تهريب المحروقات... مصدر دخل لا يخلو من المخاطر لنازحات في إدلب
أكدت النازحات في ريف إدلب أنه بالرغم من خطورة وصعوبة عمليات تهريب المحروقات، إلا أنه الملجأ الوحيد لمواجهة ظروفهن الصعبة وإعالة أسرهن.
هديل العمر
إدلب ـ باتت عمليات التهريب التي تنشط ما بين مناطق ريف حلب الشمالي وإدلب نتيجة فرق الأسعار، فرصة للنازحات لإيجاد مصدر دخل وسط ما تعانينه من فقر وغلاء وقلة فرص العمل.
تحاول حنان الشيخو (33) عاماً أن تجمع مبلغاً من المال من أجل إعداد المؤونة الصيفية لأطفالها هذا العام، وتقول "لم أحضر المؤونة لأطفالي منذ زمن نظراً لفقرنا وارتفاع سعرها عام بعد عام، ورحنا نواجه الشتاء خاليين الوفاض، بلا مؤونة ولا أغذية ولا مال نتدبر فيه أمورنا".
زوج حنان الشيخو عاطل عن العمل منذ نزوحهم من قريتهم في ريف إدلب منذ أكثر من عامين واستقرارهم في مخيمات أطمة، وهو ما دفعها لاتخاذ قرار العمل في تهريب المازوت، وتواجه صعوبات في عملها نظراً لطبيعة الطرق الوعرة التي يسلكونها في رحلة التهريب، إلى جانب عبور خنادق تفصل بين ريف حلب الشمالي وإدلب، كلّ ذلك من أجل الحصول على القليل من المال في نهاية اليوم.
وتواجه سامية الراموس (30) عاماً مضايقات من الحواجز المنتشرة على طول الطريق والتي عادة ما تعمد لإفراغ ما تحمله من ليترات مازوت على الأرض، وتهددها باستخدام القوة والسجن إن عادت للتهريب، بالإضافة للاستغلال الذي تواجهه من قبل التجار الذين يشترون الكمية منها بأقل من سعرها الحقيقي مبررين ذلك بفروقات سعر الصرف بين الدولار والليرة التركية التي لم يستقر سعرها منذ فترة طويلة.
فتقول سامية الراموس "شو جبرك على المر غير الأمر" في إشارة إلى صعوبة حياتها في المخيمات التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة، إضافةً إلى سنوات الحرب التي وضعتها موضع المعيل لأبنائها الثلاثة بعد اعتقال زوجها في عام 2017.
فيما تعرضت جميلة علوش وهي في العقد الثاني من عمرها، للسقوط في إحدى الحفر أثناء حملها "بيدون مازوت" يحوي ثلاثين ليتر من المازوت بعد ملاحقة عناصر الحاجز لها بغية مصادرته، وهو ما تسبب لها برضوض وكسور في قدمها اليسرى.
وتقول جميلة علوش أنها مضطرة للعمل في التهريب من أجل إعالة والدتها وأخوتها الخمسة الصغار القابعين في مخيمات أطمة بلا سند أو دعم بعد وفاة والدها، لذلك هي عازمة على استئناف العمل حين تشفى من إصابتها.