غفران الراضي

بغداد ـ بفعل الحروب والعمليات الإرهابية والعمليات العسكرية زاد عدد الأرامل في العراق إلى ما يقارب المليون ونصف أرملة وفق تصريحات وزارة التخطيط، .  

نور الهدى التميمي مديرة معمل العصر الذهبي لم تكن بعيدة عن وضع الأرامل والمطلقات فهي ناشطة في إغاثة النساء لسنوات طويلة تقول "بعد عملي لسنوات في مجال إغاثة الأرامل والمطلقات والأطفال الأيتام أيقنت أن الجدوى في عمل المرأة لا في إغاثتها بشكل وقتي أو موسمي". 

ولفتت إلى أن "جميع النساء على اختلاف حالتهن الاجتماعية يجب أن تعملن وتواجهن الحياة بقوة فالعمل يجعل المرأة تنظر لحياتها من جانب آخر أكثر إيجابية وتفاعل.

كما تجد أن إدخال النساء إلى سوق العمل يحتاج تأهيل وتطوير "حرصت على تدريب النساء على كيفية مواجهة مشاكل العمل والتعامل مع محيط العمل والمحافظة على الحقوق وطريقة تأدية الواجب والمهمة المناطة في العمل".

وتعتبر أن تطوير قدرات النساء نفسياً ومهنياً له شأن كبير في نجاح المرأة في تجربة العمل خاصةً وأن الكثير من النساء لم تكن لهن تجارب عملية سابقة ولم يخضن تعامل مباشر مع المجتمع "أغلب المطلقات والأرامل من عوائل محافظة لا يملكن خبرة في التعامل مع المحيط والعمل، ولم يكملن تعليمهن لذلك سبق دخولهن إلى سوق العمل التدريب والتطوير النفسي والمهني".  

يضم معمل العصر الذهبي ما يقارب ٥٠ امرأة بين مطلقة وأرملة وجدت ضالتها في العمل لإعالة نفسها وأطفالها وتحقيق وارد شهري ثابت يكفيها ذلة السؤال والعوز، حيث ركزت نور الهدى التميمي على أن يكون وارد النساء الشهري كاف للمرأة العاملة وأطفالها فالهدف كما تقول هو ان يكون نتاج العمل مورد للنساء لا مشروع ربحي بحت، حيث يغطي المعمل احتياجات السوق من الالبسة النسائية بجودة مناسبة وخاصةً المنزلي منها لتنافس البضائع المستوردة من حيث السعر والجودة. 

وعن تفاعل النساء مع العمل تقول نور الهدى التميمي "الكثير من النساء استطعن أن يبدعن في مجال التصميم والخياطة لتكون البضاعة أكثر رواجاً ومقبولة في السوق". 

وعن العلاقات التي تربط العاملات من النساء "هناك روح حب ومساعدة تجمع النساء في المعمل فهنا النساء يتعاملن بمبدأ الأسرة الواحدة وتجمعهن صداقات متينة وتساعد إحداهن الأخرى في العمل وفي تفاصيل حياتها خارج العمل أيضاً". 

وفي ختام حديثها دعت نور الهدى التميمي إلى ضرورة تبني الدولة لمشاريع تشغيل للنساء من كافة الشرائح لتحقيق التوازن الاقتصادي في حياة المرأة.