طهران... التهديد وانعدام الأمن يفاقمان معاناة البائعات المتجولات

تتزايد ممارسة الأنشطة الاقتصادية بشكل خفي وغير رسمي في إيران يوماً بعد آخر، إثر ارتفاع عدد البائعات المتجولات وكثرة المشاكل والصعوبات التي تواجههن في العاصمة طهران.

برجين حكيم

طهران ـ في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في إيران، ازداد عدد الباعة المتجولين في كافة أنحاء البلاد خاصة النساء منهم، في سعي لتوفير قوت عائلاتهن أو لتأمين استقلالهن المادي.

تعاني البائعات في طهران من عدم وجود مكان مناسب لعرض سلعهن وانعدام الأمن، والمعاملة القاسية من قبل قوى أمن الحواجز وكذلك البلدية، لذا فالعديد منهن تتجولن في الشوارع أو مترو الأنفاق لبيع منتجاتهن في سبيل كسب لقمة العيش وعلى الرغم من أن البائعات مشمولات في إحصاءات العمالة كعاملات غير رسميات، إلا أنهن غير مشمولات بالتأمين الصحي والمعاشات التقاعدية.

يتجمع العديد من الباعة المتجولين في ميدان هفت تير بطهران، منهم من يبعن المأكولات المتنوعة ومنهم من يبعن الخضروات، فإحدى البائعات المتجولات التي تبيع الطعام في كشك صغير، تقول أنها ومنذ عشر سنوات تعد الطعام وتبيعه لتساعد عائلتها.

وعلى مقربة منها تقف امرأة تدعى "مريم. أ" تبلغ من العمر 45 عاماً، وتبيع الثياب والحقائب، تقول أنها بدأت في بيع الثياب لإعالة نفسها ووالدتها، بعد أن تم تسريحها مع العديد من العمال في إحدى الشركات حيث كانت تعمل محاسبة "إنني راضية عن عملي هنا، المهم هو أن وقتي في يدي، ويمكنني بسهولة أداء عدة مهام، بما في ذلك الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية والاعتناء بوالدتي".

وأشارت إلى أنها لا تهتم ما إذا كانت خطة تنظيم الباعة المتجولين وتخصيص سوق لهم، التي وعدت بها البلدية قبل سنوات ستؤتي ثمارها أم لا، فهي تسعى جاهدة لاستئجار كشك صغير للعمل فيه.

"ضباط الحاجز يأخذون المال منا"

في واحدة من أكثر الساحات ازدحاماً في طهران تجلس امرأة تدعى "ماهایا. م" وتقول "المكان الذي أجلس فيه وأبيع الملابس، يعود لشخص آخر قام باستئجاره. قبل انتشار وباء كورونا، كنت أعمل في سوق أحد الأحياء، ولكن تفشي الوباء أدى إلى تقسيم بلدتنا".

وأوضحت أنه لا يوجد عمل دون مصاعب وتحديات "أختي ترسل لي جميع البضائع من أرمينيا، وهي ذات نوعية جيدة. أنا أستمتع ببيع ملابس عالية الجودة للنساء والفتيات"، مشيرةً إلى أن ضباط الحواجز يأخذون منهم مبلغ شهري حتى يكون بإمكانهن مواصلة العمل "نحن نتعرض للتهديد من قبل أمن الحواجز بمصادرة بضائعنا إذا ما لم ندفع لهم المبلغ المطلوب".

ومن جانبها تقوم امرأة في العقد السابع من عمرها، بترتيب الخضار الطازجة ووضع الخضار المجففة في علب محكمة، تقول أنها تعمل كبائعة متجولة منذ 20 عاماً، أي منذ أن توفي زوجها، لتبدأ هي بالعمل لإعالة أطفالها الأربعة، مشيرةً إلى أنها تعمل وهي في هذا العمر حتى تكون مستقلة مادياً.