نظام الكوبراتيف يساهم في تعزيز مفهوم الحياة التشاركية

عبر افتتاح عدة مشاريع زراعية منها زراعة الخضروات والفواكه في موسميها الصيفي والشتوي، تسعى لجنة الاقتصاد التابعة لمجلس تجمع نساء زنوبيا منذ افتتاحه إلى دعم وتعزيز دور المرأة، من خلال توفير فرص عمل تضمن حقوق النساء وتحميهن من الاستغلال الجنسي.

يسرى الأحمد

الرقة ـ أكدت الإدارية في المشاريع الزراعية في لجنة الاقتصاد، أن نظام الكوبراتيف في المشاريع الزراعية، ساهم في توفير فرص العمل للعديد من النساء وعوائلهن، وعزز مفهوم الحياة التشاركية بين الجنسين للوصول إلى مجتمع تسوده العدالة والمساواة.

وسط المكانة المرموقة التي ولاها مشروع الأمة الديمقراطية للمرأة على عكس الأنظمة الأخرى، وبهدف تشجيعها للاعتماد على ذاتها لتحقيق استقلاليتها وحماية حقوقها ونفسها من الاستغلال، ولتكون قادرة على مجابهة كافة أشكال العنف والتمييز والعبودية في ظل السلطة الذكورية المهيمنة عليها بحكم أنها مسؤول عن تأمين احتياجاتها.

تحمل عد ة تنظيمات نسوية هذه المسؤولية، منها لجنة اقتصاد في مجلس تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا، فمنذ عام 2020 أطلقت عدة مشاريع منها تربية المواشي والأفران والمشاريع الزراعية في كلا موسميها وقد باتت تشغل فيها اليد العاملة النسوية نسبة 80%، كما أطلقت خلال العام الجاري مشروع زراعة الخضروات وورق العنب وبلغت مساحة الأراضي الزراعية المستثمرة في المشروع حوالي أربعة عشر دونم وفق نظام الكوبراتيف تعمل فيها أربع عوائل. 

وحول الهدف من افتتاح المشاريع الزراعية أوضحت الإدارية في لجنة اقتصاد المرأة وثاق اسماعيل "نهدف لدعم المرأة معنوياً ومادياً عبر تشجيعها ودفعها على الاعتماد على ذاتها والانخراط ضمن القطاع الزراعي لتعزيز دورها ومشاركتها في التنمية والنهوض بالاقتصاد المجتمعي".

ولفتت إلى سبب اختيار مشروع القطاع الزراعي "كون مدينة الرقة غنية بالأراضي الزراعية وتربتها الخصبة والملائمة لزراعة كافة أنواع الخضروات والفواكه، طرحنا مشروع أوراق العنب وقد بلغت مساحة الأرض المستثمرة أربعة عشر دونم، بالإضافة لزراعة مساحات واسعة من الخضروات في كلا المواسم الصيفية والشتوية، حيث تم توزيعها على شكل نظام كوبراتيف لأربع عوائل، وقد ساهمت هذه المشاريع في توفير فرص عمل لستين عاملة".

وحول أهمية إتباع كوبراتيف قالت إن "هذا نظام ساهم في تعزيز مفهوم الحياة التشاركية بين الجنسين من خلال تعزيز مفهوم التضامن والتعاون سوياً في العمل، كما أن المرأة تمكنت خلاله من تحقيق استقلالها الذاتي والاقتصادي، وباتت أكثر قوة وقادرة على رفض ومحاربة كافة أشكال الاستغلال والعبودية والسلطوية التي تمارسه عليها الذهنية الذكورية بحكم أنه هي من تؤمن احتياجات النساء".

وعن سبب انضمامها للعمل في مشاريع لجنة اقتصاد المرأة منذ إطلاقها قالت المشرفة على مشروع ورق العنب خاتون الحسن "بعد سماعي عن إطلاق لجنة اقتصاد المرأة في المنطقة لعدة مشاريع زراعية خاصة بالمرأة، أحدها زراعة ورق العنب انضممت مع زوجي إلى العمل في المشروع لنساعد بعضنا في توفير دخلنا المادي".

