.
تذهب النساء إلى الهضبة في منطقة كفر التابعة لمدينة جولمرك كل صباح من أجل حلب الأغنام وتقضين ساعات طويلة في هذا العمل، وبعد عودتهن من الهضبة، تصنعن من ذلك الحليب الجبن وتقمن ببيعه، إلا أن المردود المادي الذي تحصلن عليه من هذه المهنة لم يعد يكفي لسد احتياجاتهن الأساسية في ظل الأزمة الاقتصادية في تركيا.
سارت جيجك إحدى النساء اللواتي تعملن في هذه المهنة، عن معاناتها تقول "كان عملنا في السابق جيد للغاية، ولكن الأمر لم يبقى على حاله كما كان، لقد كانت الأموال التي نجنيها من عملنا تكفينا لسد احتياجاتنا، لكن في الوقت الحالي تغير كل شيء، فالأسعار بارتفاع، حتى أجرة الطريق ارتفعت بسبب ارتفاع أسعار المحروقات".
وذكرت أنهم لا يعلمون ماذا عليهم أن يفعلوه لمواجهة ارتفاع الأسعار ويقومون ببيع منتجاتهم بخسارة، وقالت "مثلاً، أحضرت الحليب إلى القرية بالأمس، وكنت سأقوم ببيعه مقابل 500 ليرة تركية، ولكن نظراً لأن الوضع الاقتصادي للأشخاص الذين كانوا سيشترونه لم يكن جيداً، فقد اضطررت إلى بيعهم الحليب مقابل 400 ليرة، بمعنى آخر إننا في وضع لا تكفي فيه الحالة الاقتصادية للمشتري ولا البائع على حد سواء، نبذل الكثير من الجهد هنا، ولكننا لا نحصل على المقابل الذي نستحقه"، مضيفةً "يقولون "لقد زدنا الحد الأدنى للأجور"، ولكن بالمقابل قاموا برفع الأسعار عشرة أضعاف".
من جانبها أشارت بديخان توبتمش إلى أنهم بالكاد يتمكنون من تلبية مصاريف معيشتهم من عملهم "نضطر إلى القدوم للعمل هنا، لأن الحكومة قامت برفع أسعار كافة المواد الغذائية والمحروقات الأمر الذي أحدث أزمة في البلاد".
وأضافت "بالرغم من ارتفاع الأسعار والأزمة التي نعاني منها، علينا الاعتناء بعائلتنا وأطفالنا وسد احتياجاتهم من خلال عملنا، فإذا لم نعمل فسوف نتضور جوعاً، أننا نعمل في هذا القطاع منذ سنوات عديدة، ونقوم برعاية الأغنام والإنتاج، ولكن عائداتها الآن لم تعد تكفينا لتلبية احتياجاتنا".
وأشارت إلى أنه "نكسب قوت يومنا من خلال بيع الحليب والجبن، والبعض يقوم برعاية الخراف والبعض الآخر يقوم ببيعها لأنهم لم يعودوا قادرين على رعايتها".