رائدات الأعمال في سنه سبيل غيرهن للنجاة
تقول زمانه علي رمائي إحدى رائدات الأعمال أن "اليوم ليس يوم انتظار الرجال، يمكننا أن نعمل في مختلف المجالات، الحرف اليدوية أيضاً تعتبر مصدر دخل".
دنيا نظري
سنه ـ هناك العديد من رائدات الأعمال اللاتي توفرن فرص عمل لغيرهن من النساء دون وضع أي قوانين أو قيود، هؤلاء الرائدات معظمهن بدأن عملهن من نقطة الصفر ومن مكان لم يكن لديهن رأس مال ولا منصب، وقد صعدن سلم النجاح خطوة بخطوة.
كونهن تعلمن العمل الجاد، فقد ذُقن مشاق الطريق وتعرفن كيف تُمهدن الطريق لنساء أخريات، في أماكن مثل ننله في مدينة سنه بشرق كردستان، هناك رائدات أعمال على الرغم من عدم توفر الظروف اللازمة للدراسة والحصول على التدريب الأكاديمي، إلا أنهن لم تكن سلبيات ووجدن طريقهن للتقدم.
وزمانه علي رمائي واحدة من رائدات الأعمال اللاتي اخترن العمل الجماعي وساعدن النساء الأخريات بهذه الطريقة، سواء في التعليم أو في كيفية بيع أعمالهن والحصول على دخلهن الخاص.
فقد قالت "أنا أصلاً من منطقة جاورود وقرية هرسين، ومن عام 1971 إلى عام 1982 عملت نساجة للسجاد في قريتي، وبعد ذلك بدأت في نسج الأحذية وحتى عام 1991 كنت أمارس المهنتين في نفس الوقت، ومنذ ذلك العام بدأت في التطريز بالخرز والترتر، والآن لدي ما يقرب من 280 نساجة".
وأضافت "أعمل منذ عام 1996 في مركز خيري تديره ليلى محمدي، وأعمل في مجال تعليم نسج الأحذية والجويه والسجاد والترتر والتطريز بالخرز، ولدي حوالي خمسمائة طالبة في كل هذه المجالات، وأحاول منذ زمن تجنب التكرار من خلال إجراء تغييرات في عملي، نظراً لدخول العديد من النساء في هذا المجال، أردت أن أكون مبدعة حتى لا يكون العمل متكرراً".
وتابعت "لهذا السبب قمنا بتوسيع عمل السجاد وأضفنا إليه الحقائب والأحذية والمجوهرات مثل الأقراط والقلائد والأساور وتصاميم الملابس وغيرها".
وعن تعاونها مع النساء الأخريات قالت "أقدم المعدات والمواد اللازمة للنساء وأبيع أعمالهن الجاهزة في المعارض، وهو مصدر دخل لي وللنساء اللاتي يبلغ عددهن حالياً 150 في السجادة و280 في الترتر، أن كلا المجموعتين راضيتان عن مصدر دخلنا".
ولفتت إلى أنها "في وقت سابق، كنت أعمل في الحي الذي أسكن فيه وكانت تأتي النساء المارة وتقلن إننا أيضاً مهتمات بهذا العمل، لكننا لا نعرف من أين نبدأ، فكنت لهن المرشدة ورائدة الأعمال، فعلمتهن كل ما يحتجنه، والآن تعمل ما يقرب من ثلاثمائة امرأة من ننله، بعضهن تعملن معي وبعضهن تعملن في السوق".
وأضافت "نحن نعمل حالياً مع امرأة تدعى شهلا ساتوري، حيث أقوم بتسليم الأعمال التي أعدتها النساء إليها، لتبيعها في إقليم كردستان، تأخذها وتبيعها هناك، وهكذا نوفر الدخل للنساء، كما أذهب أيضاً إلى المعارض في جميع مدن إيران وطهران وشيراز وبيجار وغيرها وأبيع أعمالي".
وعن خططها المستقبلية قالت "إذا توفرت الظروف المناسبة أريد توسيع عملي مع أطفالي، وأن أكون على اتصال مع بلدان أخرى، وبهذه الوسيلة أستطيع أن أساعد نساء أخريات"، مضيفةً "اقتراحي للنساء هو أن تشتغلن فاليوم ليس يوماً ننتظر فيه الرجال، يمكننا العمل في مجالات مختلفة من الحرف اليدوية التي تعتبر مصدر دخل وترفيه وتبعدنا عن جميع أنواع الأمراض، وكل عمل من هذه الأعمال له ذكريات وشيء ليقوله، وعندما تتحدث معها ستبتعد عن الاكتئاب".
وفي ختام حديثها قالت "من الصعب الحديث عن هؤلاء النساء اللاتي ليس لديهن منصب ولا منصة للتعبير عن أنفسهن لما كان المجتمع على دراية بتعريفات أخرى للنجاح والتقدم".
الآن ربما أصبح عمل هؤلاء النساء أقل وضوحاً، في حين أنه يمثل مساعدة كبيرة لنساء الطبقات الدنيا اللاتي لا تجدن أي فرصة لكسب المال، وهذا النوع من النساء هو الذي يعيد المجتمع إلى نوع من التوازن ويمنع سقوط جزء كبير من نساء المجتمع، كون تهميش النساء وإهمالهن يحدث الكارثة.