نتيجة الأزمة الاقتصادية في إيران فتاة تختار بيع الزهور على مواصلة تعليمها
"يجب أن يرى الأهالي العالم بشكل أفضل وأن يعلموا أن بإمكانهم تغيير الوضع" بهذه الكلمات عبرت فتاة تبيع الزهور في شوارع إيران، عن أملها في تغيير الأوضاع الاقتصادية في البلاد التي فاقمت من ظاهرتي هجرة العقول وعمالة الأطفال.
شبنم توكلي
طهران ـ في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في إيران، أصبحت الفئة الشابة عالقة ما بين مواصلة تعليمهم أو العمل، فعندما يختارون الدراسة، يضطرون إلى قضاء أفضل سنوات حياتهم دون اكتساب أي مهارات أو مهنة أو خبرة علمية خاصة، وفي النهاية بسبب ارتفاع معدل البطالة يصابون بخيبة أمل الأمر الذي يؤدي إلى هجرة العقول في البلاد.
ازدادت إحصائية ظاهرة هجرة العقول في إيران خاصة بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات، فالقوة التي تدربت واكتسبت المهارات منذ سنوات تضطر إلى مغادرة البلاد وتضع هذه الخبرة في خدمة دول أخرى، ما يؤدي إلى تردي الأوضاع وزيادة معدل الانتحار بين الطلاب والطالبات بشكل كبير.
فبعض القادرين على الهجرة يختارون التعليم، وأولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليفه يحاولون دخول سوق العمل في أقرب وقت ممكن، ما أدى إلى تفاقم ظاهرة عمالة الأطفال بشكل ملحوظ في السنوات القليلة الماضية، ولا تستطيع الأسر ذات الدخل المنخفض أن تؤمن كافة مستلزماتها، لذلك يضطر الأطفال إلى العمل لإعالة أنفسهم.
وأثناء الانتفاضة الأخيرة التي اندلعت في 16 أيلول/سبتمبر 2022، كانت مريم. ب البالغة من العمر 17 عاماً، منشغلة ببيع الزهور حيث اختارت العمل على مواصلة تعليمها، وعن سبب اختيارها قالت "لماذا أكمل تعليمي وكل المتعلمين عاطلين عن العمل، أفضل العمل وكسب دخلي بنفسي وأساعد عائلتي التي لم تكن راضية عن عملي، لكنني رأيتُ الاستقلالية في ذلك وشعرت بالارتياح، والأهم أنه يجب أن أفكر في مستقبلي من الآن فصاعداً".
وأضافت "أبيع الزهور منذ عامين تقريباً. في بعض الأحيان تعترض البلدية طريقي، لكن عندما أكون بين الزهور ويأتي إليّ أشخاص يشترون الزهور، أنسى مصاعبي وأحزاني فكل من يأتي إلي يمنحني شعوراً جيداً، وفي الأيام الخاصة مثل عيد الأم، أقدم الزهور دون مقابل مالي لأنني أريدهم أن يجعلوا أمهاتهم مبتسمات وهذا يسعدني أيضاً".
وتتمنى مريم. ب، ألا يخيب أمل الأهالي أبداً حتى لو كان ذلك صعباً لكنه سيمر "يجب أن يكون الأهالي متفائلين دائماً بأن كل ما يمرون به من صعوبات وتحديات ستمر ويجب عليهم أن يروا العالم بشكل أفضل وأن يعلموا أن بإمكانهم تغيير الوضع. أتمنى أن أفتح محل لبيع الزهور في يوم من الأيام، وأعلم أنني أستطيع ذلك".