تربية المواشي... مصدر رزق وترويح لنازحات عفرين
لا تنشتر تربية المواشي بشكل كبير في مقاطعة عفرين المحتلة منذ ربيع العام 2018 من قبل تركيا ومرتزقتها، كون المنطقة زراعية بامتياز، لكن الأسر التي ربت المواشي هناك استمرت بهذا العمل في مقاطعة الشهباء.
روبارين بكر
الشهباء - يهتم مهجري عفرين في الشهباء بشمال وشرق سوريا بتربية المواشي والدواجن استمراراً لارتباطهم بهذا العمل في عفرين وهذا ما يعتمدون عليه في إعالة أسرهم بعدما فقدوا مصدر رزقهم.
تربية الماشية ليست للاستفادة الاقتصادية فقط إنما هي ارتباط بالأرض خاصةً لدى كبار السن، وهذه المشاهد ذاتها تتكرر اليوم في مقاطعة الشهباء.
جيهان حبش من أهالي قرية جقماق في ناحية راجو بعفرين أشارت إلى أنهم كانوا يهتمون بتربية المواشي بعفرين قبل الاحتلال التركي وهجماته على المنطقة، وبعدما هجروا قسراً لمقاطعة الشهباء عاودوا للعمل في مجال تربيتها مرة أخرى، وعن سبب هذا قالت إن "من أهتم وربى الماشية على دراية بما يربطنا بهذا العمل".
وتابعت حديثها بالتطرق إلى أن ما يربطهم بهذا العمل أكثر من المردود المادي هو أن "الاهتمام وتربية المواشي عمل في غاية الصعوبة، ويحتاج الكثير من المجهود والصبر، بالإضافة إلى أنه يأخذ كامل وقتنا ويومنا وفيه الكثير من الصعوبات والمتاعب، لكننا نستمتع به".
وأشارت إلى أنهم يعدون من حليب الأغنام الكثير من مشتقاته، وأنهم معتادين على تربية الماشية منذ الصغر، حيث أن والديها كانا يهتمان في تربية الماشية، موضحةً أن عائلتين بعد التهجير القسري من عفرين صوب الشهباء تعيشان اليوم بفضل تربية الماشية وخيراتها عليهم "يستفيدون منها في الكثير من الأطعمة اليومية ويفيدون من حولهم".
وبينت أنهم ومن خلال التوجه بالأغنام ورعيها بين الأراضي الزراعية يستذكرون أيامهم وأرضهم عفرين ويروحون عن أنفسهم من متاعب وهموم النزوح، مشيرةً إلى أن المصاعب تلاحقهم أينما ذهبوا "عدم توفّر مراعي وانتشار الألغام في ريف حلب الشمالي وغلاء المواد العلفيّة وعدم القدرة على استئجار أراض للرعي تثقل كاهلنا".
يذكر أنه هجمات الاحتلال التركي على عفرين لأكثر من شهرين في أوائل عام 2018 أدت إلى نفوق الآلاف من رؤوس الماشية العائدة لأهالي المنطقة، ودمرت المداجن إلى جانب غيرها الكثير من الأضرار بالثروة الحيوانية التي كانت غنية في المنطقة.
من جانبها أشارت مزكين مصطفى وهي من أهالي ناحية راجو ومهجرة في الشهباء، إلى أنهم أصحاب 30 رأس ماشية من الأغنام، واختاروا هذا المجال والاهتمام بعدما هجروا لمقاطعة الشهباء لتكون مصدر رزق لهم، خاصةً بعدما فقدوا جميع ممتلكاتهم وأموالهم ومجال عملهم بين الأراضي الزراعية بعد احتلال عفرين.
وأكدت أنهم يواجهون الكثير من العوائق والصعوبات في الحياة اليومية وتربية الماشية شتاء وصيفاً، إلا أنهم يتحملون جميع العوائق للترويح عن أنفسهم في تربيتها والاستفادة من منتجاتها لإعالة أسرهم في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانون منها.
وذكرت أن الإعلاف تطلبت منهم دفع مبالغ باهظة في الشتاء الماضي، ولكن في هذا الوقت يستفيدون من المساحات الواسعة للرعي، مشيرةً إلى أنه رغم هذه الظروف إلا أنهم متمسكين بهذا العمل.
هذا ومع عدم توفر مراعي طبيعية وانتشار الألغام في مقاطعة الشهباء التي زرعها مرتزقة داعش بسيطرتهم على المقاطعة تزيد من معاناة وصعوبات الأهالي وكان السبب في فقدان الكثير من مهجري عفرين حياتهم بانفجار الألغام بهم وهم يرعون الأغنام في الأراضي الزراعية.