نساء دير الزور تتداركن نقص المياه وتُنجحن موسم السمسم لهذا العام

محصول السمسم يعتبر من المحاصيل الصيفية المهمة في ريف دير الزور، كما تشتهر المنطقة بزراعة العديد من المحاصيل الأخرى.

زينب خليف

دير الزور ـ منذ عدة أيام بدأت نساء ريف دير الزور الشرقي بشمال وشرق سوريا بحصاد محصول السمسم والذي يعتبر من المحاصيل الزراعية المهمة، ويعتبر الموسم هذا العام أفضل من المواسم السابقة التي واجهت العديد من التحديات أبرزها نقص المياه والارتفاع الكبير في درجات الحرارة.

تشهد الزراعة تراجعاً كبيراً في مناطق شمال وشرق سوريا بشكل عام جراء حجب تركيا لمياه نهر الفرات وقلة الأمطار وارتفاع تكاليف الزراعة والمستوى المعيشي المنخفض للأهالي الذي انعكس سلباً على إقبالهم على الزراعة.

حول الصعوبات التي يعانون منها في ظل ضعف الدعم المقدم لهذا المحصول الاستراتيجي قالت تركية الناصيف، إحدى نساء هجين أنهم يعتمدون على الأساليب البدائية في زراعة محصول السمسم وكيف أن النساء عملن بجد لإنجاح الموسم من خلال تنظيف الأرض من الآفات الزراعية والحشائش والعناية بالمحصول بشكل دوري ومستمر.

وأشارت إلى أن المحاصيل تراجعت خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير بسبب قلة المياه وخاصةً بعد حبس تركيا لمياه نهر الفرات الذي يعتمد عليه الأهالي بشكر رئيسي في ري مزروعاتهم، كما أن هناك قلة دعم للمحاصيل الصيفية، مؤكدةً أن جميع تلك التحديات لم تثني أهالي المنطقة عن الزراعة وتحمل المشقة ليكون حملاً يثقل كاهلهم يضاف إلى السعي لتأمين متطلبات العيش.

وتعمل النساء على غربلة السمسم عدة مرات وتذريته ليتخلص من جميع الشوائب والتراب، متحديات شمس الصيف الحارقة. ويباع السمسم إلى الباعة في المنطقة وما يبقى منه يستخدم في الصناعات المنزلية من حلويات وأطعمة أما حطبه فيستخدم لإشعال النار في التنور أو التدفئة شتاءً في مواقد الحطب، فيما تقدم قشوره للمواشي، وبذلك تساهم النساء في الحفاظ على البيئة من خلال الاستفادة من كل شيء وعدم رميه.

عن طرق وأساليب زراعة السمسم تقول تركية الناصيف أنهم يبدؤون بزراعته منذ أواخر شهر أيار/مايو أي بعد حصاد القمح مباشرة ويتم ذلك بطريقتين يطلق عليهما (الطربيس والعريب) وهما تعتمدان على كيفية نثر البذور، مبينةً أنه يوصى بالطريقة الأولى لأن إنتاجها دائماً الأفضل.  

ومن جهتها قالت الفلاحة حمدة العيد أنها تتحمل العمل في المنزل إضافةً للعمل في الأراضي الزراعية مما يزيد من الأعباء الملقاة على كاهلها، حتى أنها أصيبت بأمراض العظام والمفاصل لكن الأسوأ هو الناتج الضعيف للمواسم.

وأشارت إلى الموسم الماضي وقالت إنه بعد نقص المياه اتجهوا لحفر الآبار لسقاية أراضيهم التي تبلغ مساحتها 12 دونم، ولكن مع ذلك كان الإنتاج ضعيفاً جداً، لكن هذا العام بدأوا بالسقاية مبكراً مما جعل الموسم أفضل.

وبينت أن موسم السمسم يحتاج الى الرعاية المستمرة ويجب على المزارع ملاحظة التغيرات التي تحصل على النبتة باستمرار ليحصل على إنتاج جيد، وعند الحصاد يجب أن يكون التوقيت مثالياً بحيث لا يسبق نضوج البذار ولا يتأخر الحصاد حتى لا تضمر.

وكما هو الحال في معظم الزراعات جني محصول السمسم يعتمد على النساء بالدرجة الأولى ويقع على عاتق النساء جميع مراحل العمل حتى الحصاد اليدوي الذي يكون في نهاية شهر آب/أغسطس الحارق.

ورغم كل الصعوبات والمعوقات التي يعانيها المزارعون في دير الزور من قلة المياه والبذار المحسنة والأدوية والدعم اللازم لضمان نجاح مشاريعهم الزراعية بالشكل الأمثل إلا أنهم يحاولون وبالإمكانيات المتوافرة النهوض بواقع الزراعة في المنطقة لأنها حرفتهم الرئيسية ومصدر الدخل الأول للأهالي في المنطقة.

ويحتاج السمسم كما تبين حمدة العيد من 5 إلى 6 مرات سقاية، مشيرةً إلى أن "المحصول هذه السنة جيد جداً مقارنة بموسم العام الماضي".

وعن كيفية حصاده قالت أنهم يستخدمون المنجل ويتركون الأكوام حتى تجف مع تقليبها بشكل مستمر ثم طبطبته وتنظيفه وكل ذلك تقوم به النساء، مضيفةً "محصول السمسم من المحاصيل الاستراتيجية والتي تعود بالفائدة على المزارعين/ات وهو من المحاصيل الثانوية بعد المحصول الشتوي ومن المحاصيل الرئيسية في الصيف بالإضافة للقطن".