نساء قررن تغيير مسارهن المهني

قد تضطر الكثيرات أن تعملن من أجل "لقمة العيش" في مجال لم يخترنه ولكن سرعان ما يشرعن في الإمساك بزمام أمورهن وتغيير وضعهن والانطلاق في عمل يفضلنه فينجحن ويحققن ما تصبون إليه سريعاً من خلال تغيير مهنهن أو حتى دراستهن.

أسماء فتحي

القاهرة ـ حق الاختيار غير مكفول للكثير من النساء خاصة في مجال التعليم فالبعض منهن تضطررن لدراسة مالا يحبن نزولاً عند رغبة رب الأسرة أو القائم على الانفاق والممتلك للسلطة الأبوية، لتجد المرأة نفسها تهدر طاقتها ووقتها لمجرد جنى المال لمواصلة العيش وتسديد احتياجاتها.

العديد من النساء قررن الخروج من تلك الدوامة وتغيير مسار حياتهن بعمل آخر يحقق لهن ما تطمحن إليه وما يحببنه فتتغير الحياة أمامهن جملة وتفصيلاً، وسنعرض في التقرير التالي بعض النماذج الخاصة بهؤلاء النساء اللواتي واجهن الصعوبات والعراقيل في سبيل تحقيق غاياتهن.

 

السعادة تكمن في تحقيق الذات والعمل بالمجال الأقرب للقلب  

واحدة من القصص المعبرة روتها نهلة أحمد التي أكدت أن والدها كان دكتور في الدراسات العليا بكلية التجارة وأحب أن تدرس ابنته نفس مجال عمله وهذا ما حدث، وأكدت أنها بعد التخرج قررت فعل ما تحب فعملت على تدريس مادة الرياضيات التي أحبتها منذ صغرها وحرمت من دراستها.

وأوضحت أنها مع مرور الوقت وجدت ضالتها في تنظيم الاستعراضات الفنية للأطفال وقد تمكنت من خلال المنتدى الخاص بموطن سكنها من تدريب الأطفال على الاستعراضات، وتم تنفيذ أكثر من مسرحية لنشر الوعي بين الأهالي في عدد من القضايا من بينها تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الأسرة وكذلك تزويج القاصرات وختان الإناث.

"ملكت السعادة بنجاح بناتي في الاستعراض" عبارة قالتها نهلة مخلوف والابتسامة تملأ وجهها حينما تذكرت نجاح الفتيات اللواتي تدربهن على الرقصات والاستعراض في المسرحيات المقامة بالمدينة.

 

من واقع التجارب... المرأة تستطيع التعبير عن رغباتها وتحقيقها

اعتبرت نهلة مخلوف أن الواقع تغير كثيراً فالنساء بتن تستطعن البوح برغباتهن وعمل ما تردن دون الانصياع لإرادة الغير ما كان يحدث قديماً، فمعظم النساء قمن بعمل مشاريع وتمكن بالفعل من النجاح وتخطي أزماتهن بمشاريع صغيرة ساهمت في تحسين مستواهن المعيشي والاجتماعي.

وتروي نهلة مخلوف مجموعة من القصص الخاصة بجاراتها ومنهم لامرأة طلقها زوجها وتعمل صباحاً في أحد البنوك وقررت أن تبدأ بالعمل في مشروع خاص بجانب وظيفتها فبدأت في إعداد الخبز والفطير وبيع الرنجة وشراء مستلزمات المنزل وتمكنت بالفعل من تحقيق شعبية بين السكان المحيطين بها.

وتابعت "بالجوار امرأة استطاعت بالجهد المتواصل أن تنشئ مصنع لزوجها وارتقت بأسرتها"، مضيفة أن هناك امرأة أخرى أيضاً تعمل في المستورد واستطاعت أن تحظى بشعبية كبيرة، كما أن هناك امرأة زوجها مشلول ويصنعون معاً لوحات هاند ميد ويشتركون في المعارض المختلفة وباتوا أيضاً متحققين في مشروعهم الخاص، كما أن هناك امرأة وزوجها لديهم مصنع للعسل والطحينة وهي من تعمل على تسويق المنتجات ونجحت بالفعل في مشروعها.

وأشارت إلى أن المرأة تمكنت من كسر التابو والنظرة القاصرة لها بحصر دورها في متطلبات المنزل لتخرج لسوق العمل وتنفذ المشروعات الخاصة، وساهم في الأمر إلى حد كبير الوضع الاقتصادي الذي مرت به البلاد مؤخراً ونتائج جائحة كورونا التي خلقت أفكار العمل المختلفة وساهمت في تحريك هذه المشاريع لتوفير احتياجات المواطنين الضرورية من خلال الوسطاء من أصحاب المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر.

 

"تجارب النساء في مواجهة ضغوط العمل ساعدتهن على النجاح"

قالت المحامية شيماء الورداني، أن هناك معاناة وضغوط تتحملها النساء في العمل متعددة، ولكنها رأت كيف تمكنت الكثيرات من تغيير مصيرهن بالتركيز على مشروع خاص ساهم إلى حد كبير في تحويل مسار حياتهن إلى الأفضل.

ولفتت إلى أن صديقة لها كانت تعمل في واحدة من شركات الاتصالات وكانت مهددة بالفصل بسبب تقليل عدد العاملين المستمر، ومن هنا قررت أن تعمل بشكل خاص بداية من بيع كروت الشحن وإكسسوارات الهاتف المحمول وصولاً لإنشاء محل لبيع الإكسسوارات.

وتؤكد شيماء يوسف أن العمل الخاص وإنجاز مشروع يمكنه أن يحول حياة صاحبه خاصة إن كان يعمل بجد ويجتهد من أجل إنجاز ما يرغب، مشيرةً إلى أن الظروف الاقتصادية بالفعل صعبة منذ أكثر من 10 سنوات وهي ذاتها فكرت أثناء حرق المحاكم وتعطل العمل في التوجه لعمل مشروعها الخاص ولكنها لم تتمكن من تحقيق ذلك.

ونوهت إلى أن البعض يتجه لعمله بحكم مجموعه في الثانوية العامة أو حتى دراسته التي أجبر عليها، والتحرر من تلك القيود هو ما يحقق النجاح الحقيقي والنساء قادرات على الإمساك بزمام حياتهن وخوض تجارب ناجحة في مجال العمل الشخصي والمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر التي سرعان ما تتطور وتكبر مع مرور الوقت وتحقق المرجو منها.