قلة مياه نهر الفرات تتسبب بتدني موسم الحصاد بريف دير الزور الشرقي

بدأت نساء دير الزور بجني محصولي القمح والشعير اللذان يعدان الموسمان الشتويان الرئيسيان، وسط آمال بموسم جيد رغم قلة الأمطار.

زينب خليف

دير الزور ـ يقع على عاتق النساء في ريف دير الزور الشرقي بشمال وشرق سوريا حصاد محصولي القمح والشعير فيقضينَّ شهر أيار/مايو تحت أشعة الشمس الحارقة.

 

موسم متدني

على الرغم من قلة الإنتاج هذا العام، إلا أن النساء رفضن ترك أراضيهن، وعن ذلك تقول نور العماش وهي من أهالي بلدة هجين "نعمل بالزراعة ونهتم بشكل خاص بمحصولي القمح والقطن"، مبينةً أن "محصول القمح لهذا العام متدني ولا يمكننا الاستفادة منه سوى تبن للأبقار فالسنابل فارغة تقريباً".

وأضافت "مساحة الأرض التي نقوم بحصادها تقدر بـ 13دونم، نستيقظ منذ ساعات الصباح الباكر وننهي أعمالنا في المنزل ومن ثم نتوجه إلى الأرض لنبدأ بالحصاد".

تغلب روح التعاون على عمل النساء في الأرياف حيث تقول نور العماش بأنها تقوم هي وأقربائها وجاراتها بالتعاون فيما بينهن حتى الانتهاء من حصاد القمح في جميع الأراضي، "من أرض إلى أرض ننتقل كمجموعات لنساعد بعضنا البعض حيث يكون العمل تشاركياً".

وأضافت "نحن أهالي دير الزور أكثر اعتمادنا على الزراعة، وموسم القمح مهم جداً بالنسبة لنا ولا يمكننا الاستغناء عنه".   

من جهتها قالت ريم العماش من ريف دير الزور الشرقي "نعمل في الحصاد لتأمين قوتنا، وتلبية مستلزمات منازلنا"، مبينةً أن "محصول القمح لهذا العام سيء، فالإنتاج كان ضعيفاً، بسبب انخفاض منسوب مياه نهر الفرات، ولم نستطع كذلك الاعتماد على الزراعة البعلية، نظراً لقلة نسبة هطول الأمطار".

وأشارت إلى أن "القمح من أهم المواسم التي نزرعها، ونحصده تحت أشعة الشمس الحارقة بأيدينا، بسبب قلة الإمكانيات وارتفاع أجرة الحصادات"، موضحةً أن "البعض لجأ إلى حصاد الموسم بالحصادات توفيراً للوقت والجهد، ولكن نحن نقوم بحصاد القمح بالمنجل فرغم أنه متعب جداً، إلا أنه لا يمكننا استئجار الآلات الحديثة بسبب ارتفاع أسعار استئجارها".

 

القمح مادة أساسية

من جهتها قالت نور العيسى "رغم قلة المحصول ورغم ما نعانيه من تعب ومشقة وجهد كبير لجني محصول القمح وعلى قلته هذا العام إلا أن هذا لم يمنعنا من الاستمرار بالعمل على أمل أن يخفف عنا بعض الأعباء المعيشية، فالقمح مادة أساسية لكل منزل".

 

الحصاد اليدوي

تقول ريم العماش عن طريقة حصاد القمح والشعير "نحصد القمح بالمنجل بحيث تكون سنبلة القمح متجه نحو الأعلى، نقوم بحصاده من أقرب نقطة للأرض لنستفيد من التبن، ومن ثم نضعه على شكل جرز صغيرة بجانب بعضها البعض، وبعد الانتهاء من ذلك نجمع الأكوام الصغيرة لتصبح بيدراً".  

وتبين أنه بعد انتهاء الحصاد تأتي الحصادة لعزل القمح عن التبن، ثم تتم عملية التعبئة وينقل إلى المنزل.

فيما تؤكد نور العيسى أن العمل الزراعي يقع على عاتق المرأة، وكذلك الحصاد اليدوي يعتمد على جهد المرأة بالدرجة الأولى، "المرأة هي الأكثر تحملاً لمسؤولية العمل والأكثر تعلقاً بالأرض"، موضحةً أنه على الرغم من المعاناة الكبيرة التي تواجهها في العمل إلا أنها لا تمل من التوجه كل يوم في الصباح الباكر لتقضي ساعات الظهيرة تحت الشمس الحارقة لتؤمن لقمة العيش لأفراد أسرتها.