تركيا... الأزمة الاقتصادية تفاقم معاناة العاملات

بالرغم من العمل لساعات طويلة لا تتمكن العاملات في الأراضي الزراعية من تأمين احتياجاتهن المعيشية، إثر الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا.

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ تؤثر الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا على كافة المجالات، وخاصة على الذين يعملون في تعشيب الأراضي الزراعية، فمع حلول أشهر الصيف تبدأ النساء في المناطق الريفية بالتوجه إلى العمل في الأراضي الزراعية لتأمين قوت يومهن.

تجبر النساء اللواتي تعملن في تعشيب الأراضي وجمع القطن والعدس والذرة على العمل تحت أشعة الشمس الحارقة، وبالرغم من عملهن الشاق تجدن صعوبة في تغطية نفقاتهن المعيشية بسبب تأثير الأزمة الاقتصادية على الأسواق.

فالعاملات في حقول القطن المزروعة في الأراضي على طريق مقاطعة جنار في آمد بشمال كردستان، تعملن لمدة ١٠ ساعات رغم العطش والمرض مقابل أجور يومية زهيدة.

وتقول شلدان تونج البالغة من العمر 19 عاماً، إنها تعمل في تعشيب الأرض منذ أن كانت في الثالثة عشرة من عمرها، مشيرةً إلى أنه بعد الانتهاء من العمل في الأراضي الزراعية، تقوم برعي الماشية، حيث تكسب من خلال القيام بهذه الأعمال معاً رزقها، لتأمين معيشتها.

وأوضحت أنهن تجبرن على تحمل كل الصعوبات التي تتعرضن لها في سبيل تأمين دخل اقتصادي، لافتةً إلى أنهن تتعرضن للاستغلال في العمل "نحن نعمل هنا لساعات طويلة، ولكننا منذ سنوات وحتى الآن لم نحصل على الأجور التي نستحقها مقابل جهودنا، فنحن نعمل في ظروف غير آمنة في الوقت الذي لا نملك فيه التأمين أو مصدر دخل منتظم"، مشيرةً إلى أن أجورهم أفضل مقارنة بالعام الماضي إلا أنه بالرغم من ذلك لا يزال غير كافٍ لتلبية احتياجاتهم، فالأزمة الاقتصادية تتفاقم يوماً بعد آخر.

ولفتت شلدان تونج إلى ظروف العمل المحفوفة بالمخاطر التي يمرون "أعمل هنا يومياً لساعات عديدة ولمدة ٣ أشهر متواصلة، ورغم ذلك أظل مجبرة على طلب دعم من عائلتي لأنني لا أتمكن من تأمين احتياجاتي، كما أنه لا توجد فرص عمل أخرى، يمكننا فقط القدوم للعمل إلى هنا، لو أتيحت لي فرصة عمل آخر بأجر منتظم لم أكن سأعمل تحت أشعة الشمس".

وتقول العاملة آدا كوندوز أنهم لا يملكون الحق في أخذ استراحة سوى لمدة ساعة واحدة فقط "أنا آتي إلى هنا منذ ٣ سنوات، وكما هو الحال مع أي عمل آخر، فإن هذا العمل أيضاً له تحدياته وصعوباته، فنحن نشعر بالعطش الشديد، وهناك احتمالية إصابتنا بأحد الأمراض بسبب ارتفاع درجات الحرارة".

وأشارت إلى أنهن تعملن بكد وجهد إلا أنهن لا تحصلن على الأجر الذي تستحققنه مقابل جهودهن "أدت الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد إلى ارتفاع الأسعار، فما نتقاضاه لم يعد يكفي لتأمين احتياجاتنا المعيشية، فبسبب صعوبة المعيشة ترسل العائلات أطفالها الذين تقل أعمارهم عن ١٨ عاماً للعمل في الأراضي الزراعية".

من جانبها تقول العاملة هيلين شنول "أنا أعمل في حقول القطن على طريق مقاطعة جنار منذ ثلاث سنوات، مرت عليّ أيام شعرت فيها بتعب شديد، نحن نعمل بكد ونبذل الكثير من الجهد ولساعات طويلة، ولكن لا نحصل على الأجور التي نستحقها، وهذا يعد إجحافاً بحقوقنا".

وأوضحت أنها تقوم بالدراسة في الشتاء والعمل بالتعشيب في الصيف "أفعل كل ما في وسعي ولكن ما أقوم به لا يكفي لشراء ما أريده أو حتى لتلبية ما أحتاجه".