وحول مساهمة المشاريع الزراعية التي افتتحتها لجنة اقتصاد المرأة في توفير فرص عمل للعديد من النساء أكدت "ساهمت المشاريع الزراعية في المنطقة، لدفع وتحفيز المرأة لاعتماد على ذاتها لتعزيز دورها في سوق العمل، حيث تم توفير فرص عمل للعديد من النساء بالقرب من أماكن سكنهن، وهذا ما وفرعليهن أعباء التنقل وقطع المسافات طويلة للوصول إلى المدينة والحصول على فرصة عمل هناك، كما أن أجور العمل ودخله جيدة".

 وحول طبيعة عملها بينت "أتوجه مع زوجي وبناتي للعمل في الأرض منذ الساعة السادسة صباحاً حتى ساعات الظهيرة، ثم نعود في ساعات العصر حتى حلول المساء، أعمل كمشرفة على المشروع أقوم بتوزيع المهام على العاملات إلى جانب متابعة عملهن، أما بالنسبة لزوجي فهو يعمل فلاح وحارس للأرض، وأتولى مع عائلتي إدارة  كافة مراحل الزراعة منذ حرثها ثم زراعتها بالبذور وسقايتها وتنظيف الأرض من الأعشاب ورشها بالمبيدات والأسمدة لمكافحة الحشرات وتجنب تآكلها، الى حين  تنضج الأوراق وتصبح جاهزة لكي نقوم بعدها بقطفها ووضعها في صناديق وتوريدها إلى الأسواق لبيعها، هذه المشاريع تعزز وتدعم سوق الإنتاج المحلي والتصدير للدول المجاورة، بدل الاستيراد منها، وبالتالي النهوض بالواقع الاقتصادي في المنطقة".

وتفتخر خاتون الحسن بعملها رغم التعب والمشقة والكدح فهي تشعر بسعادة عارمة لانضمامها إلى تلك المشاريع التي ساعدتها في توفير دخلها الخاص، وتحديها لكافة الصعوبات رغم مرضها، حيث قالت إن "العمل مهم للمرأة كونه يمكنها من تحقيق استقلالها الذاتي والاقتصادي دون اللجوء أو طلب المساعدة من زوجها أو أسرتها، وبهذا ستعزز ثقتها بنفسها ودورها وبالتالي تكون قادرة على وضع بصمتها في مجتمعها"، متمنيةً أن تستمر هذه مشاريع في المنطقة "يجب توسيعها عبر افتتاح مشاريع أكثر لاستقطاب أكبر عدد من الأيادي العاملة ومساعدتها، وتوفير فرص عمل للنساء المعيلات لأسرهن، فلهذه المشاريع أهمية كبيرة في المنطقة  ولها دور في تعزيز القطاع الزراعي والنهوض بالإنتاج المحلي للمنطقة".

من جانبها قالت العاملة مريم الإبراهيم البالغة من العمر 37عاماً "أتشارك مع زوجي في تأمين دخل عائلتنا ومستلزمات أطفالي، والعمل في الأراضي الزراعية كغيره لا يخلو من الصعوبات فبالرغم من طبيعة العمل الشاقة والمتعبة وأشعة الشمس إلا أنه أفضل من مد يد الحاجة لأحد".

وحول طبيعة عملها في قطف الخضروات أوضحت "أقوم بتنظيف الأرض من الأعشاب والأشواك التي تمنع نمو ونضوج الخضروات والحفر حول المزروعات لسقايتها، إضافة إلى جني الخضروات حين نضوجها، حيث أجني مختلف أنواع الخضروات الصيفية كالباذنجان والكوسا والفليفلة والبطاطا والبندورة، ثم أضعها في صناديق خاصة ليتم بعدها نقلها في شاحنات لبيعها في الأسواق".

ولفتت إلى أن فكرة مشروع الخضروات مهمة ومفيدة في المنطقة "زراعة الخضروات في المنطقة سيعزز ويدعم الإنتاجية المحلية ويحقق لها اكتفائها، ويقلل من أعباء وتكاليف استيرادها من المناطق المجاورة، كما أن إنتاج الخضروات محلياً تتميز بنوعية ثمارها الجيدة بسب خصوبة أرضها، على عكس المنتجات المجاورة ذات الأسعار المضاعفة بسبب تكاليف النقل والتصدير".