نساء إيلام: بالإصرار والتصميم ستتمكن المرأة من النجاح

أكدت النساء اللواتي تمتلكن محلات تجارية في مدينة إيلام شرق كردستان أنهن واجهن العديد من الصعوبات التي وقفت عائق أمامهن لبدء أعمالهن التجارية المستقلة، ألا أنهن تجاوزن كل شيء وتمكن من افتتاح محلاهن التجارية.

جوان كرمي

إيلام ـ تواجه النساء في إيران وشرق كردستان اللواتي ترغبن في الاعتماد على أنفسهن النظرة المجتمعية والنقد اذا يؤكد أن هناك مجالات عمل حكر على الرجال فقط، بالإضافة إلى التميز الذي يحرمهن الكثير من حقوقهن.

تشهد الأسواق في مدينة إيلام شرق كردستان غالباً حركة تسوق ضعيفة جداً على عكس باقي أيام العام التي تشهد فيها الأرصفة داخل الأسواق زحمة كبيرة، ومن بين المحلات التجارية في سوق إيلام كان هناك محلان افتتحتهما كل من نيلن محمدي ودنيا جوادي زاده منذ بضعة أشهر رغم الصعوبات التي واجهتهما في بداية عملهما ألا أنهما بقيتا مستمرتين متجاوزات كل القيود والصعوبات التي وقفت عائق أمام طريقهما.

تقول نلين محمدي من مدينة إيلام عن الصعوبات والعقبات التي واجهتها "عملت لمدة أربعة سنوات في البيع ومنذ قرابة ستة أشهر قمت بافتتاح متجر خاص بي عانيت كثيراً فلم يكن هناك من يدعمني، كان الجميع يقول لي أن هذا العمل لا يناسب فتاة صغيرة وانتقدوني كثيراً لكنني رغم كل ذلك صممت على افتتاحه".

وأشارت إلى أنها لم تمتلك في بداية الأمر المال من أجل افتتاح المتجر لذلك تقدمت بطلب للحصول على قرض، "اضطررت إلى البيع لمدة عام في السوق ليصبح قرضي الخاص جاهزاً كما أنني تأخرت في سداد القرض لمدة ثلاثة أشهر تقريباً، واستأجرت متجر مقابل 7 ملايين تومان شهرياً لم يدفعوا قرضي ولم يعطوني إلا 50 مليوناً من أصل 150 مليون الذي أنفقته على رهن هذا المتجر، كما سافرت كثيراً حتى تمكنت من الحصول على الرخصة".

وأضافت "رغم كل الصعوبات التي واجهتني قاومت واستمريت في طريقي، ولم يكن لي ملجأ آخر في هذا الطريق سوى والداتي التي ساندتني دائماً حتى أتمكن من الاعتماد على نفسي، وأن أكون قادرة على الوصول إلى رغباتي خطوة بخطوة، لقد أخبرني الكثير من الناس أنه لا يمكنني افتتاح المحل، لكنني كنت مصممة على القيام بذلك وكان علي أن أحصل على ما أريد، الأمر كان صعباً جداً وربما حتى الآن يجب علي دفع عدة أقساط شهرية، لكنني في النهاية تمكنت من تحقيق ما أريد".

ووجهت رسالة للنساء للواتي ترغبن في أن تصبحن مستقلات وتبدأن مشاريعهن الخاصة "أريد من كل من تريد أن تقف على أقدامها، إذا لم يكن لديها رأس مال أن تبدأ بمبلغ صغير بمشروع عبر الإنترنت "تسوق"، حتى لو أجبرن على البيع عبر المواقع" مؤكدةً أن الشعور بالاستقلالية في الأسرة والمجتمع يختلف كثيراً عن الجلوس في المنزل وانتظار الحصول على المال من الأخ أو الأب "من الأفضل بالنسبة للنساء أن تصلن إلى مكان يجعل الآخرين يتقبلونه قد يكون الأمر صعباً في البداية، ولكن يجب أن تكن قادرات على منح أنفسهن الأمل والتفكير  حتى تتمكن من تحقيق كل ما تريدهن على الرغم أنه في بعض الأحيان يشعر المرء بخيبة أمل في حياته، ولكن عندما تحصل على ما تريد، لا تستطيع أن تتوقع كم هو شعور رائع بالإنجاز الذي حققته".

ومن جانبها أكدت دنيا جوادي زاده من مدينة دزفول وتعيش في إيلام أن المجتمع يعتبر السوق بيئة ذكورية "من العوائق التي تقف أمام المرأة الراغبة في بدء مشروع تجاري في السوق والعمل أن بيئة السوق ذكورية ويعتبر عمل المرأة صعباً إلى حد ما، خاصةً في المدن الصغيرة ومع الأخذ في الاعتبار آراء الأهالي تجاه المرأة من أجل الحصول على رخصة عمل ودخول سوق العمل، هناك قيود أكثر على النساء لقد مررت بهذه التجربة بنفسي ولكن في المدن الكبرى، السوق أكثر انفتاحاً أمام النساء ومن الأفضل للمراكز الحاصلة على التراخيص والبنوك التي تريد توفير أجهزة قراءة البطاقات أو دفاتر الشيكات للعمل في السوق، أن لا تميز بين الرجل والمرأة حتى تعمل النساء بشكل أكثر".

ولفتت إلى التمييز الذي تتبعه البنوك في إيران من خلال إعطاء دفاتر الشيكات للنساء والرجال "من أجل فتح أي متجر، تحتاج إلى رخصة تجارية ودفتر شيكات، حاولت الحصول على دفتر شيكات، فقال لي البنك هل لديك رخصة تجارية؟ وبما أنني فتحت متجري للتو، يجب علي احضار نموذجاً قانونياً لإعطائي دفتر الشيكات، لم أتمكن من الحصول على دفتر شيكات لأنه لم يكن لدي رخصة تجارية، من المؤكد أن عملية الحصول على ترخيص تجاري أستغرق بعض الوقت، كان هناك العديد من الفصول الدراسية التي يتعين اجتيازها للحصول على الترخيص ويستغرق إصدارها وقتاً طويلاً".

وأوضحت أنه "يجب ألا تعامل البنوك والمراكز الأخرى مع النساء بقسوة، لأن الأمر ليس كذلك بالنسبة للرجال بالتأكيد، إذا أراد الرجل الحصول على دفتر شيكات، فسوف يمنحونه دون أخذ أي مستندات"، لافتةً إلى أنها "تمكنت من الحصول على دفتر شيكات بعد اتباع جميع الخطوات الصعبة، وبصرف النظر عن هذا، إذا كنت أرغب في تجديد دفتر الشيكات الخاص بي يجب أن يكون حسابي ذو معدل دوران مرتفع، بالطبع، إذا لم يكن هناك معدل دوران للحساب سأبقى أواجه المشاكل، إذا لم يكن هذا هو الحال بالنسبة للرجال، وإذا كان معدل دوران حساباتهم صفراً، فسيتم إصدار دفتر شيكات لهم".

ودعت في نهاية حديثها النساء اللواتي ترغبن البدء بعمل تجاري "على النساء أن تعرفن أنهن تستطعن فعل كل ما ترغبن به إذا لم يكن لديهن رأس المال لفتح متجر، أو من يقدم لهن الدعم أو المساعدة على دخول سوق العمل،  يمكن لهن القيام بذلك في منازلهن، فهناك الكثير من النساء تبدأن من أشياء صغيرة في المنزل، كصناعة المخللات أو بعض الأعمال الفنية، من المهم أن تقمن بذلك بأنفسهن ولا تطلبن المساعدة حتى تتمكن من الاعتماد على ذواتهن".