صالحة الحوتي تبيع السمك على قارعة الطريق لتحقق اكتفائها الذاتي

فقدت عدد كبير من النساء في مدينة بنغازي المعيل لهن، وخرجن لسوق العمل، وخضن جميع الحرف والمهن المتوفرة؛ لكسب لقمة العيش.

ابتسام اغفير

بنغازي ـ تعمل صالحة الحوتي منذ الصباح الباكر في بيع السمك على قارعة الطريق، لتتمكن من إعالة أسرتها، وتحقق اكتفائها الذاتي.

في الساعات الصباح الباكرة تصل صالحة الحوتي البالغة من العمر 64 عاماً إلى مكانها المعتاد على الرصيف الممتد أمام منارة سي اخريبيش، تضع بسطتها المليئة بالسمك الطازج، وتتخذ من قطعة قماش مظلة لها، وكرسي مكسور مقعداً لها، في ظل ارتفاع درجة الحرارة التي قد تصل 39 درجة مئوية في صيف بنغازي الحارق.

صالحة الحوتي التي قامت بتركيب دعامات للقلب، اجبرتها ظروف الحياة الصعبة للعمل في بيع الأسماك على قارعة الطريق، خاصة بعد وفاة زوجها وفقدان المعيل مع وجود عدد كبير من الأطفال، فلا أحد في هذا الوقت يمد العون لأحد إلا نادراً، وإن قدم أحدهم مساعدة فأنه يطلب مقابل بدلاً عنها.

تقول صالحة الحوتي التي تزوجت في سن صغيرة "بعد وفاة زوجي لم أجد من يعيل عائلتي خاصة وأنه لدي سبع بنات وثلاثة أولاد، فاضطررت للعمل من أجل توفير لقمة العيش لهم، ولم أجد عمل أقوم به بشكل جيد سوى بيع السمك على الطريق بالرغم من أنني مريضة ضغط وسكري".

وقبل أن تبدأ في بيع السمك كانت تبيع صالحة الحوتي خبز التنور "في البداية كنت اعمل في بيع خبز التنور، ولأن العمل كان مرهقاً ومتعباً استبدلته ببيع السمك على رصيف كورنيش الشابي بجانب منارة بنغازي، وقد اتفقت مع زوج أبنتي بحكم أنه يعمل في سوق السمك "البنكينة"، ليحضر لي ثلاثة صناديق من الأسماك فقط إلى حين أن يتحسن وضعي المادي ويتعرف علي الناس".

وأضافت "استأجرت محل في منطقة الصابري لأتمكن من بيع السمك فيه، إلا أنه تدمر بسبب الحرب، وبعد تحرير المنطقة قمت بفتح محضر في مركز الشرطة وقدمت الثبوتيات وكل ما يتعلق بالإجراءات القانونية"، وعندما أرادت استرجاعه وإعادة صيانته وافتتاحه من جديد، وجدت أن شركة مقاولات معروفة في مدينة بنغازي قد حجزته بسياج من الصفيح ووضعت عليه اسمها "الأرض المقام عليها المحل باسمي ولدي ما يثبت ذلك، ولكن بعد تأخر إجراءات حصولي على المحل قمت بتأجير سيارة ملحقة بثلاجة من أجل حفظ الأسماك التي أحصل عليها من صيادي السمك والعمل على الرصيف".

وتقول بأن عملها في بيع الأسماك يعتمد على الربح والخسارة فمتى كان يومها جيد وتبيع كل السمك تعطي كل من صاحب السيارة وصاحب الأسماك مستحقاتهم وتخرج هي بمبلغ جيد، ولكن متى كان السوق ضعيف فهي تعطي مستحقات الناس لهم وتتحمل هي الخسارة وقد تدفع من جيبها.

وعن تعرضها للمضايقات من قبل قوات الأمن بحكم أنها تبيع بجانب الأثار ومنارة بنغازي الشهيرة تقول "لقد تعرضت للعديد من المضايقات، ولكن لم أكترث لها، حتى أنني تعرضت للاعتقال".