مؤسسة وقف المرأة الحرة تساهم في النهوض بواقع النساء
أصبحت مؤسسة وقف المرأة الحرة في إقليم شمال وشرق سوريا، ملجأ لآلاف النساء لخلق فرص في كافة مجالات الحياة.
برجم جودي
كوباني ـ في إقليم شمال وشرق سوريا، حيث يعيش شعبه في خضم ثورة اجتماعية وحياتية وذهنية وسياسية منذ 12 عاماً، تم تحقيق العشرات من الإنجازات التاريخية وكانت النساء بشكل خاص هم الأكثر استفادة وتمكن من المشاركة تدريجياً في الثورة على المستوى القيادي.
مع ثورة روج آفا، التي اندلعت في 19 تموز/يوليو 2012، فتحت الفرص أمام المرأة حيث تمكنت من أن تطور نفسها في كافة مجالات الحياة، والتنظيم، والدفاع عن النفس، والتعليم، والاعلام، وما إلى ذلك، واختارت لنفسها نموذج الحياة الحرة والسياسية، ورغم وجود العشرات من المؤسسات والمنظمات والحركات والجهات ذات الصلة والمعنية بتنمية المرأة، إلا أن مؤسسة وقف المرأة الحرة تعتبر من المؤسسات الرئيسية والفعالة.
اتخذت مؤسسة وقف المرأة الحرة الخطوات الأولية في عام 2014 وتم تأسيسها رسمياً في العديد من مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا تحت شعار "المرأة الحرة أساس المجتمع الحر" وتمارس أنشطتها بهدف خلق الفرص وتطوير المرأة في العديد من المجالات، واستطاعت خلال سنوات تأسيسها تطوير العشرات من المشاريع الفعالة والهادفة التي تضمن عمل المرأة ودورها في المجتمع وبهذه الخطوات أمكن بناء أنماط حياة جديدة وبديلة لتخلف المجتمع الذي يحكم على المرأة بهيمنة الرجل.
وفي مدينة كوباني بمقاطعة الفرات، يقدم وقف المرأة الحرة الذي تأسس عام 2019، نفس الخدمات والفرص للنساء، وعن ذلك أوضحت شيرين محمد مديرة الوقف، أنهم يخلقون فرص حياة للمرأة في كل مكان "تم افتتاح وقف المرأة في مدينة كوباني على أسس تطوير وتعليم ومعرفة وتدريب المرأة، وقد تم ترسيخ وتطبيق هذا النظام من قامشلو إلى الحسكة، ومن الرقة إلى الطبقة، ومنبج، وكوباني، إلخ".
وقالت إنهم بهذه المشاريع يخلقون مصادر الدعم المالي للمرأة لتلبي احتياجاتها ويكون لها اقتصاد مستقل "لأن هدفنا هو تطوير وتوفير فرص الحياة للمرأة. وعليه، نقوم بإنشاء مشاريعنا ونستقبل النساء وخاصة في مجال تصفيف الشعر والصحة وتعلم الكمبيوتر والحرف اليدوية والخياطة، لدينا دورات تدريبية حيث كل قسم له وقته الخاص وبعد انتهاء الدورات، تحصل النساء الناجحات على شهاداتهن وتبدأن عملهن الخاص، بالإضافة إلى الدورات التدريبية التي نقدمها، يوجد مركز صحي في وقف المرأة الحرة متاح لفحص وعلاج النساء والأطفال، كما يوجد قسم Keskesora Alan من أجل الأطفال الأيتام وهو من أهم الأقسام المؤسسة".
"من خلال الوقف، أتخذ خطوات نحو تحقيق أحلامي"
بريهان محمد، 19 عاماً، شاركت في الدورة التدريبية لتعلم الخياطة، وعن تجربتها قالت "لقد مرت 3 أشهر منذ أن التحقت بدورة تدريب الخياطة. عندما عرفت أن هناك مكان خاص كالوقف يقوم فقط بتعليم النساء الوظائف والمهن، أردت على الفور التوجه إليه وأن أتعلم وأطور نفسي في مجال الخياطة. عندما جئت لأول مرة، لم أكن أعرف أي شيء، ولكن الآن اتخذت العديد من الخطوات، ويمكنني تفصيل وخياطة الملابس بنفسي ولهذا السبب، وبفضل الفرص التي قدمتها مؤسسة وقف المرأة الحرة، تمكنت من اتخاذ العديد من الخطوات نحو تحقيق أحلامي".
وذكرت أنها ستبدأ بدورة تصفيف الشعر أيضاً "بعد أن أنهي دورة الخياطة سأقوم بالمشاركة في دورة تعليم تصفيف الشعر أيضاً، ولن أقتصر على تعلم الخياطة، فالمرأة كلما زادت معرفتها بالمهن كلما ضمنت حياتها ومستقبلها ولهذا السبب أقول لجميع النساء، وخاصة الشابات، أن عليهن الاستفادة من هذه الفرص والذهاب إلى أماكن تعليم وتدريب النساء. يجب علينا كنساء أن نطور أنفسنا حتى نكون السند لأنفسنا".