نساء كوباني يجنين موسم السمسم وبذور البطيخ

بدأت النساء في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا بجني مواسمهن الزراعية ومنها السمسم وبذور البطيخ، مؤكدات بأن هنالك الكثير من الصعوبات التي تواجهها المرأة في الزرعة

نورشان عبدي
كوباني ـ
تشتهر الأراضي الزراعية في مقاطعة كوباني وخاصة في الجهة الغربية بخصوبة أرضها وتربتها ومحاصيلها المتنوعة لذلك يعمل غالبية الأهالي في المنطقة بالزراعة كونها تدر إنتاجاً كبيراً.
 
تزايد مساحة زراعة السمسم في كوباني  
يعتبر السمسم من المحاصيل الزيتية المهمة في العالم، حيث تحتوي بذوره على أكثر من50 بالمئة من الزيت، بالإضافة إلى دخوله في الصناعات الغذائية مثل الطحينية والزعتر والحلوى والفطائر ولا تحتاج زراعته إلى تكاليف باهظة بل تزيد من خصوبة الأرض، وتساعد الفلاحين على زيادة إنتاج المحاصيل الشتوية، ويستفاد من نباتها كعلف للمواشي.
 
 
حول طرق زراعة السمسم تقول مكية حنيفة شيخ دمر (65) عاماً، من قرية كابلك الواقعة غربي مقاطعة كوباني "بعد الانتهاء من موسم القمح والشعير في شهر حزيران نبدأ بالتحضير لزراعة السمسم"، وأضافت "لا يحتاج السمسم للكثير من المياه فعلى المزارع سقيه 4 مرات بشكل متقطع كما ويحتاج أن ينظف مرة أو أثنين من الأعشاب الزائدة التي تنبت بعد الري"، مبينةً أنه "في بداية زراعة السمسم تعزز التربة بمواد السماد الكيمائية ما يسمى بسماد ترابي وله نوعين بارد وحار وهذا السماد يساعد على إنبات السمسم بسرعة أكبر ويكون ذا جودة".
ومنذ قرابة العامين شهدت مناطق مختلفة في شمال وشرق سوريا إقبال المزارعين على زراعة السمسم بشكل كبير بسبب سهولة زراعته ومجهوده القليل وسعره المرتفع، وفي كوباني بلغت نسبة زراعة السمسم لهذا العام بين 30 ألف دونم إلى 40 ألف دونم. 
أما عن جني محصول السمسم تقول مكية حنيفة شيخ دمر "منذ بداية شهر تشرين الأول تبدأ النساء بجني محصول السمسم، ولجنيه ثلاثة مراحل في البداية يحصد بالأيدي ويجب أن تكون التربة رطبة ومن ثم تجمع نباتاته على شكل حزم صغيرة تترك تحت أشعة الشمس لمدة 15 يوماً، حتى تجف تماماً"، وأضافت "تستخرج حباته عن طريق نفض النباتات بالأيدي، بعدها يمرر بغربال لكي تخرج منه بقايا الأوراق والأتربة ثم يعرض للهواء كي لا يتعفن إن وجدت فيه رطوبة". 
زراعة وحصاد السمسم كمعظم الزراعات في العالم تعتمد بشكل أساسي على النساء "أكثر من يعمل بمجال الزراعة والبستانين والمواسم هي المرأة وحتى الأيادي العاملة التي تعمل بالأرض مقابل أجور معينة هن نساء لإن لهن القدرة على تحمل مشقة العمل أكثر من الرجل".
وواجه الموسم الزراعي لهذا العام العديد من التحديات منها ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض منسوب مياه نهر الفرات وقطعها من قبل الدولة التركية وهو ما أثر بشكل كبير على إنتاج وجودة المحاصيل بعد أن أدى لحصول جفاف في الأراضي الزراعية في المنطقة، وكان لذلك تأثير كبير على الآبار وتسبب بجفاف العديد منها، لذا يلجأ المزارعون إلى زراعة السمسم لأنه لا يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه.
تقول مكية شيخ دمر عن هذه التحديات "في صيف هذا العام كانت درجة الحرارة مرتفعة جداً وهذا ما أثر بشكل سلبي على موسم السمسم كان الموسم أقل من الأعوام المنصرمة".
وأضافت "يعرف عن السمسم بأن زراعة القليل من بذاره ينتج عنها كمية كبيرة من المحصول ولكن هذا العام كان مختلف فمن بين عشر نبتات توجد فقط واحدة منها مكتملة. لكي تجني محصول جيد من السمسم يجب أن يكون الجو نوعاً ما معتدلاً".
هنالك العديد من فوائد السمسم وأهمها تنظيم ضغط الدم والمحافظة على صحة القلب، وتنظيم مستويات الهرمونات وخفض مستوى الكولسترول ويساهم كذلك في محاربة الالتهابات والسرطانات، كما ويعالج أمراض السكري، بالإضافة إلى أن السمسم مصدراً غني بالألياف والمعادن والفيتامينات ومضادات الأكسدة.  
 
موسم جني بذور البطيخ وطرق زراعته وفوائده 
بالإضافة للعديد من المحاصيل التي تزرع في مقاطعة كوباني يزرع البطيخ الذي ينتج البذور ومع بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر بدأت العاملات بجني محصوله.  
 
 
تقول أمل علي (25) عاماً وهي إحدى العاملات في زراعة البطيخ من قرية القناية الواقعة غربي مقاطعة كوباني "في كل عام بهذا الوقت نبدأ بجني مختلف المحاصيل، فمنذ عدة أيام بدأنا بجني البطيخ البزري فللبطيخ نوعين واحد يعد من أنواع الفاكهة ويحصد مع بداية الصيف أما البطيخ البزري مختلف يكون حجمه أصغر من النوع الأخر ويحصد متأخراً".
وأضافت "لكي ينتج موسم جيد من البذور يجب سقاية الأرض ثلاثة مرات وأيضاً يحتاج لتزويده بالسماد لمرتين في بداية الموسم، وعند اكتماله يحصد بالأيادي ليجمع لمجموعات ويترك ثلاثة أيام ومن ثم يمرر بالحصادة الخاصة به التي تخرج القشور التي تستعمل كعلف للمواشي وتفرز البذور ومن ثم تنشر على الأرصفة أو الشوارع لمدة أربعة أيام بحسب سماكة نشره وإضافة لذلك يجب تقليبه حتى يجف بشكل كامل".  
وحول الصعوبات التي تواجه عملهم قالت أمل علي "بشكل عام العمل بالأرض والزراعة له صعوبات عدة ومشقة وتعب ولكن حصد البطيخ له صعوبات أكثر لأنه يحتاج لتنظيف الأرض بعد السقي وعند الحصد له متاعب لأن وزنه كبير ويحتاج قوة في الحصد وهذا ما يستغرق وقت أكثر".
يذكر أن لبذور البطيخ فوائد واستعمالات عديدة فيعزز صحة القلب ويمد الجسم بالطاقة وتقوية المناعة الجسم، وكذلك تعزير صحة الجهاز الهضمي وحماية الشعر من التساقط بالإضافة إلى تحسين صحة الدماغ وإبطاء الشيخوخة.